المقالات

ثمن الانسان دينار ....

2588 2018-10-12

زيد الحسن 

( قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا ) ، العملاق احمد شوقي حين نطق هذا الاحساس تحدث عن حجم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق المعلم ، فهل مازال المربي يستحق ان يوصف بهذا الوصف ؟ .
تأمل المستوى التدريسي في العراق خاصة وفي العالم العربي بصورة عامة يأخذ شقين ، الشق الاول ان المعلم لم ينل حقوقه كاملة ، بحيث اصبحت وظيفته من أبسط الوظائف التي توفر له سبل العيش ، ، فتراه دائماً يعيش في عوز وفي حرمان ، عكس ( البرلماني ) الفذ الذي يستلم مبلغ كبير تحت مسمى ( تحسين المعيشة ) في اول يوم له في دخول قبة البرلمان ،
أوليس المعلم والمربي اولى واحق منكم بتحسين المعيشة ؟ فهو من يصنع لنا الحضارة وهو من يهيئ لنا رجال ونساء قادرين على مسك اعمدة المجتمع من السقوط ، المربي عماد المجتمع وله التحية على صبره في العراق ، العراق الذي سحقت فيه المؤسسة التعليمية سحقاً ممنهجاً ذو اهداف سياسية .
الشق الثاني ؛ هو عتاب على رضوخ المؤسسة التعليمية وسكوتها التام عن هدر حقوقهم ، وعدم المكافحة والمطالبة بتحسين الواقع التعليمي والتدريسيي .
المدارس الحكومية الان تطحن المطحون وتفرم المفروم ، واجباتهم اصبحت تؤدى على مضض ، وكأنهم يصرفون ايام معدودات ، مناهج غير صالحة للعلم والثقافة ، امتزجت فيها النعرات الطائفية وبعيدة كل البعد عن فهم طلابها ، صفوف ومدارس من القرون الوسطى ، اعداد الطلاب في الصفوف ضعفي العدد المقرر ، لوازم الدراسة من الكتب والقرطاسية فيها نقص كبير ، ورغم هذا سكوت من قبل المربي الفاضل ، قم يا أخي ودافع عن رسالتك السامية ، استمت من اجلها أنت كدت أن تكون رسولا .
ثمن الانسان العراقي اليوم أصبح رصاصة واحدة ، وينتهي كل شيء ، الموت في الطرقات ، وكل هذا يجري والحكومة في سبات ، وما زالت همومهم المكاسب والغنائم ، اولادنا يتعرضون يومياً لمختلف العنف في الشارع ، الحبوب المخدرة في كل الاحياء والمناطق ، الانترنت وسلبياته اصبح من الصعب السيطرة عليه بل ضرب من خيال ، ضياع الشباب ويأسهم اصبح يشبه البركان في أي لحظة سيثور وينفجر ، الانحلال اسبابه الحكومات التي اهملت حقوق الانسان ، قد يقول قائل ان التربية واجب الاهل ، وهذا صحيح لكن اولادنا في المدارس ويلتقطون حتى من الشارع ، فهل مدارسنا بالمستوى المطلوب الان ؟ كلا ابداً وكل من ينجح يكون نجاحه شذوذ عن القاعدة ، فلكل قاعدة شذوذ ، نعم هناك طلاب اذكياء لم تؤثر عليهم عواصف الانحلال وجل اهتمامهم في دراستهم ، وقد اثمر تعبهم وكفاحهم بنتائج ايجابية ، رغم قنوطهم من نتائج القبول والوظيفة .
الأن امنحوا المؤسسة التعليمية حقوقها وامنحوا المعلم تحسين معيشة يليق به ، عسى ان يتغير الحال ، واقطعوا دابر المخدرات والمقاهي العشوائية ، التي تعتبر اوكاراً لتجارة المخدرات ، واجعلوا قيمة الانسان اعلى من هذه القيمة الرخيصة التي اوصلتمونا لها ، والرصاصة ستكون برأس كل خائن لبلده وعميل باذن الله .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك