حيدر الرماحي
قد يعتقد الكثير والمخالفين ان ما يستذكره الشيعة في كل عام هو مجرد حدث تاريخي عابر و لا معنى اومدلول له وربما يصفه المخالفون بالشرك احيانا!
فهل هذه الذكريات بدون مدلول ثقافي او اجتماعي اوسياسي؟
ام هو مجرد حدث عابر؟
اذا لنسلط الضوء على ما
يردده الشيعة من شعارات لنفهم حجم ما يستذكروه طوال 1400 عام.
يردد الشيعة في كل محرم ما قاله الامام الحسين(ع) ((انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي)) (شعار اصلاح الامة) هدف سامي بعد ان شاهد سيد الشهداء الامة قد انحرفت بسبب السلطة السياسية القائمة آنذاك. وادامة هذا الشعار هو رسالة علنية واضحة لرفض انحراف الامة وتغيير هويتها من جانب ومن جانب اخر هي رسالة تثبت ان هناك كيان مستعد ان يواجه الانحراف وان يتصدى في حالة الضرورة، وهذا الكيان يتمثل بخط اهل البيت(ع) الذي تمثله اليوم المرجعية الدينية كامتداد لذلك الخط.
وشعار اخر ردده الامام الحسين (ع) (والله لن اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا اقر لكم اقرار العبيد) واستذكار هذا الشعار هو اعلان صريح نحو الحرية وعدم مطاوعة الظالم والوقوف امامه والتاريخ حافل بالمشاهد والحوادث حتى عصرنا هذا ومسيرة الشهداء في طريق كربلاء على يد البعث الكافر وانتفاضة صفر عام1977 شاهد صريح، بالاضافة لاستهداف الارهاب للزوار بهدف لي ذراعهم وكسر هذا الشعار الذي تمسك به الشيعة. بما لا يتمتع به غيرهم.
(والله ان قطعتم يميني اني احامي ابدا عن ديني) وهنا نجد مفهوم الفداء والتضحية للامامة والقيادة الشرعية وهذا الاستذكار يتجسد تماما في الدفاع المقدس عن العراق طاعة لفتوى المرجعية صاحبة القيادة الشرعية واعلان التضحية في الدفاع عن مفهوم الكرامة التي نادى بها الحسين(ع) (لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل.. ).
وتاتي صرخة الشيعة بشعار (لبيك ياحسين) بعفويته فهو من اكبر الشعارات السياسية التي تعبر عن اعلان الطاعة والاقتداء لتلك المفاهيم التي خرج من اجلها الامام واهل بيته(عليهم السلام) وضحى لاجلها.
هذه الشعارات التي اطلقت منذ 1400 عام تخلق ضجة متجذرة في الضمير الانساني ومتكررة على مر التاريخ، لتمثل عز التشيع، وهكذا مايتحقق من فتح عظيم في انتشار التشيع وما يعبر عنه بالمد الشيعي الذي ينتشر بصورة كبيرة وحتى على مستوى الدول المتشددة هو بفضل ثبات ومداليل هذه الشعارات وتلك الثورة الخالدة، وبفضل ادامتها واحيائها واستذكارها.
ان ما يستشعره الطغاة واعداء الامة تلك الصرخة بوجه الظلم ورفض الفساد والاستعداد للتضحية التي توفرها الثورة الحسينية لتغذي روح الامة.
الذي يريده الشيعة العيش بكرامة والوقوف بوجه الظالم وقيادة الامة نحو ما يريده الله..
https://telegram.me/buratha