المقالات

اغتيال القائد والمشروع ؟

1769 2018-10-12

 

سجاد العسكري
مر العراق في حقبة تاريخية صعبة منذ تسلم حزب البعث زمام الحكم , امتازت بالاضطهاد والتعسف والتهجير واغتيالات واعدامات جماعية ضد الشعب, وضد كل صوت شريف حريص على مصالح العليا للبلاد والعباد , مما دفع الكثير من هذه الاصوات بالهجرة من سطوة البعث وازلامه , وكانت نتيجة هذه السياسات اعدام الشهيد الصدر واخته بتاريخ 9 نيسان 1980م ؛لكن مرحلة مابعد الاعدام اعتقد البعض ان قبضة البعث ستطال الجميع فبداء بمؤسس للحركة الاسلامية ليقتل بصيص الامل الذي يتعلق به المستضعفين ؛ لكن طلبة ومناصرين الشهيد الصدر لم ينثني لهم جناح , ولم تجف دماء الشهيد حتى تم تأسيس كيان اسلامي يضم كل القوى الاسلامية في الساحة العراقية , فبعد تضافر الجهود ورص الصفوف وتوحيد المواقف , لتتوحد القناعات في تأسيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق.
في الاول من صفر سنة 1403هـ - 17تشرين الثاني 1982- اعلن شهيد المحراب محمد باقرالحكيم "قدس" تاسيس تشكيل المجلس الاعلى وكان من ضمن اولوياته الاطاحة بالنظام الصدامي الدكتاتوري , فمن هذه الجزئية انطلق بالعمل الجهادي ومعارضة ضد سياسات البعث في المحافل والمؤتمرات الدولية , وفضح ممارسات التعسفية له , وانتهاك حقوق الانسان وكبت الحريات الشخصية , وكذلك الاعدامات لخيرة العلماء والمفكرين بسبب المغايرة في التفكير , وهو ما يكشف عمالة سلطة البعث الصدامي التي جاءت به عبر قطار مظلم , لينفذ مخططات اسياده باستخدام اساليبه الطائفية العنصرية ضد ابناء الشعب العراقي.
في ذلك الوقت كانت الساحة العراقية تعاني من فراغ القيادة التي تمتلك صفات النجاح والاستمرار والتواصل ؟ فتاسيس هذه المؤسسة جاءت استجابة للمسؤولية والواجب الشرعي الذي يحتم على القيادات الدينية كشهيد المحراب في سد الفراغ , والتصدي لأسقاط الدكتاتور , وانقاذ الشعب المظلوم؛ فهذه المؤسسة هي التي جسدت الحرص والمسؤولية لذا نراها ترفع شعار الحرية والاستقلال والعدالة, وهو ليس مجرد شعار بل تم تجسيده في الواقع قبل وبعد 2003م ؛ لكن المفاجاءة ماحصل تصادم مابين رؤيا ثاقبة لرجال المجلس , وما بين استخدام السلطة للمصالح عرفت بالشخصية والضيقة ؟!فموقف المجلس الاعلى حينها كان يمتاز بالحكمة والاحتواء لجميع الاطراف سواء كانت اسلامية او غير اسلامية , لدفع العراق نحو الامام , وكسر قيود الحيف والظلم من حكومات مارست ابشع انواع التعذيب.
فبعد 2003م تجلت الرؤيا الثاقبة لقيادة المجلس والثلة الصالحة من المجاهدين , وكم كانوا على صواب ودراية وعلى قدر المسؤولية الهائلة فبعد ان استقبل شهيد المحراب من البصرة الى النجف الاشرف ؛ ليثبت صحت خطواته في التواصل والاتصال مع الجماهير التي التفت حوله لأستقباله , فبداء بطرح مشروع المظلومين والمستضعفين على شكل خطابات تحرك مشاعر الظلم والحيف مرة , ومرة تحرك العقول وتوجيه نحو القيادة الحقيقية التي يعول عليها في الخروج من الازمات , واواقع مفروض لأزالة نظام البعث الاجرامي الذي جثم على صدور العراقيين بالرعب والقتل , فمن هنا تحول الوضع العراقي الى مؤيد واخر خائف من هذا القائد؟ فالمؤيدون رأوا نور الوحدة والتماسك فيه , اما الخائف فقد راى السلطة تذهب اليه ؟! لكن مابينهما كانت اليد الخفية تخطط لأجهاض المشروع ؟ لذا من عمق مرجعيتين كان شهيد المحراب يوصل رسائل تهدف لأنقاذ العراق ارضا وشعبا من الظلم والتعسف والكتاتورية المقيتة , وتحقيق حكم العدالة والاستقلال ورفض التهميش ؛ لكنهم باغتياله اغتالوا المشروع والقائد ؛ لكن دماء الشهداء والمؤسسين نرفع لهم تحية اجلال لأنهم مازالوا يحملون الرسالة واداء الامانة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك