المقالات

نحن نقصُّ عليكَ أحسن القصص

1595 2018-09-21

امل الياسري

نشرت مجموعة كنز المعارف الإسلامية بموقعها الإلكتروني، عبارات رائعة جداً وواقعية، يقوم بها الناس في أيامنا هذا، أولها: أنهم لا يستطيعون قراءة 10 آيات من القرآن الكريم، في حين أنهم يستطيعون قراءة أكثر من خمسين محادثة، في اليوم الواحد على مواقع التواصل الإجتماعي، وثانيها أنهم لا يستطيعون شراء الأضحية، بحجة غلاء أسعارها، في حين أنهم يستطيعون، شراء أحدث جهاز جوال (أيفون أوكالكسي) لمواكبة الموضة، ويعتبر مكملاً للشخصية ومكانتها في المجتمع.  ثالثها أنهم لا يستطيع السفر للحج، لأن تكلفة الحج مرتفعة، لكنهم يستطيعون السفر رغبة في تغيير الجو، والهروب من المشاكل، التي يكون معظمها هم أساسها، ومن الناس مَنْ يصلي ويصوم ويزور، وهو قاطع للرحم، وسبّاب، لعّان كأنه يجمع حسناته في كيس مثقوب، وينسى أن شيطانه قرين السوء، مَنْ جعل هذه الأعمال جميلة بنظره، ويلح عليه إلحاحاً ويمد حبائل الغرور والنرجسية في سلوكه، فيشعر أنه يقوم بأعمال عظيمة، وسط مغريات أعظم. مع الباريء عز وجل وفي الطريق له، كل شيء مختلف، فسبحانه وتعالى لا ينظر الى صورنا، ولا لإشكالنا، وألواننا، وملابسنا، وأموالنا، بل ينظر الى قلوبنا، وما فيها من صدق، وإخلاص، وتفكر، فهذه الصور أنقى، وأجمل، وأكثر طهراً من القناطير المقنطرة، والأصوات المزمجرة، والمشاهد العارية، وفوق كل ذلك الإطمنئان والأمن، والرضا مع الله شيء لا يوصف، فمعه يصبح الألم راحة، والضجيج سكوناً، والصبر أجراً، فهل هذه البركات بحاجة الى(قراءة وجوال وسفر)؟! قلوب خالية على عروشها خاوية، وأفعال خائبة، ونصائح صائبة، ولكن لا حياة لمَنْ تنادي، فالمعضلة ليست في وجود الشيطان، بل فيمَنْ سمح لهذه الشياطين بالتمدد، فمجتمعنا اليوم تنتشر فيه آفات المجتمع الجاهلي، ولكن بلباس جديد، ومعظم الوجوه تتسابق نحو الحداثة بلا شعور، فالمشاعر تتجه صوب الحضارة المزيفة والخلاعة، ورايات الفسق والفجور باتت مرافئ للقلوب المغلقة، التي تعتاش على العصيان، وخطايا المغفلين، وآثام المنافقين، فما لكم كيف تحكمون؟ أم على قلوب أقفالها؟ قد يكون الناس بحاجة الى الإختلافات، لمعرفة مايخفيه الآخرون في قلوبهم، وقد تجد مايجعلك تعيش بحالة ذهول، ولكن الحياة يجب أن تستمر، فأما أن تحمل همومك على ظهرك فينكسر، أو تبني برجاً من الأعمال الصالحة، لتعلو فوقه وتنتصر، وحين ينام الناس فهم لا ينامون بعمق، إلا مَنْ كان مرتاح الضمير، عاملاً بقول إمامنا الصادق(عليه السلام):(ثلاث لايزيد الله بهن المرء إلا عزاً، الصفح عمَنْ ظلمه، وإعطاء مَنْ حرمه، والصلة لمن يقطعه). كمية كبيرة من التفاؤل، يراد لها أن تقض مضاجع المثقفين، والمصلحين، والمهتمين لأمر الحاضر، والجيل القادم، فالصعود لمنصة الموت، أكثر تأثيراً من الموت نفسه، على قول أحد الأدباء، فالمجتمع لا يبنى بالتنافر، والتناحر، والتنابز، والتدافع، وهو يمتلك عوامل كثيرة للنجاح والرقي، ولا حاجة للتنظير من خلال ثقب باب صغير أسود، فالطقوس في الغرف المظلمة، مهما تكن قوية، لكنها تحتاج للضياء لنراها، وأقترح الإستمرار بأن نقص عليهم أحسن القصص لعلهم يفقهون. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك