المقالات

من المسؤول عن التسمم الفكري لهذا الجيل ؟

3052 2018-12-23

زيد الحسن 


لأننا نحب بساطة العيش وربما لأن التعقيدات اصلا لا تناسبنا او تناسب افكارنا ، اصبحنا نخشى الوقوع في المنحدارات ، التسمم الغذائي يعالجه أي طبيب ، او حتى ذاك المعاون الطبي المشهور بخفة اليد في زرق الابر ، لكن ما عساه يفعل المسكين مع تسمم افكار شبابنا !
حين احاول التحدث مع أي شاب لاستخرج منه طموحاته وارائه اجده يحدثني عن ماركات تجارية وعن افلام ومسلسلات بلا قيمة تذكر ، وعندما اضايقه باصرار كبير يقول لي انها حرية شخصية ولا دخل لاحد بي ! 
كل ملاحظاتي خرجت بنتيجة واحدة ان الكثير الكثير من شبابنا منح عقله اجازة مفتوحة ، وتوجه بافكاره نحوا ملذات او ما يسمونه ملذات الشباب ، حتى امورهم الدينية الاجازة تشملها بمقولة الله كريم ما زلنا شباباً ، ولا احدثكم عن توجه البعض الى الالحاد فهذا حدث يحتاج كلام كثير .
ماذا لو اردنا البحث عن السبب والمسبب ؟ بالطبع سنرمي بالائمة على الحكومة وعلى عالم التكنلوجيا فنحن اسرع الانام في رمي التهم جزافاً على الغير ، ورغم ان الحكومة تتحمل الجزء الاكبر من هذا التسمم الفكري ، الا ان العائلة والتربية لها الحظ من هذا التقصير فهي من يزرع الغرسة وحسب ماتريده ونوعها .
لا شك ان البطالة وعدم فتح الفرص امام الشباب للعمل والابداع وعدم الاهتمام بهذه الشريحة ، جعلهم يقوموا بمنح عقولهم هذه الاجازة ويبدوا انها طويلة الامد .
ان توزيع النسب على العوامل المسببة للتسم الفكري في مجتمعنا لا تحتاج الى احصائيات او بحوث فهي واضحة للعيان ، ابتداء من الغزو الاوربي الذي اباح التحرر الفكري حتى للطفل والمرأة على حد سواء بطريقة او باخرى ونهاية بسجاذتنا نحن من تلقينا هذا التحرر وادخلناه بيوتنا برغبة مكبوت او عطش على شربة ماء .
المؤسسات الدينية تعمل لقتال هذه الظاهرة لكن عملها بطيء ولا يلبي الطموح وايضا ينقصه التعاون مع باقي شرائح المجتمع ، فأن هذه المؤسسات تصبح عاجزة ان بقيت تعمل بيد واحدة ، لان الطوفان هائل وله ايادي اخطبوطية دخلت من الباب والشباك .
احمل المسؤولية كاملة على عاهل الدولة ، لاني اعتبر نفسي شاهد عيان على ما يجري في بلدي ، كنا فيما مضى يصيبنا الذهول عند رؤية انسان مخمور ، واليوم شبابنا يترنحون بفعل المخدرات والافيون ، صالات القمار ذات الاربعة ابواب يرعاها الحزب وتحميها شرطته ، الملاهي مفتوحة على مصارعها لجذب الشباب ليقعوا فريسة مستنقع الرذيلة ، والمبكي في الامر ان السيد المسؤول يعترض على وجود هذه الاماكن دون اجازات ورخص رسمية من الدولة ! مارسوا البغاء والقمار ونحن نمنحكم الاذن والحصانة ! هل هذا معقول يابلد الاسلام والمسلمين .
كلمة اخيرة اوجهها لشبابنا ؛ احترموا عقولكم وقدموا لها النصح والنصيحة وابتعدوا عن تلك السموم التي تسممون بها عقولكم وابدانكم ، كأبتعادكم عن السموم في مأكلكم ومشربكم ، واغتنموا فرصة انكم في اجمل عمر فزينوه بالعقل وقبول الموعظة الحسنة ، ودمتم لنا ذخراً نفتخر بكم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك