سجاد العسكري
ان اي نظام سياسي حاكم في اي بلد يجب ان تكون له طرفين لنجاحه , الاول طرف يقود السلطة والثاني طرف اخر معارض , وان مفهوم المعارضة قائم على اساس التعددية السياسية اي وجود الاحزاب السياسية فمنها تمسك السلطة واخرى معارضة , وهي ركن اساسي في النظام السياسي , ولها الدور كبير في الحركة الاصلاحية والتغير نحو اسلوب افضل لادارة الحكم واستثمار موارد الدولة , اذن فالمعارضة معيار الاستقرار والتغير من واقع الى واقع افضل , وهذا لا يكون الا عبر هدف المعارضة الاساسي الوصول الى السلطة ؛ فتتبع الوسائل منها الانتقادات , واثارة الراي العام ضد الحكومة , ومبتعدتا عن حمل السلاح والتفجير والتخريب .
وهنا علينا التميز بين المعارضين , فليس كل معارضة سياسية هي معارضة حقيقية ؟ لا بل للمعارضة انواع وعلينا تميزها والتفريق بينها ومن ثم تشخيص نوعها , وبالنتيجة هنالك انواع عدة منها وهي بايجاز :
• المعارضة التوافقية : كما اسميها لأنها لا تكون ضمن النظام القائم بل قبلت في الغالب مايمنح لها من مقاعد برلمانية او تسهيلات ما من قبل السلطة , فهي تعتاش على فتات مايمنح لها ؟! وهي عادة تغرد خارج السرب , وليس لها دور في عملية اصلاح مساويء النظام , وليس لها دور في عملية البناء المجتمعي في التعبير عن مطالبه واحتياجاته , بل تكتفي بشرعية النظام الحاكم وتكتفي بالتعبير عن مصالح الطبقة السياسية التي تكون جزء منها.
• المعارضة التسقيطية: لأنها دائما تدعوا الى الهدم وغير قادرة على البناء , فغالبا ما يخرجون ويحتجون وتعبر عن مطالب ما , لكنها تفتقد الى الجانب الفكري والتنظيمي, وبالنتيجة ليس لديها بدائل واقعية كونها في حالة فوضى ,او قد تكون مدعومة من اطراف تسعى لأسقاط النظام القائم .
• المعارضة الناضجة: هي معارضة حقيقية ناضجة ذات رؤية وافكار بناءا ,وقادرة ومنافسة على ايجاد سياسات بديلة , وكما لها دور في الاصلاح ومراقبة عمل النظام القائم وانتقاده بشكل موضوعي , بالاضافة تستطيع تحريك الراي العام .
وهذه الانواع قد تكون داخل البرلمان او خارجه اي مقاطعة للانتخابات , فعلينا التميز واختيار المعارضة التي تضمن لنا اصلاح النظام السياسي الذي عشعش فيه الفساد بسبب السياسة التوافقية للاحزاب التي تناوبت على حكم البلد , والتي كانت في الغالب داخل السلطة الحاكمة وجزء منه ,ومنها من يلهث للمناصب والمسؤليات , والبنتيجة تعليق والغاء دور المعارضة الايجابية الناضجة .
فاصلاح النظام القائم حاليا بحاجة الى المراقبة والنقد وتقديم خيارات بديلة عن ما تتبناه السلطة الحاكمة ,واستجوابها , وبيان الاسباب الحقيقية وراء القرارات والقوانين , وكشف قضايا الفساد وعرضها على القضاء والرأي العام وتسندها بالادلة الدامغة ؛ وبالتالي سوف تحفز وتجبر السلطة الحاكمة باخذ مسؤولياتها , واعادة النظر بقراراتها المربكة للوضع العام , ومحاسبة المقصرين والفاسدين.
ونحن مقبلين على حكومة جديدة مع تحفظنا عن بعض الممارسات ؛ لكنها تمثل تغير نوعي وكسر جزء من التوافق العام , وافشال بعض المخططات الخارجية التي ارادت السوء ولسنا بمنئا عنها؟ وعلى الاخرين الغير مقتنعين لتشكيل معارضة برلمانية حقيقية ناضجة , وتبتعد عن التسقيط الاعلامي والتشويه وتعتمد اسلوب النقد البناء والمراقبة لأصلاح مافسده الدهر والاخرون
https://telegram.me/buratha