المقالات

الوحدة مابين المنافع الشخصية والمصالح العامة!

2132 2018-11-27

سجاد العسكري


طالما شغلت مواضيع عدة الساحة الاسلامية التي اصابها الاحباط جراء الانتكاسات المستمرة, والمحاولات المقصودة في زرع بذور الفرقة وزعزعة هذا الكيان المستقل والقوى, التي يخيف اعداء الامة الاسلامية فيما اذا ايقضت شعلتها؛والتي ما انفكت من حياكة مؤامراتها لتضعيف ومرة لتقسيم واخرى صراعات مخلفة ورائها افرازات مازالت لليوم يعاني منها المسلمين ,وخصوصا اصحاب الفكر الضيق او المنافع الشخصية, والذي يحمل تصور ما ترغب به الحكومات الدكتاتورية على رقاب ابناء الامة لضرب وحدتهم وجميع مشتركات التقارب والتألف وبناء صف مرصوص .
فلو استعرضنا تراثنا الاسلامي سنجد مباديء وحدة الامة حاضرا في دستورها السماوي القران الكريم وسنة المعصوم "ع" ليشكل نهج سار عليه ائمة اهل البيت "ع" وطالما شكل قاعدة اساسية لأ اتباعهم , ويرثه العلماء ليتجسد في توجيهاتهم وفتاواهم للامة من اجل رأب الصدع الذي احدثه عناد المتطرفين في مختلف الازمنة من تاريخنا الاسلامي , بالرغم من تصريح القران الكريم بالتمسك بوحدة الصفوف اذ يقول تعالى(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ) وهو الاعتصام والتمسك بالقران وامر الله تعالى ولها معاني عدة , ويشمل الجميع بلا استثناء من اي مذهب او مشرب وكما يبين انه مصدر القوة لدى المسلمين , واذا عمل بعكس المراد ستؤل الامة الى الفرقة وتذهب هيبتها, فقد ورد عن الإمام الصادق"ع" حيث قال: «ما من أمرٍ يختلف فيه اثنان إلاّ وله أصلٌ في كتاب الله، ولكن لا تبلغه عقول الرجال» وهو دليل لمحورية القران لدى المسلمين والمرجع الاول لوحدة الامة الاسلامية .
فواقعنا الاسلامي عبارة عن مذاهب عدة ولكل مذهب فكر ما, قد يختلف مع الاخر ببعض المسائل ؛ولكن المشتركات اكثر واكبر رابط فيما بينها , ولعل الجميع يقر بان هذه المشتركات هي اصول في التلاقي الفكري والعقائدي مع محورية القران الكريم , والسنة النبوية , وحب اهل البيت ع وهو مايتفق عليه جميع المسلمين , ومنه يمكن ان ننطلق الى صنع حركة وحدوية بين ابناء الامة الاسلامية لتحمل مستويين النظري والعملي , والالتزام بها عبر الشخصيات العلمائية المعتدلة والتي تبحث عن التقارب وقوة الكلمة للوقوف امام التحديات الخارجية التي تتمثل باعداء الاسلام والمسلمين كالصهيوامريكا وحلفائهما ممن خان وخذل تطلعات الامة الاسلامية من الداخل ؟!
يشهد العالم الاسلامية نزاعات حادة وكان المسبب الرئيسي لفرقة الامة , واشعال الفتنة , والكراهية , بل واستحدث وافتعل المغرضون اهداف خاصة لأغراضهم الشخصية ومؤامراتهم الخبيثة, لفرض سيطرتهم المباشرة على العالم الاسلامي بواسطة سياسات اتبعوها سواء بايديهم او بتخطيط من اعداء الامة الاسلامية , والتي شملت الجوانب السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية للمسلمين لينغمزو في مشروع تمزيق العالم الاسلامي عبر حكومات عميلة وافراد ليس لديهم ايمان بالاسلام اصلا لتلعب دور التمزيق , فبداءت عبر اثارة النعرات القومية (عربي)كخطوة اولى لتميز بين العرب وغيرهم ؟ ومن ثم الى نعرات طائفية ليزداد تشتت المسلمين الى قوميات وطوائف ؟! واي مخطط هذا الذي تؤديه واي خدمة للمستعمرين والغزاة اعداء النبي محمد "ص" واتباعه , والواقع يشهد النزاعات المستمرة والاتهامات المتكررة لتتطور الى شن الحروب وقتل النفوس بلا رحمة لموقع جغرافي كان بامكانه ان يكون مصدر قوة للمسلمين , وكذلك القضية الفلسطينية شاهد على عمالة حكومات توصف بزعامة الامة الاسلامية لترمي بنفسها في احضان الصيهو امريكا , فأي فضيحة بعد واي خذلان يا حكام السوء والجور؟! 
لكن الخذلان الذي اصاب الامة الاسلامية وشعوبها هو نكبة كبيرة من النكبات المفتعلة ضمن مؤامرات خط العداء للمسلمين ؛ لينبري ثلة مؤمنة لدعوة المسلمين الى الوحدة وتمثل في وضع النظريات لدفع الوحدة الى خطوات متقدمة وممارستها بشكل عملي وسط مجتمعاتنا, وخصوصا مع انتصار الثورة الاسلامية في ايران اذ يقول مفجر الثورة الامام الخميني"قدس" في هذا الصدد:( إننا على استعداد للدفاع عن الإسلام والبلاد الإسلامية وعن استقلالها في جميع الأحوال.. وأن برنامجنا هو برنامج الإسلام ووحدة كلمة المسلمين واتحاد الدول الإسلامية وتحقيق الأخوة مع كافة أبناء الطوائف الإسلامية) , لتتوجه الانظار الى هذا الزعيم من قبل العلماء المعتدلين من شتى الطوائف ,والذين استشعروا بخطر الدوامة التي تواجهها الامة , ليجسدوا معنى الوحدة عبر سلوكهم العملي , والملاحظ اليوم بأن هذا المحور الوحدوي الاسلامي والانساني ايضا والوحيد محارب من نفس العدو؟!
وعلينا ان ندرك بان المنافع الشخصية لضعاف النفوس من حكام الجور تحل محل المصحلة العامة للامة الاسلامية , وما يدور في عالمنا الاسلامي من نزاع وفساد وجرائم واختلاف وفرقة هو من اجل الاستحواذ على اكبر حجم من المنافع الشخصية الضيقة؟! اما الوحدة الاسلامية تكرس الاهتمام بالمصالح العامة باعتبارها مصلحة الجميع والقضاء على الفساد والهزيمة والتقاعس .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك