المقالات

وادي السلام ملك لنا محرمة عليكم ...!

2667 2018-12-28

زيد الحسن

 

 

حمل الرحالة اليمني صافي صفا جثمان والده المتوفي، ليدفنه في بقعة سمع انها شهدت انطلاق سفينة نبي الله نوح عليه السلام ، وأنها تحوي اضرحة انبياء مثل صالح وهود ونوح وذي الكفل عليهم السلام .

ورد عن امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام انه قال ؛ أذا ضاقت بكم الصدور عليكم بزيارة القبور ، لما لها من العبر التي تدخل الى اعماق الروح للانسان دون وعي منه او حسبان ، فأولى الخلجات التي يشعر بها زائر القبور هو حجم الفناء وإن الحياة لا تخلد الانسان ، فتدخل العبر والدروس الساميات الى نفسه لتمنحه القناعة بما لديه .

قف .. صه ... أستمع لهذا البكاء القادم من خلف تلك القبور ،،، أنه صوت بكاء لرجل مسن ؟ رحماك ربي كيف لهذا الجذع الباسق وهذه الهامة الشماء ان تذرف الدمع سخياً امام شاهد قبر ؟

دعني يا صديقي انال العبرة من بكاء هذا الجبل على قطعة المرمر الصغيرة ، واعرف ماهي الحكاية .

لا حول ولا قوة الا بالله انه والد شهيد التظاهرات الاخيرة في البصرة ، ذاك الشاب الذي سقط مضرجاً بدمائه ، وازهقت روحه لأنه خرج مطالباً بحقوقه .

ترى لم يعاتبه والده بهذه القسوة ! ويرمي الملامة عليه لخروجه للتظاهر ؟

سمعت جزء من حديث والده يقول ؛ بني لم اسرفت كل هذا الاسراف وضحيت كل هذه التضحية ، اما كان الاجدر بك ان تحافظ على حياتك من اجل ان تغمض لي العيون بيديك ، وتغسلني وتكفنني والى جوار اميري علي توسدني ، ولدي الم تعلم ان ولاة امرنا فجرة كفرة ، حياتهم صخب ويقتلون بلا ذنب ، لم جعلت من روحك حطب ، لنار لن تشتعل وإن عظم برد الظلم وزاد الغضب ، بني لم جعلت دموعي تنزل بعد ان عصمتها طوال عمري وتجلدت من حيف الغاشيات ، كسرت لي جذعي قبل ظهري ، وازهقت لي روحي داخل جسدي ، ، بعدها صفق الرجل الراح بالراح وقرأ الفاتحة على روح ابنه الشهيد .

كل عقد من الزمن هناك شهداء لنكبة وتضحيات تختلف عن النكبة التي سبقتها بحجمها ومرارتها ، وأشد نكباتنا قسوة هي نكبات الحروب المدفوعة الثمن ، التي ليس لنا فيها ناقة ولا جمل ، ايتام وارامل وامهات ثكلى ، ونواح ودموع لا تنقطع .

الدموع التي تسقط في مقبرة وادي السلام اصبحت اليوم سيوفاً بتارة بوجوهكم ، ولن تسمح لكم ان تقبروا اجسادكم فيها ، فلقد اعلنتم البراءة من علي حين خالفتم نهجه ولم تراعوا حرمة جواره ، وانتم في ارضه واستخلفتم دولته ، واصبحتم تنتمون لدول منحتكم جنسيتها وما زلتم متمسكين بها وتعلنون لها الوفاء .

متى ما تخليتم عن رجعيتكم واصبحتم احراراً واعلنتم تنازلكم عن جنسياتكم ربما سنجد لكم عذراً وندفنكم في مقابرنا التي لم تنكرنا يوماً ، وما زالت تستقبل رفاتنا بكل ود فهي ملك لنا وحدنا .

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك