المقالات

نص مفتوح هم الشباب!

1662 2018-12-12

أمل الياسري


لا يمكن للسياسي أن ينجح بنظرة إنفرادية أو إنعزالية، والتكامل سر كبير من أسرار النجاح، وفي لحظة الحسم بساحة المعركة لا مجال للإجتهادات، إنما يجب أن يكون هناك توزيع دقيق للأدوار، وهناك شريحة كبيرة في مجتمعنا، تستطيع التصدي لفئة الظالمين والفاسدين، وهم فئة الشباب، فالسياسات الرصينة الواضحة المتجددة والأدوات، تظهر من خلال الشباب الواعي، المؤمن بأن الإزاحة الجيلية، لا تعني التدافع بين الشيوخ والشباب، بل هي عملية طبيعية تتفاعل فيها، خبرات الكبار مع طاقات الشباب.
التخادم المتبادل بين فئات المجتمع، هو الذي ينتج مجتمعاً قوياً، والخدمة الحقيقية لأبناء المجتمع، لا تقدم بشكل متطور، إلا من قبل جيل متفاعل، متقدم يتعايش ومتطلبات الحياة الحديثة، ثم أن الوطن ليس حقل تجارب، فمَنْ أخفق عليه أن ينسحب، ويفسح المجال لغيره في تقديم الخدمة، وهنا تنبض الأصالة ويتجلى الوفاء، والعراقيون ولدوا من رحم التضحيات، فلو إستشهد منهم واحد، فسيولد لنا ألف فارس ليكمل المسيرة، فيصلون الماضي بالحاضر لبناء المستقبل، ويلبسون التيجان كآبائهم بثقة وكبرياء. 
أي إنتصار أو إنجاز لا قيمة له بدون الشباب، لأنهم يستطعيون رسم المستقبل ولا مكان للفاشلين فيه، ولا مكان للفوضى، والشباب العظماء قدرهم أن تكون أفعالهم أكبر من أقوالهم، يستوعبون مفردات الوطنية، والإنتماء، والمواطنة، ويعرفون جيداً ماذا يحتاج العراق، وماذا يريد العراقيون، والحقيقة تقال: إن هناك جيلاً نشأ بعد مخاضات عام (2003)، يعد مصدراً للفخر والإعتزاز، وجامعاً للتعدديات، ومستوعباً للتقاطعات، فالوطن لديهم شعور وليس شعار مجرد شعارات، وهؤلاء هم مَنْ يفضلهم الشعب، لأنهم عنوان التغيير والبناء.
الشباب مفتاح النجاح والصلاح، والمعالجة يجب أن تبدأ في الميدان، لذا من الضروري الإهتمام بهم، وإدخالهم في عملية النهضة والإبداع، وتعزيز الإنجازات المتحققة على أيديهم، ثم أن تنمية الشباب من أهم الأساسيات لبناء العراق، وضمان مستقبله فهم ركيزته وذخيرته المعطاء، التي أنتجت عراقاً جديداً صامداً قادراً على مواجهة التحديات والصعاب بكل شموخ وإصرار، فطبيعي أن نلتفت لهذا الأمر، فنسبة الشباب ( 65% ) من سكان العراق، وهي نسبة لا يستهان بها، والعدد يفرض نفسه بقوة! 
طبيعة الظروف التي يمر بها عراقنا الجديد، لا تعطينا مساحة للتجربة، وإنما علينا أن نضمن النجاح والتألق، ونأتي لشعبنا بواقع جديد، يتصدر فيه الشباب بدمائهم المتجددة المتحركة، الطامحة للرقي والبناء والإعمار، والإنتصار للوطن والمواطن، كما أن الشباب يمتلك كثيراً من مقومات النجاح والكفاح، والنشاط والحيوية، ويتفاعل مع القضايا، وهم طاقات بناءة في عملية التغيير الكبرى، وهم الأكثر عطاء وتضحية، وحرصاً وإندفاعاً نحو مجتمعاتهم، وفي المحصلة لا يسعني إلا أن أقول: الشباب نص مفتوح يستحق الإهتمام!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك