المقالات

الوجه السياسي للعرف العشائري

2433 2018-09-20

سامر الساعدي

العشائر في العراق لها حضارة واصالة وقيم ومبادئ، هذا العالم المليء بالمعاني والإنسانية والطيب والقيم والمجالس ذات الطابع المعرفي المتنوع، وكلامي هذا ليس الى الشيوخ الأصلاء بل الى بعض الشيوخ؛ الذين جعلوا المشيخة مهنة فاسدة كأي سياسي فاعسد، اذا أين الدولة وقوانينها هنا، وما هي فائدة القانون؟ نسال : أهذا عجز من الدولة لحل مشاكل الناس أم هو إستفحال للعشائر أم هو اثبات ذات من البعض من رؤساء الافخاذ والعشيرة؟

لاحظنا في السنوات الأخيرة ان بعض الشيوخ لا توجد لديهم مقومات "كبير العشيرة" او شيخها؛ حيث ان اغلب العشائر انقسمت "ابيوتات" وخلفت هذه الانقسامات رؤساء عشائر ورؤساء افخاذ، بل وحتى في البيت الواحد نرى اكثر من رئيس فخذ ! وكذلك يطلق عليه اسم الشيخ.

نرى ان البعض الشيوخ الجدد، اساءوا في تصرفاتهم الى الشيوخ القدامى؛ (لا حظ ولا بخت )؛ من حيث الاداء المتخاذل مع الخصم، على حساب احد افراد عشيرته المظلوم، وذلك بالاتفاق مع الخصم، على ان يعطيه مبلغ من المال شريطة ان يصمت ! او ان يقنع الشخص من عشيرته بالسكوت، والعوض على الله، ونحن لا نبحث عن مشاكل ومن هذا القبيل، حيث سيضطر الشاب المظلوم ان لا يتكلم الأب، (صار شيخنا شتكول نسوي )، وهنا ذهب الحق و مات الضمير ومات الانسان ومات الاحساس بالآخرين وقضاء حوائجهم.

كذلك نرى ان "الشيخ الأصلي من الشيخ المزور"، ولابد من التفاته ونظره بسيطة على عادات وتقاليد بعض العشائر في المستحدثات الصندوق، الفصل، العطوة، الكوامة، الدكة، والنفي، فهذه الامور جميعها مستحدثة بطرق جديدة وحديثة الصنع وهزيلة الموقف.

هذه الاختلافات، اكثرها بسبب امور صغيرة، ممكن حلها في جلسة صلح، لكن الامور تتعقد بعدم حنكة البعض من الشيوخ الحديثي الولادة! حيث تتطور وتتأزم الامور الى مواجهة مسلحة وبأسلحة خفيفة وثقيلة، وتزهق ارواحاً بريئة، ومن جانب الصندوق المفروض يكون للأمور الإنسانية، منها : الزواج، المريض، العزاء، ومساعدة الفقراء لكن الذي يحصل عكس ذلك؛ ويتم مساعدة القاتل والسارق! حيث يتم دفع فديته، كي لا يتم زجه في السجن، وتطبيق قانون الدولة والدستور الالهي بحقه، وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين والسارق ان تقطع يده.

ان المجتمعات تبنى على اسس، صحيحة وسليمة وراسخة وصحيحة، وملبية لحاجات تلك المجتمعات التي تسيرها القوانين المستمدة من الاديان ومن الاعراف والقوانين المجتمعية، حاكمة لحركة المجتمع، وهي التي تؤسس الدولة القوية في الدول المنبثقة، وفقاً لهذه المعايير، لتكون النتائج وخيمة وكارثية اذا اخفقت سلطة الدولة، واذا اخفقت سلطة الدول؛ تنمو قوى اخرى لتحل محلها غالباً.

في أغلب الاحيان، وخاصة في المجتمعات العربية والعراق، تكون قوة السلطة العشائرية أعلى من سلطة الدولة؛ وسلطة رجال الدين كذلك تكون أكبر من سلطة الدولة؛ وهناك اشخاص في المجتمع يفرضون هيمنتهم على المجتمع، وسلطة العشائر تفرض قوانينها، وهي قوانين غريبة تخالف الاعراف الدينية والمجتمعية والشريعة الإسلامية، مثال ذلك : ان حلول المشاكل العشائرية تجري وفقاً لعرف "الفصل" والفصل عملية احقاق باطل؛ في اغلب الاحيان ضد الحق، ولا ينصف بالفصل المظلوم، ولدينا امثلة شتى بهذا الموضوع.

أغلب الأحيان تتزايد ضغوط شيوخ العشائر في المجالس الفصلية؛ ويتنازل المظلوم عن حقه مرضاة لشيخه ! وذهبت حقوقهم هباءاً منثوراً، او ان العشيرة تأخذ حق المظلوم لها، وتوزعها في ما بينهم، والقليل منه الى صاحب القضية، وتلك العملية فردية مجتمعيه كثيرة، ومثل هذه السلطات في سلطتنا تنمو وتقوى في الدول ذات الطابع والأنظمة الهشة.

كلما كثر الفساد الاداري والمالي وسطوة القوى الاخرى، على حساب سطوة الدول، نرى عملية لتهديم المجتمع، فقوة العشائر تهدم المجتمع وليس هناك رادع لها .

(مثال اخر) : وجود صندوق العشيرة، وهذا الصندوق تجمع اموال من ابناء العشيرة، لكن الغريب، ان هذا الصندوق يدفع للمجرمين والقتلة الذين يرتكبون جرائم؛ ويدفع لهم "ديه" كتعويضات لضحاياهم، ويجب أم يستثنى بالدفع الى الصندوق عوائل شهداء الحشد الشعبي او جرحاهم او المرضى أن هذا الصندوق ليس تكافلياً، أو لإغاثة الملهوف، بل هو صندوق لدعم الخطيئة، مما يشجع الفرد على إرتكاب الذنوب والجرائم؛ ولسان حاله يقول : الصندوق موجود !

لذلك نتمنى إنبثاق لجنة متابعة من العشائر والشيوخ الاصلاء الكرماء، اصحاب الحظ والبخت، وهذه اللجنة لتقييم ومتابعة هؤلاء العابثين بهذه الشعيرة المجتمعية الرائعة، لوقف هكذا تجاوزات، وللحد منها، كذلك إعلاءاً لماضي ومستقبل العشائر العراقية الأصيلة دمتهم شيوخنا الاعزاء
د، دمتهم شيوخنا الاعزاء الأصيلة، عزاءدمتهم شيوخنا العراقية الأصيلة، دمتهم شيوخنا الاعزاء. الاعزاء..

أن هذا الصندوق ليس تكافلياً، أو لإغاثة الملهوف، بل هو صندوق لدعم الخطيئة، مما يشجع الفرد على إرتكاب الذنوب والجرائم؛ ولسان حاله يقول : الصندوق موجود 

لذلك نتمنى إنبثاق لجنة متابعة من العشائر والشيوخ الاصلاء الكرماء، اصحاب الحظ والبخت، وهذه اللجنة لتقييم ومتابعة هؤلاء العابثين بهذه الشعيرة المجتمعية الرائعة، لوقف هكذا تجاوزات، وللحد منها، كذلك إعلاءاً لماضي ومستقبل العشائر العراقية الأصيلة، دمتهم شيوخنا الاعزاء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك