ان النزعات التي يمر بها الانسان بصورة عامة والشباب خاصة , تتنوع فمنها مايكون فردي او جماعي , وتختلف هذه النزعات باختلاف الظروف, والمحيط الذي ينشأ فيه الفرد , وقد ورد في معاجم اللغة العربية هذه المفردة فتنوعت بارتباطها بشيء ما, وقد وردت في معجم المعاني الجامع فمنها على السبيل المثال : النزعة التوحيديّة ,نزعة تتعلّق بالإيمان بالله الواحد الأحد وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشرِّه..., والنَزْعة الإقليميّة :هي ضيق الأفق الذِّهنيّ الناشئ عن حياة محدودة النِّطاق ذات أسوار لا تتعرَّض للفاعليّة الثقافيّة والعقليّة الإنسانيّة ..., والنَزْعة الإنسانيّة : ميل إلى معاملة الناس معاملة إنسانيّة ، محبّة الخير العامّ... ؛ والنَزْعة غريزيّة : رغبة تدفع المرء إلى ما يمكن أن يقضي حاجاته ويُرضي غرائزه وميوله الطبيعيّة ؛ والنزعة التوسعيّة للدول الكبرى ؛والنزعة تفتيتيّة(سياسة تفتيتيّة) ...وغيرها من النزعات التي تداولتها المعاجم , وكذلك تداولتها الدول في واقعها العملي من اجل مصالحها الحيوية , عموما فالنزعة هو ميل واتجاه فطري او نفسي الى شيء, ومنها النزعة الثورية والتي تعني الميل الى التغير , الاصلاح , الدفاع , والمقاومة ؛ فطبقة الشباب تميل الى النزعة الثورية ؛ ولكن بحاجة الى التوجيه , والوعي حتى لا تكون عبثية ؛ وفكرة تنمية هذه الروح المتقدة في نفوس الشباب تحتاج الى الارتباط بمن يعرفنا امكانيات انفسنا , واخراج طاقاتنا الكامنة , وخير من نرتبط بهم , وناخذ بتوجيهاتهم هم محمد وال محمد , هو الارتباط الروحي المعنوي الاول لتأسيس اساس عقائدي قوي ؛لنتحكم بروحنا الثورية بتعقل وحكمة , فالشباب أسرع إلى الخير , فقد كان أبو جعفر الأحول من تلامذة الإمام الصادق عليه السلام، وكان يعمل على نشر مبادئ الإسلام , وتعاليم أهل البيت عليهم السلام، سأله الإمام الصادق عليه السلام ذات يوم: (كيف رأيت مسارعة الناس إلى هذا الأمر ودخولهم فيه؟) قال أبو جعفر: والله انهم لقليل.فقال الإمام الصادق عليه السلام: "عليك بالأحداث فإنهم أسرع إلى كل خير".؟!! فالاحداث هم الشباب , وهم كالارض المهيئة للزراعة ؛فاليعرف الشاب مايزرع , ومن اين يحصل على البذور التي تثمر؛ وخير من يزرع في نفوس الشباب الطموح والعلم والمستقبل , ومن يمثل الخط الاصيل هم علمائنا المجتهدين في زمن غيبة امامنا , وخصوصا لما تتعرض له الامة من احداث , ونزعة سياسية توسعية من دول الاستكبار, ترمي الى احداث شروخ وانقسامات بين الاطراف المتماسكة ؛ لتسبب ضعفها وتفتيتها والسيطرة عليها , وطالما اكد علمائنا هذه الحقيقية عبر توجيهاتهم لشباب الامة في كلماتهم , بان الامة تعقد الامل عليكم ليوم تنعم بلادكم بالحرية والاستقلال من التبعية , واتخاذ موقف حازم ممن يرمي لتمزيق الامة , ورفض موقف العداء بين الاخوة , لأجل التزلف للاعداء,وجعل الحكومات عدوة لشعوبها , والحذر من الفكر التكفيري الذي يستهدف الشباب ؛ كلها كلمات علمائنا وجهت لشباب الامة ؛ لذا تقع افشال هذه المعادلة الباطلة على عاتق الجيل الشبابي الواعي ؛لأنهم ركيزة الإصلاح وقادة المستقبل . والملاحظ ان منطلق الثورات تنفجر من الشباب , وخصوصا طلاب الجامعات التي تعتبر الطبقة الواعية , والتي تحمل تصور ثقافي, ونظرة للاوضاع بشكل جديد , ومختلف مبنية على اسس علمية ؛ وكذلك الشباب المؤمن الذي يسير على بينة من امره , فهذه الطبقتان هي المستهدفة , والتي منها يمكن الانطلاق الى عموم الشباب لتثقيفهم وتوعيتهم , فـ(المعرفة +العلم +الوعي ) هي اسس الروح الثورية المستنيرة؛ ولكن يبقى المنبع والمصدرالصافي الذي نستقي منه هذه الاسس , والحذر كل الحذر من مصادر ترفع شعارات مزيفة ؛ لتوهم الشباب بانها هي الملهمة عبر دغدغة مشاعر وميول واهواء الشباب , وتوهمهم بالقرب وفي الحقيقة هي تبعدهم عن جادة الطريق السوي. فمابين المصدرين فجوة كبيرة , تؤسس لخلاف جوهري معقد وطريقين (الخلاص وكسر القيود ) او (الهروب والخذلان), فالامة حاليا تعيش الخذلان والهروب من الواقع المزري المزيف الذي صنعه حكام شعوب نائمة فاتخذو من الهروب طريقهم , ليكونوا اعداء ما جهلوا؛ واما خط الخلاص فكل ما اراد الاستكبار وحلفائه تطويقه بالقيود , يحطم القيود ؛ ليصنع من حطام القيود جسرا لعبور مرحلة جديدة , ويترك تاريخ يتغنى به الاجيال , ونورا على خطى ثوارنا وشهدائنا وعلمائنا ؛ ليصنع لنا الروح الثورية ضد الظلم, كما خط لنا سيد الشهداء واكده العلماء
https://telegram.me/buratha