المقالات

أمريكا: أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين!

2490 2018-10-27

أمل الياسري

دولة عظمى، وشرطي العالم كما يطلق عليها، صاحبة نظريات حقوق الإنسان، والدفاع عن الحريات، والتعايش، والحوار والديمقراطية التي لا يضاهيها أحد في ذلك، إنها الولايات المتحدة الأمريكية، ملكة الإنجازات لما مضى، والآن، وما هو آت، وكل ذلك من أجل إعلاء مكانة شعبها الإنساني، الذي يساند الأرامل والأيتام أينما كانوا، وهذا ظاهراً ما تفعله الأم الحنون، التي نصبت نفسها قائدة على الكون، بفضائه، وسمائهن وبشره، فهي كافل اليتيم، فيحل في أرضها أهلاً، ويقلد فكرها سهلاً، لذا فطريقها الى الجنة، فكفانا مشاكسة وثرثرة، إنها أمريكا بجرأتها، وجبروتها، وكفالتها لأيتام الأرض، والمساكين، والمظلومين.

لقد أنتشرت ظاهرة اللجوء الإنساني الى أمريكا عند العراقيين، خاصة بعد عام 2007، بسبب الحرب الطائفية، والتي غذتها مختبرات الموساد، والمخابرات الأمريكية، فحصل ما تريده قوى الإستكبار العالمين من تمزيق وحدة العراق، خاصة وإنها ولت على العراق، تلميذها الطاغية، وسحقته في ليلة وضحاها، وإنبرت صناعتها ذات الخمس نجوم، ألا وهي داعش ودولتها المزعومة، لتجعل العراقيين يهيمون في الأرض، بحثاً عن الأمن والأمان، إضافة لعمليات التصفية، لكثير من عقولنا العلمية، من أساتذة وأطباء ومثقفين، ساعدها بذلك إنتحاريو البغايا، من آل سعود وقطر، وتركيا والأردن، فجمعوا أمرهم، على ذبح عراق الحسين (عليه السلام).

الرفاهية السياسية، التي تتشدق بها أمريكا لكفالة الأيتام، إنما هي لعبة قذرة، تمررها على ذوي العقول الساذجة، لأن هذا الشرطي، الذي يدعي حماية العالم، يستقطب المواطنين من بلادهم، ومن ثم يعملون تحت إمرتهم، دون أن يشعر هؤلاء اللاجئين، فتراهم شيئاً فشيئاً يبتعدون عن تعاليم ديننا، ويتكون لديهم فكر متطرف، بإغراء من واقع الحضارة والديمقراطية، وحقوق الإنسان، والذي باع نفسه لحظة تخليه عن وطنه الأم، وهي بذلك تجند المسلمين، لمحاربة الإسلام الأصيل، وقد نجحت بالفعل في مبتغاها، فجرفت الينا جيشاً أموياً منحرفاً، بات له الحق في تدمير البشر والحجر على السواء.

ملايين الأيتام، والأرامل، واللاجئين القاطنين، في بلاد حقوق الإنسان، يشعرون بأن أمريكا، ككافل اليتيم، وطريقها يؤدي الى الجنة، على أننا نؤكد مراراً وتكراراً، عزم الولايات المتحدة الامريكية، على إفراغ المنطقة العربية من سكانها المسلمين، خصوصاً الطائفة الشيعية، وهو ما يروق لأمريكا، وحلفائها من عرب الجنسية، والحقيقة إنها تعيش حلم رجل عجوز متصابي، يحاول السيطرة على كل شيء عربي، ومحوه من الوجود بغضاً، بإسلامنا، وديننا، ورسولنا (عليه الصلاة والسلام وعلى أله أجمعين)، (فأقترب الوعد الحق، فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا، يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك