مصطفى كريم
بدأت أحداث الأزمة السورية في منتصف شهر آذار (مارس) عام 2011 عند خروج مظاهرات في مدن سورية ربما عفوية كما يدعون .
اليوم بعد مرور سنوات والمشهد السوري دموي خيم بظلال الحرب على مدنها الأمنه ، لتشهد مدنها مواجهات شرسة بين قوات النظام والفصائل مسلحة (شيعية) من جهة ، ومن جهة اخرى فصائل من جميع انحاء العالم ( سنية ) تطالب بحقوق السوريين !
بعدها دمار يحدث ، وموت على رصاص اي طرفين سيقتل الأنسان .
تعدت الأزمة السورية مشروع المشاكل والحقوق المشروعة بين المواطنين والنظام الحاكم فيه بشار الاسد . بعدها تطورت الأحداث بدخول الغرباء وفصائل ( أرهابية ) كجبهة النصرة وداعش والجيش الحر وما قابلها قوات نظامية تدافع عن مواطنيها وأرضها مسنودة بقوات وفصائل معروفة الأنتماء كما ذكرت ( شيعية ) .
هذا الحدث والتطور لم يسمح بتحجيم المعركة ، حتى لا تأخذ منحى حرب يطول وقتها ولا تنتهي .
بالغ الكثير من الكتاب والمحليين بتوقعات سقوط بشار الأسد بأيام عن الثورة ، التي اصبحت فيما بعد مؤامرة كبرى لها علاقة بالمشروع صهيو أمريكي دبر له لقضايا عدة أختص بها الجانب السوري ، أهمها الدفاع عن وحدة الأمة ومصيرها بالقدس الشريف ، كذلك أسناد حزب الله في لبنان.
والجانب الأخر الذي كان غير معلوم للجميع ان الحرب أتخذت طريق أخر غير المعلوم ولم يختصر على أنها فصائل تواجهة النظام ، بل تعدى لبسط النفوذ الدولي ليبقى الصراع مفتوح على مصراعية ، وتكبر الحرب دون تهدئه أو يحدها قانون يمنع فيه أطلاق النار والجنوح للسلم والمصالحة ،
لان الوقت بدأ قصيراً لنهاية الصراع ، و كبر مع تأزم الأوضاع ودخول بعض الدول العظمى على خط المواجهة .
امريكا مثلا استحضرت كافة أمكانياتها لدعم الفصائل المسلحة هناك ، اما روسيا وايران أتخذت موقف الردع والدفاع عن النظام مهما كلف الأمر وان طالت الحرب من امدها ،
كل هذا المجريات والأحداث ، ومنذ أندلاع المعارك التي اختصرت بمناطق وصولا الى سقوط مدن كبرى بيد الارهابيين كما تسميهم الأمم المتحدة
بعضهم ، والبعض الأخر لدودين تسميهم بالثوار !
بشكل جدي وواضح بعد اتساع رقعة الحرب
والمشروع يبين خبث وتدبر الحلف الصهيو امريكي والبحث عن طريقٍ للخلاص بعد هزيمتهم مرة اخرى في معركة ( الكر والفر )
فما وجدوا غير حدود العراق المفتوحة لنتقل مقاتلي أحد اهم الفصائل التي تقاتل في سوريا وهي ( داعش ) . وجدت طريق لنقل المعركة خصوصا وأن بعض الفصائل العراقية تقاتل هناك
فالوضع اصبح مربك ومخيب للامريكان اذ ما تم نقل المعركة والاجهاز على محافظات عدة كالموصل والانبار وتكريت .
بهذا المخطط الذي سابق الزمن الموضوع من قبلهم في تدمير سوريا وبعدها دور العراق ثم ايران والخليج العربي .
لكن الصمود العراقي كما الصمود السوري خيب آمال الكثيرين من عولوا على الأرهابيين ومن ساندوهم بالقلم والكامرة والسلاح والعتاد .
خرج العراق منتصرا من هذا المشروع الذي يسعى للنيل من وحدة العراق ،
بتضحيات ابناءه في القوات المسلحة والحشد الشعبي المقدس ، الذي تطوع بفضل الفتوى التاريخية للمرجع الأعلى السيد علي السيستاني .
هكذا تمت الأمور وعاد العراق الى هيبته وغلقت الحدود تماما بعد ان كان المحتل يفسح المجال لكل من هب ودب .
بالعودة على نتائج اليوم للحرب السورية فالموقف نفسة . لا يتعدى كونها حرب وجودية فخسارة النظام تعني خسارة السلم الذي ناله العراق مؤقتا قبل ان تشرع الفصائل لنفسها بوابة للدخول الى العراق من جديد .
والمعطيات على ذلك كثيرة ، لان المشروع الذي خطط له من سنوات لن تسمح امريكا العظمى بأن تتنازل عنه بسهولة وقبل ان يفوت الآوان وينتصر النظام في سورية قد تكون هنالك تدابير في مجلس الأمن لوقف أطلاق النار او أتهام النظام بأتهامات باطلة لا صحة لها كاستخدام الكيمياوي لشرعنة دخولهم على خط المواجهة بشكل علني ورسمي .
ويبقى الصراع وجودي وليس كما متعارف عليه
فضحايا السوريين ومدنهم المهدمة أحدى أهم البنود الموقعة في كتاب ( سايكس بيكو ) .
فالحرب لم تخضع للسلم ما دام القرار لمن لا حق له لا في الارض ولا في الدين .
https://telegram.me/buratha