المقالات

افعالنا سببت لنا الهلاك ..!

2366 2018-12-20

زيد الحسن 


شماعة الاعذار هي الفطمة الاولى التي يتناولها الانسان منذ الصغر ليبرر فيها تقصيره ، وتكبر معه لتتحمل ان يعلق عليها اخطائه وحماقاته وحتى تقصيره في العمل .
الحكومات و مؤسساتها وبكل مفاصلها من موظفين بمختلف الدرجات الى الآت عليهم واجبات ويتحملون مسؤولية ما ، وتشمل هذه المسؤولية المواطن ايضا ، ولو تفحصنا جيداً لوجدنا ان الجميع مقصر في تحمل مسؤلياته الملقاة على عاتقه ، حتى تلك الآلة لم تكن على المستوى المطلوب في اداء عملها .
قد يرى البعض ان مفهوم المسؤولية سهل وبسيط ولا يحتاج الى الشرح والتشعب فيه او حتى الكلام عنه اصلا ، والحقيقة ان هذا المفهوم هو حجر الاساس لبناء أي حضارة او حتى لتسهيل سبل العيش السليم والطبيعي الذي يخلو من الكبوات .
يقول الفيلسوف كونفوشيوس ؛ فليقم الامير بدوره كأمير والتابع بدوره كتابع ، وليقم الأب بدوره كأب والابن كأبن ، وهنالك مقولة اخرى تقول ( مايجب أخذه على محمل الجد هو مسؤوليتنا وليس انفسنا ) .
المعروف ان درب النجاح يكمن في قدرة الانسان على تحمل مسؤولياته والتميز بتنفيذها والابداع فيها .
من المسؤول عن توزيع المسؤوليات الحكومة ام الشعب ، ام انها فطرة ونظام عيش قائم بحد ذاته ؟
اذا كان توزيع المسؤوليات واجب من واجبات الدولة وتشريعاتها فاننا لم نسمع يوماً مسؤول حكومي يشير لهذه المسؤوليات ! واذا كان الامر قائم بحد ذاته ولم يلتفت اليه احد فنحن لانطلب التقدم والنجاح ، لان المسؤوليات بحاجة الى التجدد والتشعب اكثر واكثر يوما بعد يوم ، وان بقيت المسؤوليات راكدة وجامدة ولم يمسسها الضمير فان العمل ينتكس ونعود بانفسنا الى العصور الوسطى .
لنأخذ مثالاً بسيطا وسهلاً للغاية ؛ أيها الموظف لم البطئ في أكمال هذه الاوراق التي بين يديك وانت تعمل بنظام الكتروني يفترض ان يكون بمستوى عالِ من السرعة ؟ 
يجيب الموظف ؛ ياسيدي ان هذه الآلة ذات منشأ رديئ لا تلبي الاحتياجات والسرعة المطلوبة في العمل ، بثوانِ قليلة تنصل من المسؤولية ورماها على عاتق الآلة ، اذن ياسيدي الموظف الخلل في تنفيذ المسؤولية لايقع على عاتقك او حتى عاتق المسؤول عنك ؟ طبعا سيدي لو كانت لدي آلة ذات منشأ جيد ومواصفات اعلى لكنت انجزت عملي في نصف ساعات العمل ،
اذن اصبح الخلل يقع على عاتق من استورد هذه الآلة ووضعها في موضع لاتليق به ولا تحقق الغاية المنشودة في تنفيذ المسؤولية ، ورميت كرة التقصير في شباك مسؤول اخر وموظف اخر دون قصد ، اما انا فما زلت احمل هذا الموظف المسؤولية انه وافق على العمل على هذه الآلة ، ولم يعترض ولم يصرخ عالياً انها تهدر وقته وتجحف حقه وتحبط من عزيمته نحوا النجاح .
هذا كان مثالاً مبسطاً عن رمينا اهمالنا وتقصيرنا على الغير ، والحقيقة ان الجميع مقصر في اداء عمله ، فما زلنا يوماً بعد يوم نرتكب الاخطاء ونعود لنفس النتائج ونكذب على انفسنا بأننا صناع مجد وحضارة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك