سجاد العسكري
يوصف الاعلام بانه السلطة الرابعة التي تاتي بعد السلطة (التشريعية والتنفيذية والقضائية) , وكذلك اطلق عليه عدة تسميات منها: الفرع الرابع و صاحب الجلالة ...كلها صفات يوصف بها الاعلام الذي يصل الى الجماهير ويحركهم ويغذيهم باعمال الحكومة والسلطة الحاكمة , وما يخفى عليهم خلف الكواليس , والتي تهدد العباد مرة واخرى تهدد البلاد ؛ ليزودهم بمعلومات عن مكامن الخطر الذي يحدق بالمصالح العامة ,فلولا الاعلام لا نعرف مايدور في المؤسسة التشريعية ,ولا ماتعمله السلطة التنفيذية , ولاماتتخذه من اجراءات وقرارات السلطة القضائية ,فدوره الحيوي الذي يعكس الانشطة الحكومية وما يفعله السياسيين لتنقله الى الجمهور .
فحيادية الاعلام هي التي تجعل نقل الحقائق المخفية سواء كانت سياسية او اجتماعية او اقتصادية غير مسيسة ولا تحبط وتربك العمل الحكومي الصحيح عن مساره المخطط له بشكل سليم ؛ لكن الاعلام المحايد الذي يحمل على عاتقه الموازنة مابين ماتفعله الحكومة خدمة للصالح العام وبين رغبة وتطلعات الجمهور ,وهذه التطلعات قد تكون مشروعة , او ليست من اولويات هذه المرحلة في الوقت الحالي , وقد يكون بعضها يضر بالمصلحة العامة , فعلى الاعلام ان يبرز الجوانب المهمة بحسب الاولويات والتي لا تخلوا من تقديم الوعي العام للجمهور , وتنبيهه بخطورة بعض القضايا , واهمية قضايا اخرى.
وللاعلام اشكال فمنه الحقيقي والذي يتميز بقلة المتابعين لما يحمله من حيادية , والاعلام المصطنع الذي يغلب عليه عناصر الجذب قوية وهي تدغدغ وتقترب من مشاعر الجمهور وتدس السم بالعسل , والمتابعين له عدد ليس بالقليل , والكثير منهم يبني رايه العام على مايطرحه ؛ لكن هدفه ليس مساعدة الجمهور بل لأهداف مخفية منها الفوضى وعدم الاستقرار , فالاعلام في العراق موزع على اشكال هي:
• الشكل الاول الاعلام المعادي وهو على نمطين هي:
اولا: معادي حاقد وينقم على المكتسبات والحكومة مابعد 2003م, وهو عادة مايمثل النظام السابق المقبور الاجرامي, فيسعى للمقارنة بين حكم المقبور صدام المجرم والوضع الحالي , ويركز على جوانب منها الوضع الامني (الامان ) , وعلى قوة تطبيق القانون والعقوبة...وغيرها من الجوانب الذي هو سبب في استفحالها.
ثانيا:طائفي حاقد يؤجج ويكرس للفتنة الطائفية ويمثله الفكر الوهابي العنصري المتطرف وعادة مايكون ممزوج رائحة البعثيين , ويتميز بحقده على الحكومة وعلى الرموز الدينية والاحزاب الاسلامية الشيعية مهما كانت , وعلى الشعائر والطقوس والمعتقدات الشيعية التي يعتبرها الخروج عن الدين .
• الشكل الثاني مسيس وهو من الاشكال المعروفة لدى الجمهور, ويتميز بميوله لجهة او حزب فمنه يدفع بالعملية السياسية الى الامام دون النظر الى سلبيات الحكومة , ومنه تسقيطي ويبرز فقط الجوانب السلبية ولا يتحدث عن الايجابيات , واغلب متابعينه هم المنتمين لهذه الاحزاب.
• الشكل الثالث يمتلك بعض الحيادية ويبرز الجوانب السلبية والايجابية ويتصل ويتواصل من اجل ايجاد الحلول المنطقية الممكنة .
فالخطر كل الخطر في الشكل الاول من الاعلام الذي يحاول نسف كل شيء محسوب لصالح الحكومة والسلطة الحاكمة , وعادة مايكون مدعوم بقوة من اطراف تكن العداء والحقد على العراق والعراقيين على حد سواء , وخطابه الداعي الى التسقيط والعنف والتقسيم والتحريض ..؟! ليتعدى خطابه في تمزيق النسيج الاجتماعي عبر بث سمومه واثارة الفتن النائمة بواسطة الدعم المادي والمعنوي , وعادة مايكون هذا الشكل سوداوي مأزوم مدعوم وممول وعلى اعلى المستويات من قبل حكومات على راسها الصهيوامريكية ودول خليجية عميلة ؛والسبب ان اطراف هذا الشكل متشابهة ومتفقة في اهدافها .
فالاعلام الامريكي يسعى الى شعب نائم لا ثائر يحركه متى ما لم تعجبه الحكومة ! والاعلام البعثي يحاول الى تحويل هوية الشعب الحقيقية الى محب للنظام المقبور الاجرامي! والاعلام الطائفي يسعى جاهدا لنسف وتمزيق النسيج المجتمعي والتخلي عن المباديء والمعتقدات والشعائر التي يؤمن بها ,والانسياق خلف فكر التكفير والتفجير وان لا تصرح بما تعتقد ؛ فهذه الاشكال اختزلت في اعلام معادي حاقد طائفي جمعتهم المصالح والاطماع في تمزيق وتقسيم كل ما يجمع العراق والعراقيين ويوحدهم ؛ليشكلوا فريقا من الاعلام المصطنع لتزيف الحقائق وتحريفها .
وعلى الاعلام الهادف ان ينقل الحقيقة والمشاكل بعيدا عن التسقيط او تسليط الضوء على قضايا والتغافل عن قضايا خطيرة اخرى , فالعمل الاعلامي سيف ذو حدين, فالتوعية من خلط الاوراق على الجمهور , وجره في حلبة صراع هو ليس طرفا فيها , وكما يعيش اليوم العالم والعراق من تزيف الحقائق وضياع المصداقية وخصوصا امريكا التي تدعي اعلاميا المدافعة عن حقوق الانسان وهي تدعم من يقتل ويفجر في العراق وفلسطين وسوريا ولبنان والبحرين ...الى اليمن والتي تدعي وتنادي – اعلاميا فقط – بالحرية والديمقراطية .
فالاعلام اصبح يؤثر على الرأي العام , وعليه ان يزود الجمهور بالمعلومات والاخبار المفيدة في القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية, ومحاربة الجمود الفكري الذي يدفع تطور المجتمع , وان يكون الاعلام لاعبا مؤثر في القضايا المهمة لكي يضمن للجميع اعلاما محايدا ايجابيا له مصداقية موثوقة .
https://telegram.me/buratha