المقالات

القضية السورية ، منعطف وجودي ...!

1835 2018-10-01

مصطفى كريم

بدأت أحداث الأزمة السورية في منتصف شهر آذار (مارس) عام 2011 عند خروج مظاهرات في مدن سورية ربما عفوية كما يدعون . 
اليوم بعد مرور سنوات والمشهد السوري دموي خيم بظلال الحرب على مدنها الأمنه ، لتشهد مدنها مواجهات شرسة بين قوات النظام والفصائل مسلحة (شيعية) من جهة ، ومن جهة اخرى فصائل من جميع انحاء العالم ( سنية ) تطالب بحقوق السوريين !
بعدها دمار يحدث ، وموت على رصاص اي طرفين سيقتل الأنسان .
تعدت الأزمة السورية مشروع المشاكل والحقوق المشروعة بين المواطنين والنظام الحاكم فيه بشار الاسد . بعدها تطورت الأحداث بدخول الغرباء وفصائل ( أرهابية ) كجبهة النصرة وداعش والجيش الحر وما قابلها قوات نظامية تدافع عن مواطنيها وأرضها مسنودة بقوات وفصائل معروفة الأنتماء كما ذكرت ( شيعية ) .
هذا الحدث والتطور لم يسمح بتحجيم المعركة ، حتى لا تأخذ منحى حرب يطول وقتها ولا تنتهي .
بالغ الكثير من الكتاب والمحليين بتوقعات سقوط بشار الأسد بأيام عن الثورة ، التي اصبحت فيما بعد مؤامرة كبرى لها علاقة بالمشروع صهيو أمريكي دبر له لقضايا عدة أختص بها الجانب السوري ، أهمها الدفاع عن وحدة الأمة ومصيرها بالقدس الشريف ، كذلك أسناد حزب الله في لبنان.
والجانب الأخر الذي كان غير معلوم للجميع ان الحرب أتخذت طريق أخر غير المعلوم ولم يختصر على أنها فصائل تواجهة النظام ، بل تعدى لبسط النفوذ الدولي ليبقى الصراع مفتوح على مصراعية ، وتكبر الحرب دون تهدئه أو يحدها قانون يمنع فيه أطلاق النار والجنوح للسلم والمصالحة ،
لان الوقت بدأ قصيراً لنهاية الصراع ، و كبر مع تأزم الأوضاع ودخول بعض الدول العظمى على خط المواجهة .
امريكا مثلا استحضرت كافة أمكانياتها لدعم الفصائل المسلحة هناك ، اما روسيا وايران أتخذت موقف الردع والدفاع عن النظام مهما كلف الأمر وان طالت الحرب من امدها ،
كل هذا المجريات والأحداث ، ومنذ أندلاع المعارك التي اختصرت بمناطق وصولا الى سقوط مدن كبرى بيد الارهابيين كما تسميهم الأمم المتحدة 
بعضهم ، والبعض الأخر لدودين تسميهم بالثوار !
بشكل جدي وواضح بعد اتساع رقعة الحرب
والمشروع يبين خبث وتدبر الحلف الصهيو امريكي والبحث عن طريقٍ للخلاص بعد هزيمتهم مرة اخرى في معركة ( الكر والفر )
فما وجدوا غير حدود العراق المفتوحة لنتقل مقاتلي أحد اهم الفصائل التي تقاتل في سوريا وهي ( داعش ) . وجدت طريق لنقل المعركة خصوصا وأن بعض الفصائل العراقية تقاتل هناك 
فالوضع اصبح مربك ومخيب للامريكان اذ ما تم نقل المعركة والاجهاز على محافظات عدة كالموصل والانبار وتكريت .
بهذا المخطط الذي سابق الزمن الموضوع من قبلهم في تدمير سوريا وبعدها دور العراق ثم ايران والخليج العربي .
لكن الصمود العراقي كما الصمود السوري خيب آمال الكثيرين من عولوا على الأرهابيين ومن ساندوهم بالقلم والكامرة والسلاح والعتاد .
خرج العراق منتصرا من هذا المشروع الذي يسعى للنيل من وحدة العراق ،
بتضحيات ابناءه في القوات المسلحة والحشد الشعبي المقدس ، الذي تطوع بفضل الفتوى التاريخية للمرجع الأعلى السيد علي السيستاني .
هكذا تمت الأمور وعاد العراق الى هيبته وغلقت الحدود تماما بعد ان كان المحتل يفسح المجال لكل من هب ودب .
بالعودة على نتائج اليوم للحرب السورية فالموقف نفسة . لا يتعدى كونها حرب وجودية فخسارة النظام تعني خسارة السلم الذي ناله العراق مؤقتا قبل ان تشرع الفصائل لنفسها بوابة للدخول الى العراق من جديد .
والمعطيات على ذلك كثيرة ، لان المشروع الذي خطط له من سنوات لن تسمح امريكا العظمى بأن تتنازل عنه بسهولة وقبل ان يفوت الآوان وينتصر النظام في سورية قد تكون هنالك تدابير في مجلس الأمن لوقف أطلاق النار او أتهام النظام بأتهامات باطلة لا صحة لها كاستخدام الكيمياوي لشرعنة دخولهم على خط المواجهة بشكل علني ورسمي .
ويبقى الصراع وجودي وليس كما متعارف عليه
فضحايا السوريين ومدنهم المهدمة أحدى أهم البنود الموقعة في كتاب ( سايكس بيكو ) .
فالحرب لم تخضع للسلم ما دام القرار لمن لا حق له لا في الارض ولا في الدين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك