سجاد العسكري
عبر قديم الزمان والامم بداءت حكاية المرأة , فالتاريخ يحدثنا ان الاقوام كانت تصف المرأة باوصاف , فالاغريقيين قالوا عنها(شجرة مسمومة وهي رجس من عمل الشيطان وتباع كأي سلعة ومتاع) , وعند الصينيين(مياه مؤلمة تغسل السعادة , وللصيني الحق في دفن زوجته حية , واذا مات حق لأهله ان يرثوه فيها) , اما الهنود قالوا(ليس الموت , والجحيم ,والسم والافاعي والنار اسوء من المرأة , وليس لها الحق العيش بعد ممات زوجها , بل يجب ان تحرق معه) , وعند العرب قبل الاسلام (دفنها حية ) ...كل هذا وبقت المرأة كالنخل باسقات لها طلع نضيد.
وحين بزغت دعوة الاسلام اعطى للمرأة حقوق حالها حال الرجل , وخصص لها واجبات اذ يصرح القران الكريم (...للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن...) وقوله تعالى(ياايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى...) فالقران لا ينظر الى الجنس ذكرا او انثى , بل يتحدث عن الذات الانسانية المشتركة بين الذكر والانثى من غير فرق , لذا اراد الاسلام ان يفجر في المرأة انسانيتها المدفونة ويفعل طاقاتها التي اراد التاريخ والجاهلية القديمة وثوبها الجديد طمسها بشهوات وغرائز حيوانية فقط ؟! وما اجمل تعبير احد العلماء رحمه الله وهو يقول(هكذا اراد الله تعالى للمرأة ان تكون انسانا , واراد لها اهل الجاهلية في كل عصر ان تكون تمثالا ).
فمكانة المرأة هي مكانة مرموقة ولها دور على جميع المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية , وعلى البرلمان الجديد والحكومة الجديدة تنمية وتمكين مشاركة المرأة على جميع الاصعدة , وهوما يتطلب اصدار قوانين وقرارات تدعم وتساند دور المرأة , وكذلك يقع على عاتق الحركات الجماهيرية ومنظمات المجتمع المدني تفعيل المبادرات التي تخص المرأة , ولعل من المبادرات التي تعنى بالمراة هو اعلان د.همام حمودي الى تفعيل مشاركة المرأة ورعاية حقوقها وفق الاطر الاسلامية, و منطلقين من شخصية زينب ع نموذجا للتاسي والاقتداء بها لذا كانت الدعوة في تأسيس (مجلس المرأة المركزي) والذي يضمن كرامتها وابداعها ورعايتها , وهنا ياتي السؤال لماذا المرأة ؟! لأنها نصف المجتمع لا بل الشريحة الاكثر في المجتمع , فهي تربي وترعى القسم الاخر من المجتمع بما خصها الله تعالى من مميزات ومقومات استمرار النسل البشري , وسلامة تربيته واصلاحه , فأن صلاح المرأة وتثقيفها وتنمية الوعي لديها , من سلامة واصلاح المجتمع .
فتاريخنا الاسلامي يحدثنا عن نساء غيرن التاريخ بمواقفهن فمنهن خديجة والزهراء وزينب عليهن السلام , كانت لهن بصمة واضحة في تغير مجرى التاريخ وفضح قوى الارهاب والعصبية القبلية والجاهلية والاموية؛ فالناخذ زينب ع نموذجا عقيلة الطالبيين وبطلة كربلاء وجبل الصبر , فسيد الشهداء استطاع ان ينتصر بدمه على السيف , لتأتي شريكته في المشروع الالهي لتكملة الانتصار عبر دورها الريادي بعد استشهاد الحسين ع على اتم وجه , فما تبقى من ركب الشهداء نساء ثكلى واطفال عطشى وجميعهم يترقب حركاتها وما تفعل زينب ع انها القائد, فتوجهت الى حفظ العائلة وتهدئة روعها قدر المستطاع , لتنتقل الى دورها الرئيسي لنشر فكر ثورة الحسين ع , وتعريفهم من نكون هل خوارج ام اهل بين النبوة؟! وفضح بني امية والفاسدين والمارقين , لتقلب الرأي العام ضد اعداء الاسلام , فلولا اعلام السيدة زينب ع ؛لطمست الحقائق .
كانت وحيدة , والان اصبحت امة كاملة ليردد الاحرار شعاراتها ( فكد كيدك واسع سعيك ,وناصب جهدك , فوالله لا تمحو ذكرنا...) , نعم ايتها المرأة المسلمة كوني كجبل الصبر عند الصعاب والشدائد اذا ما تعرضت العقيدة الى الخطر , واحذري شباك الحرية المزيفة ؟! وخذي من زينب ع عطاء الاسلام , وكوني انصار عطاء الحوراء.
https://telegram.me/buratha