المقالات

رؤيتنا لتشكيل الحكومة ، بخلاف التوقعات

2328 2018-08-19

حيدر السراي
اكثر ما يضحكني ان ارى بعض اشباه القادة واشباه الساسة وهم يطرحون نظرياتهم ورؤاهم للحكومة المقبلة ، معيدين تكرار نفس المبادئ التي بتنا نسمعها مع كل حراك لتشكيل الحكومات ما بعد الانتخابات ، مصطلحات مثل البرنامج الموحد ، معايير الكفائة والنزاهة ، تجاوز المحاصصة الطائفية ، محاربة الفساد ، توفير الخدمات .
المشكلة اعقد مما تتصورون ايها السادة ، اتهموني بالطائفية ، لا مانع لدي لكن اخبروني من هو الشيعي الذي انتخب سنيا ومن هو السني الذي انتخب شيعيا ومن هو الكردي الذي انتخب عربيا منذ عام 2003 ولغاية الان ؟؟
الطائفية التي يكذب اشباه الساسة عندما يوهمون الناس بانهم تجاوزوها مشكلة اجتماعية لها جذور تمتد الى مئات السنين وليست وليدة عام 2003 ، هي ليست مشكلة نظام انتخابي فالدستور ليس هو من يلزم الشيعي بأن ينتخب شيعيا ، وليس هو من يلزم السني بأن ينتخب سنيا ، في الحقيقة ان المحاصصة الطائفية هي موقف شعبي نابع من تمزق الامة وعدم ثقة مكون بمكون اخر ، ولا ذنب للشيعة في ذلك فهم اخر من حكم العراق بعد مئات السنين من حكم مخالفيهم .
طبعا انا لا اقول بأن الطائفية امر صحي لكن المشاكل لا تحل بالعواطف والشعارات الكاذبة وعلينا ان نعرف المشكلة لنتمكن من حلها ، ومن هذا المنطلق فانني اعتقد بأنه لا مناص من خوض حوارات بنائة مع خيارات السنة والكرد الذين اختارتهم محافظاتهم كممثلين عنهم ، فضلا عن الحوارات داخل المكون الواحد.
هنالك ثلاثة جهات معنية بتشكيل هذه الحكومة ، ولكل من هذه الجهات اهدافها واذرعها ووسائل ضغطها

المرجعية الدينية في النجف الاشرف وهي تهدف الى الحفاظ على النظام الدستوري ومكاسب الامة ما بعد 2003 واذرعها ووسائل ضغطها هي الجماهير والقواعد الشعبية المؤمنة بها.

الجمهورية الاسلامية الايرانية : وهي تهدف الى توازن قوى يحفظ الوجود الشيعي في الشرق الاوسط من مؤامرات الغرب واسرائيل واعوانهما واسقاط مشروع التقسيم واستعمار الشعوب والسيطرة على مقدرات الامة الاسلامية بمختلف مذاهبها من قبل الغرب واعوانه ، واذرعها هي القنوات السياسية التي تؤمن بالقيادة الشرعية للفقيه ولا تؤمن بالحدود المصطنعة ، فضلا عن الجماهير المسلحة التي انتظمت في صورة جيوش عقائدية كحزب الله والحشد المقدس وغيرهم.

الولايات المتحدة الامريكية : وهي التي تقود رأس الحربة في تحالف مشؤوم يجمع اسرائيل وتحالف الاعراب و تهدف الى وقف المد الشيعي الصاعد الذي وصل الى حدود اسرائيل ، والحفاظ على مصالحها الاقتصادية وتوفير الامن لدويلة الصهاينة ، اما اذرعها فهي للاسف تشمل بعضا من اخوة الوطن من السنة والكورد ، وبعض مرتزقة الاحزاب الشيعية المنحرفة التي باعت نفسها مقابل ضمان حصة في الحكومة القادمة.

دعني اؤكد ان الرهان على التحالف الاعرابي سيفشل بلا شك لان تجاوز مرجعية النجف الاشرف ليس متيسرا لهؤلاء ، كما ان السياسة الابوية العميقة والنفس الطويل الذي تمتاز به مرجعية الولي الفقيه ، سيرجحان بلا شك كفة المشروع المقاوم للهيمنة الغربية والاعرابية 
وثمة امر اخر : برغم انخراط بعض الاحزاب الشيعية في المشروع الامريكي الا انها في الواقع لا تستطيع الا ان تلتزم امام جمهورها بما تطلبه القيادة العامة للشيعة في الشرق الاوسط واقصد هنا مرجعيتي ايران والنجف الاشرف والا خسرت كل الدعم الذي تتلقاه من جماهيرها ولذلك لا شك عندي ان هذه الاحزاب ستكون مضطرة الى الاذعان عندما سينطلق صوت القيادة النائبة عن المعصومين وهذه هي اقوى نقاط القوة التي تميز الشيعة عن غيرهم من المذاهب والملل وهذا هو سرصعودهم الدائم خلال الخمسين سنة الاخيرة.

النتيجة لكل ذلك انني اتوقع وخلافا لكل التوقعات الاخرى ان نصل الى تفاهم مشترك بين الفتح وسائرون سيشكل صدمة لاصحاب المشروع الغربي السعودي وسيشكل هؤلاء الكتلة الاكبر وستضطر باقي الكتل الشيعية الى الانخراط في هذه الكتلة ، اما عن التهديدات باللجوء الى معارضة برلمانية فلا اراها اكثر من مزايدات اعلامية ، لترضية الجمهور فقط.
هي ليست امنية بقدرما هي قرائة لطبيعة الوضع في الشرق الاوسط وقدرة القيادة الشيعية على تجاوز التحديات التي يضعها العدو ولله امر هو بالغه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك