المقالات

نخاطب قبورا وننفخ في رماد  

2397 2019-01-03

حميد الموسوي

نعمة واسعة فسحة الحرية هذه التي تذوقنا طعمها بعد عقود من الكبت والحرمان والقهر والعبودية والاستبداد وكل اساليب الاهانة والاذلال التي عاناها الاجداد والآباء ولحقهم الاحفاد على ايدي فراعنة العصور وطواغيت الدهور .

مات اجدادنا واباؤنا الطيبون وهم يحلمون بنسائمها ؛ عادين هبوبها ضربا من الخيال لم يرد حتى في اساطير الف ليلة وليلة بعد ان حرموا من ابسط مقومات العيش الكريم .
نعمة لم تات هبة من جماعة ، ولامنحة من فئة ، ولا مكرمة من احد . نعمة بهذه الاهمية لابد ان تكون بثمن ..واي ثمن ؟.

اذ لاتحصل نعمة الا بفقد اخرى على حد قول سيد البلغاء والوصيين عليه السلام.
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق ويبدو اننا سنفقد نعما غير التي فقدنا مقابل هذه النعمة كونها انتزعت من بين انياب تنين متعدد الرؤوس , وكوننا حديثي عهد بها , لانجيد استخدامها ولااستثمارها و لا كيفية الانتفاع بها بالمقدار الذي استفاده وجناه اعداء عملية التغيير والتجربة الديمقراطية , ولا ادل على ذلك من اختراقهم لكل مفصل من مفاصل الدولة نتيجة غفلة وتهاون ومجاملة اطراف العملية السياسية ووقوعهم في شراك الخصومة السياسية وفخ المحاصصة التي نصبها اعداء العراق في الخارج ونفذها صنائعهم في الداخل من بقايا السلطة السابقة والذين تضررت مصالحهم وحجبت امتيازاتهم بزوالها, حتى صار بعض قادة التغييرادوات تنفيذية- من حيث يشعرون اولا يشعرون – لطروحات وافكار ومخططات اولئك المندسين الخبيثة ولذا نرى ابواب الفضائيات والاذاعات والصحف والمدونات مشرعة لبث الكلمات والخطب والتحليلات والنقد اللاذع للحكومة والمسؤولين في الاحزاب والحركات السياسية تساندها لافتات وهتافات الساحات المفتوحة للتظاهرالسلمي .
حرية كلام اقرب ماتكون للانفلات تقابل ببرود وبردات فعل تهدئة وتطمين وتخدير ، وكانها عملية مقصودة لتفريغ شحنة ، وامتصاص غضبة ؛وتنفيس مكبوت .
اذ كثيرا ما يبقى الحال على ما هو عليه ، واحيانا تعالج المطالب برتوش واعشاب من باب رفع العتب ؛ وقد ينفذ الامر اوالقرار او المشروع برغم هياج المتظاهرين واقلام الصحفيين وانتقادات المحللين.

.وقد يترك الاهم والاخطر ويعالج البسيط وغير الضروري.والامثلة كثيرة ومعروفة للقاصي والداني لانها تنفذ ميدانيا وفي وضح النهار .

كتبنا عن الفساد الاداري والمالي الوف المقالات واطنانا من الورق فازداد تفشيا وتجذرا .
كتبنا عن سوء الخدمات فازدادت سوءا ؛ كتبنا عن البطالة.. وازمات السكن والكهرباء والوقود والمياه والشوارع والحواجز ونقاط التفتيش.. والمتقاعدين والتعيينات وشبكات الحماية والجمعيات الوهمية ……. فكاننا نخاطب موتى ..وننفخ في رماد .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك