المقالات

الحسين والبحث عن الخلود.!

1685 2018-10-25

مهند ال كزار

شارفت الدقائق على الانتهاء، وتهيئته الآمال للرحيل، وكانت خطواته تقترب، بل هي قاب قوسين أو أدنى من الحياة الأبدية، التي كان يتمناها لأصحابه أولاً، ولنفسه ثانياً، الا أن أعراب النفوذ والأموال، لم يكونوا متساهلين معه، ولن يسمحوا له بأن يحقق هذا الهدف بسهولة، ولازالت الأسئلة، تطرح من هنا وهناك، عن جدوى وحتمية هذا الخروج المعلن ؟

الثائر كان أماماً معصوماً، يمتلك كل المواصفات القدسية، التي كان يمتلكها قبله جده المصطفى عليه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم، ويمتلك الوثائق التي تدعم هذه الثورة، حيث كانت الرسائل التي تطلب منه القدوم بالآلاف، ومن كبار القوم في العراق، كقولهم :

أما بعد؛ فقد اخضر الجناب وأينعت الثمار فإذا شئت فأقبل على جندٍ لك مجندة.

نهض الحسين عليه السلام بأعباء الإمامة، وكان عليه التحرك وفق مرضاة الله ومسؤوليته تجاه أمة جده عليه أفضل الصلاة والسلام، بصفته وريث النبوة، ومراعياً للأوضاع التي تمر بها الأمة، وساعياً للمحافظة على ثمرة جهود الرسول الكريم، ضد يزيد الخليفة الذي ورث الحكم عن أبيه معاوية خلافاً للأخلاق والشرائع والمواثيق.

بعد أن أعتمد معاوية على السيف، والابتزاز والأموال، من أجل أن يكون ولده بديلاً عنه، أصبح الامام أمام أربعة خيارات ؛

الاول؛ أن يبايع يزيد

الثاني؛ أن يرفض البيعة وعندها سوف يقوم يزيد بقتله في مكة أو المدينة لانه المنافس الوحيد الذي يهدد سلطانه.

الثالث؛ أن يهرب الى بلد من بلاد العالم الاسلامي وسيلاحق ويقتل في كل حال من الأحوال

الرابع؛ أن يتحرك الى الكوفة ثم يستشهد بالطريقة التي حدثت أنذاك.

النتيجة كانت واحدة؛ الا أن الخيار الرابع حتمياً، فقد كانت الأموال تدفع لمن ينشد، أو يمدح، أو يوالي صاحب السعادة، والتخلف عن مواكبة مسير الخلافة في ذلك الوقت، لم يكن موجوداً الا عند العظماء، والذين كانوا قليلين في جزيرة العرب، لذلك التضحية بالنفس، في سبيل العقيدة كان عجيباً في ذلك الوقت .

أن إرادة الأمة كانت ميتة، ولم يكن هناك إجراء قادر على تحريك ضميرها إلا الشهادة والتضحية، التي تغرس في أعماق وجودها عظمة الدين، ورخص النفس بالنسبة إلى دين الله، الذي جاء بكرامة الإنسان واستهدف إيصاله إلى الكمال اللائق به، وتستنهض الاباة للضيم، وتضع الأمة امام مسؤولياتها للوقوف بوجه الفاسدين أشباه يزيد.

حين تسقط الأقنعة المزيفة، ينكشف لنا وجه الحقيقة، ويظهر ما يخبو وراءها من وجوه بشعه ملونه، لا تزال في مخيلة بعض المعتقدين بسلامة عقلية وأهلية معاوية وأبنه يزيد، من أجمل الصور !، الا أنها لدى الأحرار هي الصرخة المدوية، التي تصنف الناس الى صنفين لا ثالث لهما؛

أما ان تكون مثل الحسين، وأما ان تكون مثل يزيد، ولا خيار ثالث لك لانه { من خرج معنا استشهد ومن لم يخرج لم يدرك الفتح }.

أنا شخصياً قد حددت الصنف الذي يلائم أفكاري ومؤهلاتي، ودائما ما أحلق في سماء الطف، أستنشق من نسيم مأثرها عبيراً، لعلي أشم شيئـاً من عطرها، لكي أطلق شعاري وبكل فخر، كما أطلقه شهيد الحرية؛

{ ومثلي لا يبايع مثله }.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك