المقالات

استهداف ..العمامة المرجعية

2152 2018-10-04

عبدالامير الربيعي 
الكثير يتحدث عن دور العمامة بالفساد، ويستخدمون التعميم لا التشخيص، وصل الحد بالتطاول على مقام عمامة رسول الله (ص)، برفع اللافتات وعلى الملأ، وتحت مرأى ومسمع الحكومة، وهذا بحد ذاته جريمة يعاقب عليها القانون.
ما يثير الانتباه والتعجب، أن هذه الحالة تم الترويج لها ورفع لافتات من قبل الشركاء بالعملية السياسية، وبعدما كانت تعتبر هذه الحالات فردية، سرعان ما تحول إلى حملات لإقناع الجمهور بشعار الدولة المدنية، التي تبيح الموبقات بغرض تحلل المجتمع، والمروجون لا يعلمون الغرض هو نخر الجسد الأخلاقي للبنية المجتمعية العراقية، المنادين بالمدنية التي لا تنهي عن منكر! وهذا منافي للأخلاق الإسلامية والعراقية، التي تربى عليها مجتمعنا وأسرنا، التي تكافح بكل وسيلة، وتقف حائط صد أمام ذلك، لكن ذلك غير كافي ويحتاج لتوعية أسرية، للمحافظة على تقاليد وأعراف المجتمع العراقي المحافظ.
ومما اثأر انتباهي لماذا الشيخ جلال الصغير بعينه؟! هو في مرمى الجيوش الاليكترونية التابعة للأحزاب، وسماحته ابتعد عن الساحة السياسية منذ قرابة عام ٢٠٠٨، فضلاً عن الاستهداف الدائم لشخص المرجعية العليا، وان تتبعنا من اي عائلة انحدر سماحته، فنجدها من الغوائل العراقية الأصيلة، التي عرفت بالعمل الاجتماعي والسياسي الواسع، واحتوائها على أدباء وشعراء ورجال علم وعلماء فقه و أكاديميين، كما ان والده العلامة آية الله الشيخ علي رضوان الله عليه، اكبر من ان اكتب انا عن سيرة وحياته وورعه وزهده من الدنيا، حيث ان سماحة الشيخ وهو في باكورة عمره بدأ رحلته في المعتقلات، وزنازين الطاغية لنشاطهم الفقهي وحلقات الدرس، حيث انه وبشكل مبكر من ذهابه إلى النجف الأشرف، للالتحاق بحلقات الدرس الحوزوي، تم تكليفه من قبل الشهيد الصدر(رض)،بالرجوع الى بغداد والقيام بالعمل الديني في جامع براثا.
ان ما دفعني لهذه الكتابة إننا جيل يحاولون إن يضللوا علينا ويلهونا بطيش الدنيا وانسونا هم الأمة، التي حملها سماحة الشيخ ورفاقه، والعديد من الرجال المغيبين، في حقبة كان كل شيء ممنوع التداول، فكان امتلاك كتاب ضياء الصالحين للدعاء كافي لإيصالك الى منصة الإعدام، واليوم يجعلون على أعيننا الغشاوة لك لا نقتدي بهم، فالتحالف الصهيوامريكي السعودي وحلفائهم المحليين، وراء كل هذه الحملات المضللة والمنظمة، لهدم منظومة الامة الاخلاقية، وقتل الروح الثورية الفطرية، وتحويل الصورة الذهنية لرجال الدين والعمامة، وتشويهها ليكون نفير منها ومن رشدها وتوجيهها، بل والحث على التطاول والاستهزاء بها.
واختتم مقالي باستعارة مطلع قصيدة الاخ الاكبر لسماحة الشيخ، قصيدة الشيخ محمد حسين الصغير الذي خاطب بها الإمام الراحل الحكيم (قدس) إبان افتتاح مسجد براثا أواخر عام1959 او بداية عالم 1960، والتي قال فيها..
سر في جهادك مابرحت موفقاً ...سيفان في يدك العقيدة والتقى

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك