المقالات

القيم الروحية وضرورة الأخلاق الفاضلة.


 

لازم حمزة الموسوي

هكذا هي الحقيقة الاخلاقية التي يجب أن يكون عليها الإنسان الذي يتألف منه المجتمع الفاضل الذي او كله ألله تعالى في الأرض كخليفة له من حيث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
ولكن ماوجدناه في عالمنا الإسلامي قد تأثرت بعض مواطنه بحالة ليست هي بالمستوى الذي ينم عن إيمان مطلق ! ، وعليه فنحن بحاجة إلى مراجعة شاملة لكل ما يتعلق بعلاقاتنا مع بعضنا كمسلمين ، بعيدا عن التطرف والمواقف المتناقضة التي هي في الواقع لا يمكن أن تكون من جزئيات الحل المناسب ، الذي يصب في مصلحة الأمة. 
فالله سبحانه وتعالى عندما أوحى بالقرآن الكريم تنزيلا على نبيه محمد (ص) لم يأمره بالطائفية ولا لقومية دون أخرى ، من بني البشر ، بل كان تنزيله بمثابة رحمة للعالمين كافة ، فمن شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر ، وهو تعالى غني عن العباد !.
وما دام الأمر هكذا فعلام لا نتفق على عبادته بالطريقة التي لا تقبل القسمة إلا على نفسها !، أي بعبارة أخرى دون اللجوء إلى الفرقة والتشرذم الناتج عن الاختلافات الفكرية ، والمنهجية والدخول في مشاكل أخرى من التأويلات وما ينتج عن هذه الاخيرة ، من شروخ تأخذ بنا أحيانا كثيرة ، لواقع لا ينسجم وإرادة السماء ، أي إرادة الله تعالى .؟!
أن الحتمية العبادية الخالصة لوجهه تعالى يجب أن تفضي بنا أولا وقبل كل شيء كما معهود بها منه، وحده لا شريك له ! بأن يؤخذ بمبدأ اتباع الحق وعدم القبول بكل مأمن شأنه أن يسيء لمثل هذا المطلب الأساسي في الحياة اذ ورد في القرآن الكريم (بأن العدل هو اساس الملك) حيث أن التأكيد على هذا الجانب يسهم كثيرا في انصياع الناس لمبدأ الإيمان، لكنه لا يعني التنصل عن بقية الواجبات الإنسانية التي أمر بها المقدس تعالى أن تتبع !،
بل إتباعها أيضا من الواجبات التي تحرر الناس مما هي عليها من اختلافات ، أساءت في الواقع إلى مفهوم الدين !. وكي نكون أقرب للحل الذي هو مفتاح الأزمات الإسلامية وغيرها ، دعونا نقول هكذا ، فلا بد من أن تأخذ ضوابط صارمة على الكثير من خطباء المنابر وعلى شتى مشاربهم ، حتى لا يستخدمون لغة التحريض والعنصرية نهجا مميزا في سلوكهم الخطابي ليستقطبوا فيه الكثير ، الكثير من هنا ، وهناك باسم الدين ، وغالبا ما يكون مثل هؤلاء المستمعين لا يعرفون القيمة الحقيقية لوحدة أمة دين الله تعالى.
مما يسهمون بدورهم المشبوه في زعزعة ثقة الناس ، وبالتالي تكون الكراهية والعدوانية قد أخذت لها حيزا كبيرا في النفوس بعد أن تجذرت بها دون علم مسبق بما ستؤول إليها من نتائج وعواقب وخيمة تلقي بظلالها على النسيج الاجتماعي للبلد الواحد ، وقد يتعدى الأطر المحلية ليأخذ مثل هذا الصراع مساحة إقليمية أشمل وأعمق ،باسم الطائفية والعرقية والمذهبية .. وهي في الأساس حالة من الإحباط عانت منها أمتنا الإسلامية المجيدة ولا زالت تعاني أيضا ، بفعل جهات تكن العداء للإسلام بكل طوائفة وقد سخرت أدواتها تلك الجهات المزعومة، فحصل ما حصل من خلاف !! وحتى لا يطول مسار الحديث فينا ، فنحن نقول دعونا نحمي الإسلام ونحافظ عليه من الأعداء قبل فوات الاوان ! ولتكن شهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله عنوانا وشعارا لوحدتنا التي نستطيع بموجبها قهر المغرضين وإعلاء شأن الدين ولِمَ لا وقد نتفق بمشيئته تعالى حين نتفهم يقينا بأنه لا بديل لنا من المصافحة..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك