المقالات

حكومة العراك ..النسخة الرابعة

1737 2018-09-04

عبدالامير الربيعي
منذ بدأ التغيير بعد عام 2003، وبدأ المخاض السياسي الجديد، والنزاعات الداخلية المنعكسة، عن الصراعات الخارجية المستمرة، وفي كل مرة يتعقد المشهد بصورة اكبر، وهذا الصراع هو امتداد لما شرعه السابقون بعد رحيل الرسول(ص)، حيث تركوا الأمة خلفهم، وانشغلوا بإشباع ملذاتهم وغرائزهم الدنيوية.
الانتخابات العراقية والتحالفات السياسية، السابقة ليوم الاقتراع وما بعد يوم الاقتراع وإعلان النتائج، والمخاض الناتج عن تلك العملية القيصرية المعقدة، دوما ما تكون تحت أنظار الساحة الداخلية والإقليمية والدولية، وعندما أقول أنها تقع تحت أنظار المجتمع الإقليمي والدولي، فالمعنى يكمن في قلب الكاتب، ان التدخلات تتسارع من المحيط الإقليمي والدولي، ومن سمح لهؤلاء بالتدخل، هو المأزق الذي كان الغاية منه، ضمان مصالح وحقوق الجميع، سواء كانوا في الداخل أو الخارج أو في الفدراليات والأقاليم،إن هذا المأزق هو هيكلية الرئاسات الثلاث،وتشكيل الحكومة على أساس المحاصصة، هذا النظام الذي مررته أمريكا من تحت أقدام الساسة، في ظروف وأيام كان العراق لا يحسد عليها، كما مرر هذا النظام في لبنان.
وبعد كل ما اشرنا إليه، أجريت الانتخابات في 12 من شهر أيار/ مايو الماضي بنسختها الرابعة، ومع كل نتج عنها وما شاهدنا ، من اتهامات بالتزوير و التلاعب بأصوات الناخبين، وبعد أكثر من ثلاثة أشهر على الانتهاء من إجراء الانتخابات، لا يزال الوضع السياسية في العراق مربك ويدور حول نفسه، رغم ان جميع الكتل التي حصدت مقاعد نيابية دخلت في مشاورات وجلسة على طاولات مستطيلة ومستديرة، لتشكيل الحكومة المقبلة ، وما يتخللها من خلافات داخل الكتل نفسها وبين بعضها ومع محيطها، متصارعين على المكاسب، متناسين جراحات الأمة، وصراخ عوائل الشهداء، الشهداء الذين ضحوا من اجل الحفاظ على وحدة العراق أرضا وشعباً، الذين ضحوا من اجل كرامة الأمة، وهنا لابد ان نستذكر، موقف اية السيد عبد العزيز الحكيم رحمه الله، عندما قدم مصلحة الأمة على المصالح الحزبية والفئوية الضيقة، وكان ذلك لحفظ وحدة الكلمة بين المؤمنين، ولم شمل الأمة، بعيداً عن عرقها وعقيدتها وقوميتها.
وبالتالي إن مشهد تشكيل الحكومة المرتقبة في عامنا هذا، سيشهد مخاضاً عسيرا يفوق الحكومات السابقة منذ عام 2003، نتيجة التشضي الأيديولوجي الحاصل في الرؤية للأحزاب، التي كانت تحت خيمة الإتلاف الوطني، حيث توجه البعض منها للانفتاح على الخط العلماني والليبرالي والتي تمتد من خلاله إلى الخليج و الغرب وأمريكا،بعد الوعود المقدمة من العم سام، والمغريات المقدمة من طويل العمر، بينما النصف الأخر من الأحزاب بقى على ثوابته ومتبنياته وعلى النهج الذي انتهج منذ سنوات، وهو نهج المقاومة، وهذا ما لا تريده أمريكا وحلفاؤها المحليين، بل يردون القضاء على الروح الثورية وإنهاء خط المقاوم في العراق.
ويجب تذكر، اشتراطات المرجعية الرشيدة، فعلى الجميع بذل المزيد من الجهد حتى يجدون، من ينطبق عليه الشروط والشرائط، مع المواصفات والمحددات التي وضعتها المرجعية في بيانها الأخير بتاريخ ٢٧/٧/٢٠١٨ لأنها اشترطت حكومة لها مواصفات بمقاسات خاصة لأتناسب البعض من المتعاركين للوصول إلى السلطة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك