خالد القيسي
مر التعليم في البلاد بمراحل زهو يشار لها بالبنان، من صروح تعليمية ،الى طلاب نوابغ ،الى أساتذة أكفاء ،المركزية، النظامية ، الغربية ، كلية بغداد ، وتعالت وتيرته في مدارس المتميزين الى الجامعات العريقة ، بغداد ، المستنصرية ، النهرين.
فترة الانحطاط والتردي التي واجهت التعليم عند وصول هدام الى الحكم وانشغال الناس بحروبه العبثية ،وتبعاتها، وتداعياتها ، في سوء الحالة المعاشية والاقتصادية التي انعكست على المجتمع ككل وخاصة التعليم والثقافة .
اذ بدا تسريب الطلبة من المدارس للعمل في مساعدة عوائلهم ،وانشغال المعلمين والتدرسين في محرقة القتال ، في ما يسمى آنذاك الجيش الشعبي ، أو العمل ألاضافي ، مما ترك أثره الواضح على المحاضرات ،لغياب الاسرة التعليمية القسري عن الحصص والدوام المنتظم ،وفسح المجال أمام التلاميذ مشرعا للتهرب من قاعات الصف والدرس ،أضف الى ان الراتب الذي يتقاضاه المعلم لا يساوي شروى نقير ، الفين أو ثلاثة آلاف دينار،لا تساوي شراء طبقة بيض في زمن الحصارالذي فرضه العالم ، نتيجة السياسة الهوجاء لنظام الجهل والصحراء.
بعد التغيير بدأ التدهور السريع للتعليم أكبر مما مضى ، نقص موروث في المدارس ،الفساد ضرب أطنابه في الموارد المالية المخصصة لرفع مستوى التعليم ، تخصيصات ذهبت الى جيوب السراق واللصوص ، كتب المناهج شحيحة أو غير متوفرة ،مما يضطر الاهالي الى شرائها من السوق السوداء.
باتت المدارس الحكومية صفر على الشمال نتيجة الاهمال المتعمد ،وهروب بعض الطلاب من الدرس وعدم انتظام الدوام، وقلة اهتمام المدرسين .
لذلك اتجه البلد الى المدارس ألاهلية ، لوجود أساتذة مهنية ، تستطيع أنتشال العملية التعليمية برمتها من السقوط والنهوض بها ، وخاصة من المتقاعدين المشهود لهم بالنزاه والعلم ، بالاضافة الى المردود المالي الجيد ألمحفز للعمل بإخلاص .
الضغوط التي تواجه الناس في تحمل التكاليف المادية ألباهضة ، اضافة عبأ ثقيل ابتداء من ألابتدائية صعودا الى الكليات ألاهلية ، التي ساهمت في استيعاب الفائض من القبول في الكليات الحكومية ،وكان للنتائج المتحققة بالنجاح في كل المراحل ، ألدور ألفعال في إعادة الهيبة للعلم والتعليم .
ان انهيار التعليم في بلد ما يعد الركن الاساسي في التراجع الحاد في كل المجالات ، ولذا توجهت ألناس الى التعليم الاهلي ،لانقاذ ابنائهم من السلبيات الواضحة في التعليم الحكومي ، طرق تدريس حديثة ،بنايات جميلة ، وهيئات تدريسية متمرسة ، رصينة جادة وحريصة ، نتيجة الدعم من أولياء الطلبة والمردود المالي ألمجزي ، والسمعة ألحسنة في نتائج متقدمة من النجاح الوزاري ، التي يعود مردودها ألحسن على المدرسة والكلية.
للنهوض والارتقاء بمستوى التعليم الحكومي واحياءه ، يكمن في حل اشكالات ألدوام المزدوج ،وتهيئة المدارس ذات بنايات نموذجية ،وزيادة رواتب التدرسين ،واعادة الزي الموحد الى الواجه،وسائل ايضاح متطورة،مراسم فنية ، ومختبرات للتجارب العلمية.
ويبقى الانسان وما يقدم من عطاء[ ألمعلم وألمتعلم ] الركيزة ألاساسية للبناء والتقدم في العملية التربوية والتعليمية .وهي إحدى المهام التي نقف أمامها ، والتي تقع على عاتق الحكومة ألقادمة إحيائها وتنفيذها .
https://telegram.me/buratha