المقالات

حسن النوايا لم يعد يكفينا ...

2519 2018-12-15

زيد الحسن 


من أجمل اللحظات هي لحظة سقوط صنم الهدام ، تليها لحظة القاء القبض عليه وهو معفر الرأس بالتراب ولحيته الكثة بيد امريكي يتفحص الحشرات فيها، هذا الصنم العملاق كشفت حقيقته و جبنه امام الجميع ، لكن للأسف فساد من جاء بعده لمع صورته لدى بعض العربان .
ثلاثة اجيال ونصف تطحن يومياً بمختلف فئاتها العمرية من اجل بناء عرش لطاغية ارهب الجميع ببطشه ، احال خيرات البلاد الى رصاص ومدافع زرع بارودها في صدور رجال شعرة من رأس أحدهم تساوي الهدام وزبانيته جميعاً ، الخوض في حروب لا معنى لها او اسباب سوى القتل وحب وعشق سفك الدماء و ابراز العضلات ، وقف الغرب كله مع الطاغية ابان حربه مع ايران لمكاسب يحققونها على مختلف الاصعدة ، وهذه الحرب اروع هدية قدمها الهدام للغرب ، فلقد خدمهم خدمة العمر وقرب لهم مخطط بعيد المنال ، والجميل ان الغرب نفسه حاربه عند احتلال الكويت ولتحقيق نفس المكاسب .
حقبة فرحنا بزوالها وانتهاء امرها وما عدنا حتى نستذكر تلك المرارة التي خلفتها ، فقط سعادة تغمرنا ان العراق تحرر من ظلم وجبروت طاغية بكل ما تحمله الكلمة من معنى .
يا ساسة العراق جعلتم الاقوال التي تمجد الهدام اكثر من التي تستذكر جرائمه الوحشية ! 
اين أنتم من دماء العلماء التي اراقها لا لسبب انما حباً باذلالنا، اين أنتم من دماء الملايين من خيرة رجالنا ! اليوم لزاماً عليكم العمل بجد واخلاص والكف عن عبثكم واستخفافكم بنا وبتضحيات علمائنا الابرار ، عليكم التفكر ملياً ان هذا الدرب الذي تسلكون لن يفضي الى شيء وانما سيوصلكم الى درب الندامة .
في العراق الان نشأ جيل لم يعاصر الحقبة المنصرمة فقط فتحت عيون عقله على ديمقراطية مزعومة ، تغذيها قنوات فساد ورجال يشبهون رجال العصابات ، حتى اصبح العراق يسمى بالدولة العميقة ! 
هل يروقكم هذا الاسم ؟ وهل تناسب تطلعاتكم هذه التسمية ؟ اوليس من الممكن ان ينقلب السحر على الساحر وتظهر تيارات تسحقكم دون ان تعدوا العدة لها ؟
انصحكم بتفحص الكواليس جيداً فانه لا يخفى على احد ان اتجاهات كثيرة وافاعِ اكثر تضمر الشر للعراق واهله ، وان كانت تجمعكم معهم مصلحة واحدة وهي الدفاع عن مكاسبكم لكن خطرهم قد يتجاوز افكاركم وقد يكون طموحهم سقفه اعلى مما تقدرون .
اذن هي دعوة مكررة قالها لكم كل ناصح وكل محب للعراق واهله اعيدوا للناس فرحتهم بزوال الطاغية و زوال حكمه واعيدوا للعراقي وطنه ، واستذكروا التضحيات الجسام التي بذرها الشعب العراقي في طريق الخلاص والحرية ، وحسن نواياكم لا يكفي لمجابهة الشر عليكم الاستفاقة 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك