المقالات

أما من ناصرٍ ينصرنا ؟

2042 2018-09-19

حميد الموسوي
من جديد تطل عاشوراء الحسين لتوقظ حزنا سرمديا لازم العراقيين، ذاب بهم وذابو به حتى غدا طابعا مهرت سحنتهم به ...عشش في عيونهم،تغلغل في اعماقهم ؛تجذر في عروقهم ، وتسرب الى ادبياتهم حتى انهم -ولفرط معاناتهم وحرمانهم وأساهم الازلي الذي يتوارثونه جيلا عن جيل- صاروا يترقبون شهر محرم بشغف ليطفئوا حسراتهم؛وينفسوا لوعتهم ، ويشفوا غليل قهرهم بدموع يذرفونها بغزارة وهم يستذكرون فاجعة كربلاء ، وواقع الحال انهم يبكون مصائبهم وفجائعهم.
ترى هل كتب على هذه الارض ان تكون مسرحا لمصائب وفجائع ومذابح لا تنتهي؟!
وهل كتب على دماء العراقيين ضريبة ارواء ذراتها؟!
ألكرامة هذه الارض ام لزكاة دماء ابنائها ام لكليهما؟!
قال اجدادنا وهم يمجدون انتصار حزنهم على انانية الفرح - مفلسفين الحزن على انه الاصل والفرح هو الطاريء- : ان الخير عراقي المنبع ..سومري النزعة .. بابلي الارادة... آشوري الموقف.. حسيني التواصل . وعجبنا لهذا الترابط، حتى رأينا الحسين الحجازي يختار كربلاء الاشورية الجذور بركانا لثورته الاسطورية وفوق ثراها يهدر صوته الرسالي: اما من ناصر ينصرنا؟!. فيتناخى عدة فرسان من احفاد حواريي عيسى بن مريم امتدادات العروق الاشورية السريانية الكلدانية الاصيلة هاتفين : لبيك ايها الثائر العظيم... لبيك ياسلالة النبيين. ليضمهم ضريحه الخالد شهداء خالدين على مر العصور والازمان. عشرة من بين ثلاثة وسبعين باسلا ! بحسابات النسبة يمثلون سُبْعَ الثلة المباركة، وبحسابات الريادة يمثلون الطليعة، وبحسابات التحدي كانوا الرعب الذي زلزل الفيالق. اما بحسابات الايمان فهيهات ان يبلغ ايمانهم احد!. من مثلهم وقد
لبسوا القلوب على الدروع واقبلوا
يتهافتون على ذهاب الأنفسِ
وتأكدنا من هذا الترابط حين رأينا عراق الخير يصارع هجمة الشر العصرية بارهابها المعلن المفضوح والمتخفي تحت اغطية شتى، وكيف طالت مخالبه الكنائس والاديرة قبل ان تطال الجوامع والمساجد والحسينيات ، وكيف اوغلت شراذمه في هذا المكون الاصيل -بأطيافه المتنوعة التي انتهجت نهج روح الله عيسى بن مريم- فتكا وترويعا وتهجيرا قبل ان تخوض في دماء مكونات العراق وطوائفه. وتدمر ثرواته وعمرانه. واذا كان عاشوراء قد اكد انتصار الدم على السيف فانه اكد انتصار القيام على الصلب..
وامتدادا لهما سيؤكد الخير العراقي انتصاره على الشر الطارىء الوافد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك