المقالات

مجلس المرأة المركزي وإلا فعرجاء!!

1887 2018-10-19

أمل الياسري
هناك لغط كبير حول أن الإسلام ظلم المرأة ولم ينصفها، على أن الحقيقة هي العكس تماماً، فقد حفظ الإسلام مكانة المرأة، الطاغية وبعثه الكافر، وقد كانت مرأة زينبية بحق، فلم تكن منطوية، منكسرة، جاهلة، بل كانت وما زالت قوية، شجاعة، واعية، متفتحة، مدركة لحجم ومنحها قدسية وكرامة لا مثيل لها في بقية الديانات، وحولها الى عنصر منتج في شتى المجالات.
واقع المشهد العراقي اليوم، يحتم علينا التركيز على قضية المرأة، لما تحملته من ضيم وظلم وتضحية بالأحبة، أبان عصر الطاغية وبعثه المقبور فقد كانت مدركة لحجم تضحياتها، التي تنظر لنتائجها على المدى البعيد، فصبر السيدة زينب (عليها السلام) وراءه قضية كبيرة، فبدونها لا تبنى المجتمعات.
لا يمكن لمجتمع أن ينمو بشكل صحيح وصحي، وفيه المرأة مكبلة، ضعيفة، مصادرة في حقوقها، ثم أنه لا تطور للمجتمع ما لم تنصف المرأة، وتسجل حضورها السياسي والمجتمعي، وعليه فالحكومة المرتقبة مطالبة بتولي المرأة لمناصب وزارية مرموقة، ولا بد من العمل الجاد المتواصل، والوصول بالمرأة الى أداء مميز كفوء، ومساهمة جادة في بناء المجتمع، لأنها صانعة لمستقبلها، ومستقبل أسرتها، ومجتمعها.
المجتمع قوي بوجود مرأة متفائلة، قوية، قادرة على مواجهة التحديات، وبما أن الحكومات السابقة أهملت كثيراً، مجال تفعيل دور المرأة وحمايتها، والعمل على تطور امكانياتها، فاليوم برز المجلس الإسلامي الأعلى العراقي، بمبادرة تشكيل مجلس المرأة المركزي، مشاركة المرأة ليكون أول إطار تنظيمي، لتفعيل في الحكومة.
تزامناً مع ذكرى مرور (37) عاماً على تأسيس المجلس الإسلامي الأعلى، أكد رئيسه الشيخ الدكتور همام حمودي على ضرورة تشكيل مجلس المرأة المركزي كإحدى الأولويات الخمسة، لرعاية وحماية المرأة وصيانة حقوقها وفق الشريعة الكوتا أو الإسلامية، معتمدين النموذج الفاطمي والزينبي في التأسي والإقتداء، فهل سيتم التعامل مع المرأة القيادية مرة أخرى بمفهوم (الحصة البرلمانية)، وإستثمار وجودها كرقم برلماني ليس إلا!
القصور في النظرة السياسية للمرأة ودورها، يكمن بأننا مازلنا متقوقعين بتصوراتنا التقليدية الضيقة، فالمفترض أن تعيش المرأة العراقية وضعاً آخر، في مناخ ديمقراطي تعيشه العملية السياسية، بعد تجربة دامت (15) عاماً، وأن تؤدي أدواراً كبيرة وقوية، لكن لا وقائع حقيقية على أرض الميدان حتى الآن.
مجلس المرأة المركزي هدفه منح مكانة عادلة للمرأة العراقية، تنتاسب وإلتزاماتها الشرعية والإنسانية، فالمرأة هي الحاضنة للوجود الإنساني وللمجتمعات الناجحة، فهل سيردم عادل عبد المهدي، هذه الفجوة بين الواقع والطموح عند المرأة؟ ثم أنه أي عملية تغيير أو إصلاح أو بناء بلا مرأة، فإن السياسة، والحكومة، والدولة، والمجتمع، والنظرة ستكون عرجاء بلا شك، وعليه فالحل يكمن في مجلس مركزي للمرأة!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك