سجاد العسكري
مر العراق في حقبة تاريخية صعبة منذ تسلم حزب البعث زمام الحكم , امتازت بالاضطهاد والتعسف والتهجير واغتيالات واعدامات جماعية ضد الشعب, وضد كل صوت شريف حريص على مصالح العليا للبلاد والعباد , مما دفع الكثير من هذه الاصوات بالهجرة من سطوة البعث وازلامه , وكانت نتيجة هذه السياسات اعدام الشهيد الصدر واخته بتاريخ 9 نيسان 1980م ؛لكن مرحلة مابعد الاعدام اعتقد البعض ان قبضة البعث ستطال الجميع فبداء بمؤسس للحركة الاسلامية ليقتل بصيص الامل الذي يتعلق به المستضعفين ؛ لكن طلبة ومناصرين الشهيد الصدر لم ينثني لهم جناح , ولم تجف دماء الشهيد حتى تم تأسيس كيان اسلامي يضم كل القوى الاسلامية في الساحة العراقية , فبعد تضافر الجهود ورص الصفوف وتوحيد المواقف , لتتوحد القناعات في تأسيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق.
في الاول من صفر سنة 1403هـ - 17تشرين الثاني 1982- اعلن شهيد المحراب محمد باقرالحكيم "قدس" تاسيس تشكيل المجلس الاعلى وكان من ضمن اولوياته الاطاحة بالنظام الصدامي الدكتاتوري , فمن هذه الجزئية انطلق بالعمل الجهادي ومعارضة ضد سياسات البعث في المحافل والمؤتمرات الدولية , وفضح ممارسات التعسفية له , وانتهاك حقوق الانسان وكبت الحريات الشخصية , وكذلك الاعدامات لخيرة العلماء والمفكرين بسبب المغايرة في التفكير , وهو ما يكشف عمالة سلطة البعث الصدامي التي جاءت به عبر قطار مظلم , لينفذ مخططات اسياده باستخدام اساليبه الطائفية العنصرية ضد ابناء الشعب العراقي.
في ذلك الوقت كانت الساحة العراقية تعاني من فراغ القيادة التي تمتلك صفات النجاح والاستمرار والتواصل ؟ فتاسيس هذه المؤسسة جاءت استجابة للمسؤولية والواجب الشرعي الذي يحتم على القيادات الدينية كشهيد المحراب في سد الفراغ , والتصدي لأسقاط الدكتاتور , وانقاذ الشعب المظلوم؛ فهذه المؤسسة هي التي جسدت الحرص والمسؤولية لذا نراها ترفع شعار الحرية والاستقلال والعدالة, وهو ليس مجرد شعار بل تم تجسيده في الواقع قبل وبعد 2003م ؛ لكن المفاجاءة ماحصل تصادم مابين رؤيا ثاقبة لرجال المجلس , وما بين استخدام السلطة للمصالح عرفت بالشخصية والضيقة ؟!فموقف المجلس الاعلى حينها كان يمتاز بالحكمة والاحتواء لجميع الاطراف سواء كانت اسلامية او غير اسلامية , لدفع العراق نحو الامام , وكسر قيود الحيف والظلم من حكومات مارست ابشع انواع التعذيب.
فبعد 2003م تجلت الرؤيا الثاقبة لقيادة المجلس والثلة الصالحة من المجاهدين , وكم كانوا على صواب ودراية وعلى قدر المسؤولية الهائلة فبعد ان استقبل شهيد المحراب من البصرة الى النجف الاشرف ؛ ليثبت صحت خطواته في التواصل والاتصال مع الجماهير التي التفت حوله لأستقباله , فبداء بطرح مشروع المظلومين والمستضعفين على شكل خطابات تحرك مشاعر الظلم والحيف مرة , ومرة تحرك العقول وتوجيه نحو القيادة الحقيقية التي يعول عليها في الخروج من الازمات , واواقع مفروض لأزالة نظام البعث الاجرامي الذي جثم على صدور العراقيين بالرعب والقتل , فمن هنا تحول الوضع العراقي الى مؤيد واخر خائف من هذا القائد؟ فالمؤيدون رأوا نور الوحدة والتماسك فيه , اما الخائف فقد راى السلطة تذهب اليه ؟! لكن مابينهما كانت اليد الخفية تخطط لأجهاض المشروع ؟ لذا من عمق مرجعيتين كان شهيد المحراب يوصل رسائل تهدف لأنقاذ العراق ارضا وشعبا من الظلم والتعسف والكتاتورية المقيتة , وتحقيق حكم العدالة والاستقلال ورفض التهميش ؛ لكنهم باغتياله اغتالوا المشروع والقائد ؛ لكن دماء الشهداء والمؤسسين نرفع لهم تحية اجلال لأنهم مازالوا يحملون الرسالة واداء الامانة .
https://telegram.me/buratha