المقالات

قطرة إثر قطرة يتشكل السيل!

1844 2019-01-04

أمل الياسري


يقال حديثاً أن بعض البشر يعانون من الإحتباس الحضاري رغم حداثتهم، بسبب تلوث الأخلاق، وزيادة ثاني أوكسيد الحماقة، وإرتفاع درجات الجهل، فهل علينا أن نذّكر أن قوى الإستكبار العالمي اليوم ما تزال حريصة كل الحرص، على بقاء الكيان الصهيوني الغاصب في قلب منطقتنا العربية، كخنجر مسموم مغروز في الجسد الإسلامي، منذ أكثر من مائة عام، ليتقطع جزءاً من أرضنا الطاهرة؟
هل نحن بحاجة لنذّكر مَنْ يمثل سياستنا الخارجية، وبالتحديد مواقفنا من القضية الفلسطينية، الصغيرة بجغرافيتها، الكبيرة بتأريخها وشعبها، هل علينا أن نقول: يجب أن يكون رؤيتنا منسجمة، مع الموقف المبدئي الوطني، والعربي، والإسلامي، والذي يمس مشاعر المسلمين عامة، بل وحتى المجتمع الدولي المناهض لعملية الإحتلال، والإستيطان الصهيوني لبلد عربي، إستباحوا أرضه وشردوا أهله، فهل هذه التصريحات من قبل وزير الخارجية محمد الحكيم، تبدو متوافقة مع موقف العراق من القضية الفلسطينية، المبني على المبادرة العربية للسلام. 
القانون العراقي واضح بصدد مَنْ يحبذ، أو يروج لمبادئ صهيونية، أو يساعد ولو بكيفية تنجذب فيها الكلمات للكيان الغاصب، فذلك حكمه يصل الى الإعدام، حسب المادة (201) من قانون العقوبات، فكيف بالوزير المبجل وهو يطلق تصريحاته عبر وسائل الإعلام، فأي حضارة وأي منطق وثقافة يمتلكها هذا الوزير؟ مع أنه كان مندوباً للعراق في الأمم المتحدة سابقاً، ويعرف الفيتو الممنوح لإسرائيل.
ألا يدرك وزير الخارجية كيف تجري الأمور، لشرعنة ما يرتكبه العدو الصهيوني من مجازر وحشية، بحق الشعب الفلسطيني؟ وأي موقف يتخذ يجب الرجوع فيها لرئيس الوزراء، ومجلس النواب، فهل الوزير يعاني من إرتفاع في معدل ثاني أوكسيد الحماقة، وعدم الدقة في الإدلاء بخطاباته؟ أم أن المكالمة الهاتفية التي تلقاها وزير خارجيتنا، من قبل وزير خارجية الولايات المتحدة (مايك بومبيو) أتت أُكلها، في أن الثاني صديق حميم للمدللة (إسرائيل)، والذي ما زال يلقب بـ (محارب الإسلام)؟!
دعوة مخلصة لوزير خارجية العراق العظيم محمد الحكيم، بأن يتوخى الدقة والحذر، ويطلق في الإعلام، تصريحات تثير الجدل والغضب، فلا مزايدة على قضية فلسطين، ويكون له دور بهذه المساحة، التي يشترك فيها العالم الإسلامي قاطبة، من تحملٍ للمسؤولية، والتصدي لكل ما من شأنه الإساءة لعروبة فلسطين، وإلا فهذه القطرات من العبارات، ستشكل سيلا جارفاً لمشاعر العراقيين، والعرب الشرفاء، والمسلمين جميعاً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك