المقالات

مواقف كبيرة وادوار خطيرة ؟

1644 2018-10-17

سجاد العسكري
قال ابو ذر لمعاوية بن ابي سفيان حين راه يبني قصرا باذخا: اذا كان هذا من مالك فهو الاسراف وان كان من مال الامة فهي الخيانة .
فليتك يا ابا ذر تأتي لتشاهد الاثنان معا الاسراف والخيانة التي يتمتع بها حكام منطقة الشرق الاوسط وكيف لا , وقدوتهم امثال معاوية ويزيد ليغترفوا ما ينضح من انائهم عبر تاريخ يملوءه قتل الصحابة وهدم الكعبة المقدسة , وهتك حرمات وتمزيق الامصار ,لأشباع غرائزهم في حب السلطة , وليتامر على الامة التي امست ترمي بيوسفهم في خياهب الجب ؛ فاستجلاب العدو بخطوات مدروسة , ومعد لها مسبقا من قبل بعض الحكام ليطأو ارض الوطن هي خيانة عظمى , وتناسوا بأن يوسف خرج من الجب ليصبح عزيزا وبيده خزائن العباد والبلاد.
لقد بداءت الخيانة العظمى – المرحلة الثانية- بتنفيذ مخططات كونداليزا رايس التي بشرت بها علنا عندما كانت وزيرة الخارجية الامريكية , وبالتحديد من تل ابيب , ورددها مسؤولون امريكيون بعدها , وقالت حينها :(ان مشروع الشرق الاوسط الكبير سيحقق حلا سحريا لعلاج ازمات المنطقة المزمنة ) , نعم هي المرحلة الثانية من اغراق دول الشرق الاوسط بنزاعات وازمات هدفها التقسيم , كما في المرحلة الاولى (سايكس بيكو) ؛ ليأتي الحل السحري حسب مزاعم رايس ؟! لتلتهب المنطقة بنزعة طائفية وبرعاية خليجية وباشراف امريكا , ليزيد الطين بلة وتعرض المنطقة الى التفكيك الجغرافي وديمغرافي , واستهداف كل قوة اقليمية او حركة مقاومة معادية للمشروع – شرق الاوسط الكبير – .
فلبنان اسقطت المخططات الظلامية لتقسيم اراضيها وشعبها , عبر مواجهة خطر – الصهيونية – في المنطقة وافشال مشروع رايس ؛ لياتي دور سوريا في زعزعة امنها وتغير نظامها بنظام لا يعرف الا القتل والذبح والتخريب والاغتصاب ..., هدفه التقسيم , والمفاجئة مقاومة غيارى الجيش العربي السوري وتحقيق نجاحات في فرض النظام وتحرير المناطق من يد عصابات تتسمى باسماء مختلفة مدعومة من قبل امريكا والصهيونية باموال خليجية ؟! لتفشل مساعيهم الخبيثة بفعل المقاومة السوريا.
ومازال اليمن ينتصر بفضل مقاومته ,وقد اغرق التحالف المشاؤم في مستنقع لا نهاية له , بالرغم من الامكانيات البسيطة للمقاومة قياسا بدعم التحالف من قبل امريكا وباسلحة متطورة فتاكة ومحرمة دوليا , لترتكب المجازر بقصفها الاحياء والمدارس الامنة ؛لكنهم مازالوا يراوحون في مكانهم ولم يجدوا مخرجا يحفظ ماء وجوههم , وغافلين عن استمرار المقاومة الفلسطينية رغم اختلاف طرقها , والذي كان من الافضل تجهيزها بهذه الاسلحة لنصر المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني؟! 
اما في العراق فقط سطر الحشد المقدس بطولات ليس لها مثيل ؛ لتلتحم القيادة الدينية مع القاعدة الشعبية في صنع الانتصارات على عصابات داعش , والمدعومة من نفس اصحاب مشروع التقسيم, فلوا جمعنا هذه الاحداث في لبنان سوريا فلسطين اليمن والعراق والذي يمثل محور مقاومة لأفشال مشاريع التقسيم واضعاف المنطقة عبر تفتيتها الدولة الواحدة الى دويلات , وانشاء دول جديدة , وتكبر دول صغيرة , وتصغر دول كبيرة , اما المحور الاخر ضد المقاومة ومع خطر تقسيم الدول واضعافها ويمثله امريكا والصهيونية ودول الخليج المنغمزة والمنساقة كالسكران في ليلة سمر, والخطر لا يعرف الا المصالح ؟
فالمنطقة مرت بمرحلتين الاولى سايكس بيكو , والثانية مابعد احداث حرب الخليج على العراق , اما اليوم فنحن مقبلين على مرحلة اكثر شراسة وقساوة وتشترك معها الخيانة العظمى للحكام ضد بلدانهم ومقدساتهم واعراضهم , ويهدف الى محاصرة وضرب محور المقاومة اولا , والى تقسيم المنطقة الى (اثني , طائفي , قومي) ثانيا ؛ليسجل ترامب اسمه في التاريخ الامريكي كقائد منتصر ؟! لكن بعدا له وهيهيات فابناء المقاومة بالمرصاد والتاريخ والاحداث هي الشاهدة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك