سجاد العسكري
لقد كانت البصرة قديما تتميز بموقعها ودورها المهم , وتعتبر من المدن العراقية المهمة , والمعبر المائي الاول , والعاصمة الاقتصادية , وهي ذات موارد متنوعة وفي مقدمتها النفط , وهي من المدن النفطية المهمة في العالم , لذا من الطبيعي كانت محط انظار اطماع ذوي النفوذ التوسعية , وخصوصا بريطانية وامريكا, فمنذ 2003م وجراء السياسة السابقة عانت الحروب والعقوبات الاقتصادية والاهمال , ثم توالت الاحداث وكانت الحصة الاكبر منها البصرة , فكانت بوابة لتوغل التحالف الدولي بقيادة امريكا , وقد شارك مع القوات الامريكية الانكليزفقط؟! وكان الهجوم مشتركا وبرمائيا, وهذا الدخول له مدلول في قانون القوات المحتلة!! ولكننا سوف نقف ونقتصر على ثلاثة محطات مرت بالبصرة منذ سقوط البعث ونظامه في 2003,وهي ذات اهمية بالاضافة انها تحمل رسائل؟! لم تعجب الكثيرين من الخارج او الداخل. فالمحطة الاولى كانت مع دخول الامريكان والانكليز , وكان تصورهما بان البصريين سوف تستقبل هذه القوات بالورود ! لكن المفاجئة مقاومة عنيفة في اول محطة يضع اقدامه فيها, وهنا بداءت اعادة الحسابات ؛ لتتعرض منشآت النفط لعمليات منظمة للسلب والنهب والحرق , بالاضافة الى التعاقد مع شركات امريكية لتاهيل المنشأت النفطية؟!! لكن تقارير صحفية أمريكية اشارت إلى أن الحكومة الأمريكية تعاقدت مع شركات أمريكية دون اعتماد أسلوب المناقصات مما يعني انتفاء المعايير والشروط الفنية اللازمة لتنفيذ مثل هذه المشاريع؟!. المحطة الثانية: هو دخول سماحة السيد محمد باقر الحكيم"قدس" للعراق، وانطلاقته من البصرة، التي إندلعت منها الشرارة الأولى أيام الإنتفاضة الشعبانية عام 1991 ليمر عبر المحافظات الجنوبية ليستقر عند مدينة المرجعية النجف الاشرف!! وقد رفع من البصرة عدة شعارات هي:
• وحدة الصفوف والكلمة .
• استقلالية لا حكومة مفروضة تمثل جميع ابناء الشعب تنعم بالحرية والاستقلال والعدالة.
• ثم شكر المرجعية ؟!
فتعالت اصوات البصريين بالترحيب والولاء للاسلام و للمرجعية ؟! وكانت كلمته مدوية افزعت وارعبت اصحاب (استقبال بالورود) , والتي منها انطلقت خططهم الخبيثة لصنع الارهاب, ولتقضي على حامل المشروع ؟! وتفتح على العراق صفحة سوداء تبداء بالطائفية , والتفجير, والتهجير , والارهاب والنهاية مجهولة.
المحطة الثالثة : دخول المرجع الاعلى سماحة السيد السيستاني "دام ظله" من البصرة!! وهو قادم من رحلته العلاجية , والتي تزامنت مع ما عرف ازمة النجف عام 2004م , ليقود مسيرة جماهيرية لأنقاذ النجف , اخطر مرحلة كانت تمر بها من انهيار امني كبير ونشبت على اثره معارك عنيفة مع القوات الامريكية , وصلت ذروتها لتصل الى الحرم العلوي المقدس , بعد ان عجز الجميع عن تقديم الحلول المناسبة , فقدم السيد العظيم "خربشات" تتضمن خمسة بنود تمثل مخرجا مقبولا لكل الاطراف , فاعلن ان اليوم المرتقب لوصول المرجع الاعلى الى ارض الوطن , وتم دعوة ابناء المرجعية البررة للاستعداد والانطلاق الى النجف بقيادة مرجعهم ؛ لتزحف جنود المرجعية المجهولين المؤمنين من ديالى والموصل وكركوك , وبغداد , وثم ديوانية والعمارة والكوت..! لكن الانطلاقة من البصرة ؟! بعد ان توافد جماهير المرجعية تحت لهيب الشمس المحرقة, وتعلوا اصواتهم باستقبال قائدهم الحقيقي !!اي ولاء للمرجعية ياهل البصرة الفيحاء؟ احتفظوا بهذا الولاء فهو منجيكم...؛فنطلق القائد والمرجع من البصرة الى النجف الاشرف , لنستذكر انطلاقة شهيد المحراب وبنفس المسار والتي كانت تحفها الجماهير بالاهازيج والرايات الحسينية , فالجماهير تبكي والمرجع يبكي , رغم تعرض للمخاطر واطلاقات نارية على الجماهير الموالية ؛ولكن ابت الى ان تنصر وتقف مع مرجعها ؛ليقول كلمته الفصل وتحل ازمة النجف ...
فهذه من اهم مراحل تاريخ العراق عموما والبصرة خصوصا بعد 2003م باعتقادي التي لم تعجب وتروق للكثيرين , نعم فهي لم تعجب القوات المحتلة التي تزعم تحرير العراق , وتهيء حكومة على مزاجها ووفق رغباتها بما يخدم مصالحها , وعلى الشعب ان يرضى بها ؛ولكن الواقع كان خلاف ارادتهم , بالتفاف الجماهير حول المرجعية العليا , هذا من جانب ومن جانب اخر لم يعجب بعض الاحزاب والقوى السياسية , والتي لا ترغب بتدخل المرجعية في الشأن السياسي؛ ليحلوا لهم مايشتهون ؟! وما يحصل للبصرة اليوم من اهمال وتعمد سوء الخدمات ولمدة 15 سنة , هدفه قطع هذا الرابط والولاء للمرجعية , عبر اساليب حرمان اهل البصرة من ابسط مستلزمات المعيشة ..., لتنتقل خسة هذه الاساليب اليزيدية عبر قطع ماء الشرب او الكهرباء ... فما اخس اساليبكم , فالجانبان هدفهم واحد هو تسقيط المرجعية في اعين محبيها وجنودها عبر اساليبكم الرخيصة , وسينقلب السحر على الساحر ؟! وستبقى المرجعية في قلوب البصرة واهلها.
https://telegram.me/buratha