سجاد العسكري
بعد هجوم داعش حزيران 2014م , وضعف الحكومة في المناطق التي سيطرعليها داعش , ولم تظهر داعش من العدم بل كان التنظيم الارهابي يتنامى شيئا فشيأ ,مع غياب واضح لدور الاجهزة الامنية وخصوصا ذات الجهد الاستخباراتي التي يقع على عاتقها رصد التحركات المشبوهة , وفق معلومات دقيقة لضربه ضربة استباقية ؛ لكن هذا لم يحدث مع تصاعد المؤشرات في الدول المجاورة للعراق وخصوصا الجانب السوري الذي شهد معارك طاحنة مع التنظيمات الارهابية الطامحة في جعل كل من سوريا والعراق ولايات لها تحت حكم ارهابي مجرم متطرف يرفع شعار الاسلام خداعا وزيفا! وهو يقتل ويذبح ويكفر كل من يخالفه في الفكر ! بل حتى من يحلم في منامه انه ضد افكارهم ؟!
ان ظهور هذه التنظيمات وامتلاكها القوة العسكرية في العدة والعدد هو محل لأثارة الشكوك التي تحول في تاسيسه , والجميع على يقين في من اسس وجهز ودرب ونقل هذه التنظيمات الارهابية هي عدوة الانسانية الصهيوامريكا وحلفائهم الخونة في الوطن العربي والاسلامي ! مخطط له منذ مدة طويلة ليكون ورقة ضغط ضد الاحرار الراغبين في تحرير شعوبهم من الدكتاتورية والظلم والهيمنة الغير مشروعة كالعراق ؛لينغصوا عيش الشعوب عبر زج هذه المجاميع الارهابية لبث سمومها في المجتمعات المتعاطفة معهم , وهم اول من ينكوي بنارهم ,ارجو ان يفقهوا ذلك؟!
وبالرغم من كل هذه الضغوط على دول تمثل محور المقاومة والمعارضة للمخططات التي تسعى لتقسيم والهيمنة عبر شتى الوسائل على المنطقة برمتها ؛لكن العراق انتصر ! اليوم العراقيون بمختلف الوانهم واطيافهم في دوامة صراع اصله سياسي لا اجتماعي ! ينعكس سلبا على الحالة الاجتماعية بسبب الميول والاتجاهات من جانب , ومن جانب اخر عدم الاحساس بالمسؤولية من مجموعة واسعة من الشرائح, والنتائج سوء الخدمات المقدمة والفساد الذي تفشى في عموم مفاصل الدولة ,بالاضافة الى قصور النظرة المستقبلية وعدم محورية القائد واللتفاف حوله ليقود الناس الى برالامان ,ان تشخيص الناس في تميز واختيار القائد العارف المحنك مازالت عقدة يعرفها عند الازمات ويتناساها عند الرخاء –المهدد- !وللاسف فعموم من تسنم الحكم لمدة 15 سنة لا يملك هذه الصفة .
فاذا اردنا ان نعرف ونميز علينا ان نقيم المواقف وخصوصا عندما دخل داعش الى العراق مستغلا امران : الاول :ضعف الدولة في مناطق كانت سابقا تعث بها عصابات القاعدة الاجرامية دون الالتفات الى معالجة فعلية من قبل الاجهزة الامنية والسلطة الحاكمة , والثاني:الحاضنة المناسبة في مناطق تتعاطف مع هذا الفكر ؛لترسخ ثقافة الكراهية والعنصرية والطائفية البغيضة ضد الدولة , وان هذه الدولة ليست دولتهم ؟! فعمل الوبي الممزوج والمعجون بكيفية بعثية وهابية تشم منها رائحة الصهيوامريكية خليجية ؛ لتدعم الرؤية العسكرية الميدانية للبعثيين + خبرة الدواعش المخضرمين في التدريب والقتال والمطيعيين لأمريكا والحاقدين على الحكومة وعلى الشيعة بالدرجة الاولى ؟!
في خضم هذه الاحداث الحرجة من تاريخ العراق التي هددت بنسف مهد الحضارات والمقدسات وانتهاك الحرمات ؛ انبرت الفتوى المباركة لجهاد الكفائي من المرجعية العليا في النجف الاشرف المتمثلة بسماحة المرجع الاعلى السيد الامام علي السيستاني "دام ظله" للدفاع عن العراق , وفي نفس الوقت عندما تخلى الجميع عن دعم العراق ,انبرت الجمهورية الاسلامية الايرانية وعلى رأسها القائد سماحة السيد الامام علي الخامنئي"دام ظله" لدعم العراق بشتى الوسائل الممكنة , لتندمج وتذوب القيادتين في تحرير ارض المسلمين بعمل مازال الجميع يتكلم عنه! بعد مراهنات قوى الاستكبار على تفتيت وتقسيم العراق وسوريا ولبنان ...
السؤال يجب على الجميع ان يساله , لماذا انتصر العراق ؟ ولماذا انتصرت ايران؟ والجواب سهل وبسيط وغير معقد لأن خلف هذا الانتصارات قيادة بصيرة حكيمة تنظر بعين الله الى المستقبل , ولأن القاعدة الجماهيرية قد التفت بالولاء والطاعة للقائد ؛ لتمتزج البصيرة وطاعة الجماهير للقائد لتحقق الانتصار , فعلينا في كل واردة وشاردة ان نسير خلف القيادة الحقيقية التي حققت الانتصارات , ومتى ما خذلناها سنخذل , ومتى ما نصرناها سننصر , والحرب مازالت قائمة مابقي الليل والنهار ,فالنتأمل ولا نغفل.
https://telegram.me/buratha