المقالات

قطرة إثر قطرة يتشكل السيل!

1931 2019-01-04

أمل الياسري


يقال حديثاً أن بعض البشر يعانون من الإحتباس الحضاري رغم حداثتهم، بسبب تلوث الأخلاق، وزيادة ثاني أوكسيد الحماقة، وإرتفاع درجات الجهل، فهل علينا أن نذّكر أن قوى الإستكبار العالمي اليوم ما تزال حريصة كل الحرص، على بقاء الكيان الصهيوني الغاصب في قلب منطقتنا العربية، كخنجر مسموم مغروز في الجسد الإسلامي، منذ أكثر من مائة عام، ليتقطع جزءاً من أرضنا الطاهرة؟
هل نحن بحاجة لنذّكر مَنْ يمثل سياستنا الخارجية، وبالتحديد مواقفنا من القضية الفلسطينية، الصغيرة بجغرافيتها، الكبيرة بتأريخها وشعبها، هل علينا أن نقول: يجب أن يكون رؤيتنا منسجمة، مع الموقف المبدئي الوطني، والعربي، والإسلامي، والذي يمس مشاعر المسلمين عامة، بل وحتى المجتمع الدولي المناهض لعملية الإحتلال، والإستيطان الصهيوني لبلد عربي، إستباحوا أرضه وشردوا أهله، فهل هذه التصريحات من قبل وزير الخارجية محمد الحكيم، تبدو متوافقة مع موقف العراق من القضية الفلسطينية، المبني على المبادرة العربية للسلام. 
القانون العراقي واضح بصدد مَنْ يحبذ، أو يروج لمبادئ صهيونية، أو يساعد ولو بكيفية تنجذب فيها الكلمات للكيان الغاصب، فذلك حكمه يصل الى الإعدام، حسب المادة (201) من قانون العقوبات، فكيف بالوزير المبجل وهو يطلق تصريحاته عبر وسائل الإعلام، فأي حضارة وأي منطق وثقافة يمتلكها هذا الوزير؟ مع أنه كان مندوباً للعراق في الأمم المتحدة سابقاً، ويعرف الفيتو الممنوح لإسرائيل.
ألا يدرك وزير الخارجية كيف تجري الأمور، لشرعنة ما يرتكبه العدو الصهيوني من مجازر وحشية، بحق الشعب الفلسطيني؟ وأي موقف يتخذ يجب الرجوع فيها لرئيس الوزراء، ومجلس النواب، فهل الوزير يعاني من إرتفاع في معدل ثاني أوكسيد الحماقة، وعدم الدقة في الإدلاء بخطاباته؟ أم أن المكالمة الهاتفية التي تلقاها وزير خارجيتنا، من قبل وزير خارجية الولايات المتحدة (مايك بومبيو) أتت أُكلها، في أن الثاني صديق حميم للمدللة (إسرائيل)، والذي ما زال يلقب بـ (محارب الإسلام)؟!
دعوة مخلصة لوزير خارجية العراق العظيم محمد الحكيم، بأن يتوخى الدقة والحذر، ويطلق في الإعلام، تصريحات تثير الجدل والغضب، فلا مزايدة على قضية فلسطين، ويكون له دور بهذه المساحة، التي يشترك فيها العالم الإسلامي قاطبة، من تحملٍ للمسؤولية، والتصدي لكل ما من شأنه الإساءة لعروبة فلسطين، وإلا فهذه القطرات من العبارات، ستشكل سيلا جارفاً لمشاعر العراقيين، والعرب الشرفاء، والمسلمين جميعاً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك