المقالات

  البرذويل وداعش وناقة صالح!

1666 2018-10-01

أمل الياسري

نفاق، وطائفية، وسكوت، وفشل، وخيانة، ومؤامرة، هو ما شكل كارثة، مكنت عصابة داعش الإرهابية، من إحتلال مدننا الآمنة، في ليلة وضحاها، ولأن الساسة لبسوا نظارات سوداء جداً، فقد ساعدت جاهليتهم السياسية، في تأجيج الصراع الدموي، وزيادة أتون الفوضى، فقد غرق العراق في بحر، من المصائب والنوائب!

داعش أعادت المدن المغتصبة، الى عصور ما قبل التأريخ، ولوثت الحضارة العراقية المجيدة، بأنواع خاصة من العنف، والقتل، والسرقة، والتدمير، فأستبيحت آثارنا، وبيعت بأبخس الأثمان الى المتاحف، والتجار، والمزادات العالمية، علماً بأن ربع هذه النصب الحضارية، دُمرت بالكامل على يد الأوباش الجهلة، ذوي اللحى النتنة!

البرذويل كنسية قديمة، تقع غرب كربلاء المقدسة، يعود بناؤها للقرن الخامس الميلادي، بنيت على آثار قصر، لأحد الذين قاموا بعقر ناقة النبي صالح (عليه السلام)، فأصبحت مكاناً مقدساً يؤمه المسيحيون للعبادة، لكن داعش الإرهابي، سرق كل ما فيها من كنوز ونفائس، لا تقدر بثمن إطلاقاً!

المثير للدهشة والإستغراب، أنه لا يوجد في مديرية الآثار التابعة لمحافظة الأنبار، أي تسجيل بأعداد معلومة للنفائس الثمينة، ولم نسمع منذ عام ونيف عن هذه الكنوز، وكيف تم تهريبها من قبل العصابات الإجرامية، مع الإشارة الى بعض العوائل حاولت حمايتها، لكن دون جدوى فلاذت بالفرار!

ساسة الفساد، ومهرجو الفشل، هم من عقروا أرض العراق، كما عقر قوم هود، ناقة النبي صالح (عليه السلام)، ولم يدعوها تأكل من حشائش الأرض، فأصبحوا في دارهم جاثمين، واليوم أنزل الخالق عذابه الأليم، بالعاقرين الدواعش، على يد غيارى الفتوى الكفائي الأبطال، من أبناء الحشد الشعبي.

قبور الأنبياء (عليهم السلام)، وآثار تلعفر، والحضر، والحدباء، وكنسية البرذويل، كلها عقرت على يد العصابات التكفيرية، على أن العراقيين وحضارتهم، هما مَنْ دفعا الثمن الاجتماعي، والثقافي، والقومي، والطائفي، فجدران الجوامع والمساجد، والكنائس والصوامع، ستشكو أمرها للتأريخ، وتنتحب ألماً لهذا الدمار، فأين الحكومة من آثارنا وكنوزنا؟!

مشروع إسترجاع الآثار العراقية المسروقة والمنهوبة، يحتاج الى تظافر الجهود، من قبل وزارة السياحة والآثار، والخارجية، والإنتربول الدولي، والداخلية، يتقدمها توفر المعلومات الكافية لهذه النفائس، فلن تحيا حضارتنا، ما دامت معروضة في بيوت، ليست عراقية الأرض والسماء، لذا أنقذوا البرذويل وكنوزها، من الأسر الداعشي البغيض!

للناقة حق إختيار مكان إرثها، فأرض العراق كنز وطني، حافل بالمآثر، وعليه كان النبي صالح (عليه السلام) مسروراً، يوم دفن في أرض الغري، لذا لن يهدأ الأنبياء حتى تتحرر الأرض، على يد رجال صدقوا ما عاهدوا الباريء عليه، ليرجع العراق بلداً حضارياً في كل شيء!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك