المقالات

مفاهيم تائهة


الحب كلمة تحيطها الاشواك في عرفنا  , فما زال الابناء يخجلون من اظهار الحب لابائهم ومازال الاباء يعتبرون اظهار الحب كسرا للهيبة ومازالت الزوجة تواجه بالسخرية اذا ما عبرت عن حبها لزوجها !  وهو يعتبر اظهار حبه لزوجته ضعفا  منه  ويفخرون في المدارس كيف انهم يكتمون الحب في قلوب المراهقين للحفاظ عليهم !!!! . وعند النقطة الاخيرة اقف توافقا مع اغلب الاقلام التي انبرت في الفترة الاخيرة للكلام عن الشباب .

انا اشهد في كل يوم مذبحة فأنا معلمة !! مايجري في مدارسنا لايعطي الامل مطلقاً بغد مشرق فكل ما هنالك انها مؤسسات قمعية تقدم اليات كبت بامتياز وبالكاد ينجح عدد بسيط منها في تقديم متعلم للمجتمع اما نواة مثقف معتد بنفسه ووطنه ودينه فلا اظن , وكي لا يبحر قلمي في اهااااااات المدارس وما يحصل فيها ارجع  الى شاطىء الحب الذي اجلس قباله  متأملة ناقلة بعض الصور علها تدخل قلبا ً فيفعلها في بيت او مدرسة في شارع ام مع جار .

ان ازمتنا في الوطن انما هي ازمة مفاهيم فجيلنا جيل مطيع اخذ من ابائه تطبيق ومارسه وعاش في ادب يفتقر له الجيل الجديد والذي اقف منه على حياد  الجيل الجديد غير مستعد لتقبل الامور كما هي ويسأل ؟ واجد في هذه النقطة ايجابية  ولكنه مع بالغ الاسف لاينتظر جواباً فما ان يتلكأ المقابل في الجواب حتى يبحر الشاب بعيداً ولكن ابحاره هذا ابحار باحث عن متكأ يستند عليه ومفاهيم واضحة يركن اليها سواء كانت دينية ام علمانية ام انحرافية ... اذا لايمكن ان يعيش فرد بلا عنوان !.

من المفاهيم التي غيبت عن حياتنا مفهوم الحب او ربما قدم بعناوين شيطانية جعلت منه غريبا وهو البذرة الصالحة لكل خير. فالحب انما هو الطاقة الملهمة للبشر التي تعطيه معنى الانسانية والحب هو الفطرة التي فطرنا الله علينا والتي توافق دورنا في الحياة من عمران وعبادة  ومع انها فطرة ومع ان مفهوم الحب هو بذرة لمفاهيم اكثر تعقيدا كالطاعة والولاية غير اننا نقف عنها محتاطين عن جهل واضح لذلك المفهوم .

 يعرف الفلاسفة الحب على انه علقة وجودية بين مستكمل ومكمل  فنحب المال لان المال مكمل لنقص فينا ونحب الزوجة والاولاد والطعام لذات السبب  والغاية واحدة  وهو بلوغ الكمال  ولما كان الله عز وجل هو الكمال المحض فلابد ان يكون هو عنوان الحب الاكبر في حياتنا  وقد ربط الله عز وجل حبه بحب رسوله في متلازمة واضحة في كتاب الله وفي مفاهيم اخرى ايضا . قال تعالى ( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحبببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ان الله غفور رحيم )  فالعلاقة بين البشر والله عز وجل انما هي علاقة حب تنبثق منها الطاعة وكل ما يرتجى من العبد , ان الله عز وجل شمل كل البشر بحب عام شمل البر والفاجر واغدق على الجميع بالنعمة والحب والطف ومن ثم خص من يتبع الرسول الاكرم وخط الرسالة على مدى التاريخ بحب خاص  وحب الله لهم انما هو ثناء اذ لاميل نفسي لله عز وجل فهو فاعل لا منفعل واصحاب الحب الخاص هم القدوة والاسوة في المجتمعات  وهم من طلب الرسول منا وعن امر الهي ان  نودهم  ( لا اسألكم عليه اجرا الا المودة  في القربى ) عليه ان مودة اهل البيت انما هي واجب وليس تفضل وان لفظة مودة فيها تخصيص عن المحبة فالمحبة صفة نفسية اما الود فهو الاثر السلوكي والعملي وهو المرتجى من الاتباع .

 ان وضوح المفهوم مفتاح  حل لعشرات الاسئلة التي يحاصرنا بها الشباب  والمراهقين  ومنها لماذا يحب الله الكفار؟ ولماذا يجب ان نحب اهل البيت ولا نكتفي بحب الله؟ ولماذا لانكون عقلائيين ونلغي المشاعر؟ ولماذا ولماذا ..... 

 عندما سال الرسول عن اوثق عرى الاسلام  ؟ اعطى الجالسون اجابات متفرقة فهذا يقول الصلاة وذاك يقول الزكاة ولكن جاءت الاجابة انها الحب في الله والبغض في الله .

هل هذا المفهوم واضح عند الشباب المسلم ؟ 

ومتى هو وقت زرع المفاهيم ؟

سأجيب عن السؤال الثاني دون الاول فزرع المفاهيم لابد ان يكون عند الطفولة واه من مفاهيم  الكتب المنهجية التي يدرسها ابنائنا ودرسناها قبلهم  انها تقطر اخطاء وتقاطع مع الفطرة السليمة وقليل هي المدارس التي دعمت الاطفال بدرس فقه او بدرس اخلاق وياليتنا كالشعب الياباني ندرس الاخلاق حتى في الجامعة وعليه فليس سهلا ان نؤسس لجيل واعي بهذه الاساسات المهترئة تجهل حتى معنى المفهوم .

الحب هو الوعي هو ان نعيش نتنفس وجود الله وقربه ونعكس هذا في كل فعل  وها هي ايام الحزن تقترب فهل سيعمد معتلو المنابر على بيان القيم الجمالية لمعركة الطف كالحب والعطاء والبذل والطاعة ووووو وعلى بيان المفاهيم والسعي لان تكون وطنا  للشباب  وهل سيدرك الشاب بعد بيان المفهوم ان اقامة المجالس ولبس السواد واللطم انما هي اثر سلوكي يدخل في دائرة الود وان الود هو الاجر الذي طالب به الرسول  ص وان المرجو ان تتطور الاثار السلوكية في الاقتداء حتى ندخل في دائرة (يحببكم الله )  وان مفهوم الحب هو المفهوم الذي جعله الله بيننا وبينه فكيف نخجل بان يكون هو المفهوم الذي يسود علاقتنا ببعضنا فنحب في الله ونبغض في الله وهل سيدرك المعلمون ان المراهق هو ذروة طاقة لابد ان تفرغ ولابد ان نظهر له الحب ونسمح له بترجمة الحب وممارسته في مجالات مقبولة دينيا كي يكون فعل بديهي على مر حياته ولا يألف كبت مفهوم اتخذه الله سبيلا الى عباده . 

ملاحظة 

ان كانت النية احتضان الشباب فلابد من عقد النية على انشاء مدارس وعي ومفاهيم مدارس حب وعطاء مدارس حسينية بالعمق واما من عبر هذه المرحلة فلا بد من  الاستعانة  بشخصيات جامعية واعية تتبنى شريحة  الشباب تلك وتستنقذها بعون الله من بحر المفاهيم الخاطئة التي جرفتها بعيدا .

اللهم عجل لوليك الفرج 

المحبة لكم في الله 

بغداد 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك