المقالات

من المسؤول عن التسمم الفكري لهذا الجيل ؟

2896 2018-12-23

زيد الحسن 


لأننا نحب بساطة العيش وربما لأن التعقيدات اصلا لا تناسبنا او تناسب افكارنا ، اصبحنا نخشى الوقوع في المنحدارات ، التسمم الغذائي يعالجه أي طبيب ، او حتى ذاك المعاون الطبي المشهور بخفة اليد في زرق الابر ، لكن ما عساه يفعل المسكين مع تسمم افكار شبابنا !
حين احاول التحدث مع أي شاب لاستخرج منه طموحاته وارائه اجده يحدثني عن ماركات تجارية وعن افلام ومسلسلات بلا قيمة تذكر ، وعندما اضايقه باصرار كبير يقول لي انها حرية شخصية ولا دخل لاحد بي ! 
كل ملاحظاتي خرجت بنتيجة واحدة ان الكثير الكثير من شبابنا منح عقله اجازة مفتوحة ، وتوجه بافكاره نحوا ملذات او ما يسمونه ملذات الشباب ، حتى امورهم الدينية الاجازة تشملها بمقولة الله كريم ما زلنا شباباً ، ولا احدثكم عن توجه البعض الى الالحاد فهذا حدث يحتاج كلام كثير .
ماذا لو اردنا البحث عن السبب والمسبب ؟ بالطبع سنرمي بالائمة على الحكومة وعلى عالم التكنلوجيا فنحن اسرع الانام في رمي التهم جزافاً على الغير ، ورغم ان الحكومة تتحمل الجزء الاكبر من هذا التسمم الفكري ، الا ان العائلة والتربية لها الحظ من هذا التقصير فهي من يزرع الغرسة وحسب ماتريده ونوعها .
لا شك ان البطالة وعدم فتح الفرص امام الشباب للعمل والابداع وعدم الاهتمام بهذه الشريحة ، جعلهم يقوموا بمنح عقولهم هذه الاجازة ويبدوا انها طويلة الامد .
ان توزيع النسب على العوامل المسببة للتسم الفكري في مجتمعنا لا تحتاج الى احصائيات او بحوث فهي واضحة للعيان ، ابتداء من الغزو الاوربي الذي اباح التحرر الفكري حتى للطفل والمرأة على حد سواء بطريقة او باخرى ونهاية بسجاذتنا نحن من تلقينا هذا التحرر وادخلناه بيوتنا برغبة مكبوت او عطش على شربة ماء .
المؤسسات الدينية تعمل لقتال هذه الظاهرة لكن عملها بطيء ولا يلبي الطموح وايضا ينقصه التعاون مع باقي شرائح المجتمع ، فأن هذه المؤسسات تصبح عاجزة ان بقيت تعمل بيد واحدة ، لان الطوفان هائل وله ايادي اخطبوطية دخلت من الباب والشباك .
احمل المسؤولية كاملة على عاهل الدولة ، لاني اعتبر نفسي شاهد عيان على ما يجري في بلدي ، كنا فيما مضى يصيبنا الذهول عند رؤية انسان مخمور ، واليوم شبابنا يترنحون بفعل المخدرات والافيون ، صالات القمار ذات الاربعة ابواب يرعاها الحزب وتحميها شرطته ، الملاهي مفتوحة على مصارعها لجذب الشباب ليقعوا فريسة مستنقع الرذيلة ، والمبكي في الامر ان السيد المسؤول يعترض على وجود هذه الاماكن دون اجازات ورخص رسمية من الدولة ! مارسوا البغاء والقمار ونحن نمنحكم الاذن والحصانة ! هل هذا معقول يابلد الاسلام والمسلمين .
كلمة اخيرة اوجهها لشبابنا ؛ احترموا عقولكم وقدموا لها النصح والنصيحة وابتعدوا عن تلك السموم التي تسممون بها عقولكم وابدانكم ، كأبتعادكم عن السموم في مأكلكم ومشربكم ، واغتنموا فرصة انكم في اجمل عمر فزينوه بالعقل وقبول الموعظة الحسنة ، ودمتم لنا ذخراً نفتخر بكم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك