سجاد العسكري
عرقوب هو الاخ الاصغر الغير شقيق (لترامب) كان يعيش في لاس فيغاس , ويملك فنادق ومدينة كاملة للعب القمار وجرت عادته توزيع الجوائز على الفقراء كل سنة , وذات يوم جاءه رجل فقير مسكين يسأله أن يعطيه جائزة تغنيه عن السؤال ، فقال عرقوب – اخ ترامب - للرجل الفقير: لا يوجد عندي جوائز الآن ؛لكن ساعطيك رقم اذا سمعت به اثناء القرعة فلك جائزة ثمينة ، فاعطاه ورقة تحمل رقم ( 6) واذا قلبته يصير (9) ثم اذهب وعد عندما تسمع بظهور الارقام الفردية فذهب الفقير، وحينما اجريت القرعة لم تتضمن الرقمين جاء الرجل إلى عرقوب، فقال له عرقوب: اذهب ثم عد عندما تجري قرعة جديدة , فقرر هذه المرة التخلص منه عبر اظهار احد الرقمين فذهب الرجل فقال له عرقوف: كم الرقم لديك فقال له (6) , فقال له: اسف الرقم لدينا (9), على كل حال صار المثل عند العراقيين خصوصا والمنطقة عموما مثل مواعيد اخو عرقوب؟!
فالعلاقة مابين العراق وامريكا واضحة وضوح الشمس منتصف النهار باتت تتصف بوعود كاذبة من قبل اخو عرقوب الاكبر ترامب ومن قبل اخوته الذين اداروا اللعب بصورة قد تكون مختلفة عن ترامب ؛لكن في النهاية لها نفس الاهداف , وعلى الجميع ان يفهم ان الوعد التي قطعها هؤلاء اخوة عرقوب هي عبارة عن هواء في شبك ,لأنهم تغذوا وتدربوا على تحقيق نفس الهدف بواسطة اساليب وشخوص متنوعة .
ونحن نعيش سنة جديدة اخرى ومازالت الوعود التي قطعتها امريكا للعراق معلقة في جب لايعرف عمقه, فعلينا ان نتأمل ونتتبع الاحداث منذ غزو العراق وسقوط اعتى تلميذ وطاغة للغرب المظلم بقيادة امريكا , وعلينا ان لا نذهب بالاحلام بعيدا فبالامس القريب قالها اوباما وبكل صراحة (ان يعتمد العراقيين والسوريين على انفسهم في كل امور حياتهم ولاسيما فيما يخص محاربة وطرد داعش والارهابيين )! نعم امريكا تنصلت من وعودها وليتها اكتفت بهذا القدر بل اخذت بصنع المجاميع الارهابية وتقدم لهم الدعم المطلوب لتمزق استقرار الشعوب.
اما اخو عرقوب الاكبر المسمى ترامب الذي تضمنت حملته الانتخابية اطلاق الوعود خصوصا بشأن العراق وان ادارته انفقت اكثر من ستة تريليونات دولار على المنطقة ,لكن بدون اي نتائج تذكر , السؤال المثير اين ذهبت هذه التريليونات من الدولارات؟! هل وزعت على الفقراء والمساكين ام ذهب لدعم الارهابيين ؟ اليس بالاحرى بامريكا دعم اقتصادها المتهالك ؟
فلماذا تسعى امريكا للسيطرة على العراق ؟ فاول اجابة تتبادر الى الذهن هو النفط ! لكن تناسوا ان موقع العراق الاستيراتيجي والذي اذا مكن امريكا من السيطرة عليه, فانها بالتاكيد ستفرض للمزيد من هيمنها على الكثير من الدول في الشرق الاوسط الغارق بالمخططات والخيانات التي جعلته لايفرق مابين الصحيح والباطل , والعدو من الصديق , وامريكا تدرك جيدا ان العراق قوة يهدد سيادتها وثقافتها وقادر على تغيير القيم الغربية التي يراد لها ان تكون هي السائدة , هذه الاهداف والاطماع الامريكية التي تبذل جهود كبيرة لتحقيقها بائت بالفشل!
الكوميديا الامريكية الساخرة التي مازالت تمارسها ادارة ترامب اصبحت مكشوفة وهي تشير بوضوح ان السياسة الامريكية في المنطقة قد فشلت , ولم تحصد الى الخيبات وتراجع دورها الاقليمي والعالمي وزدياد مشاكلها الاقتصادية , وتراجع ثقة حلفائها , فالمسخرة الكوميدية فشلت لانها لم تحقق اهدافها , وعلى المهرولين والاهثين وراء وعود امريكا فانها وعود كاذبة , ونميز مابين الرقم ( 9) و(6) ! وعلينا التامل في عام جديد اكثر اشراقا.
https://telegram.me/buratha