المقالات

الشباب وثقافة السلام والسلاح؟

2234 2018-08-15

سجاد العسكري
لقد اقترن اسم الشباب بالحداثة والتجديد , والحداثة هي ايجاد انماط تفكير ابداعية متجددة كالشباب , تشمل دائرة التعامل التي توثر بالانسان , فتنمية الشباب وتمكينهم هي التي تنشاء عندهم التفكير البناء والنظرة المستقبلية للشباب , فعن الإمام علي عليه السلام :"وإنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شيء قبلته" , وفي اغلب الاحيان يتاثر الشباب بالافكار الجديدة المطروحة, بغض النظر عن كونها متطرفة او معتدلة من جهة , ومن جهة اخرى البيئة , والمحيط التي نشاء فيه قد ينمي هذه الافكار او يرفضها , فللشباب الدور الكبير مختلف المجالات , ومنها صنع السلام العالمي واستقرار الشعوب ؛ ذلك لطبيعة الشاب المرنة والروحية المتفائلة ؛ لكن هنالك صراع اخر يظهر على الساحة الشبابية ويصطدم بها , هي طبقة الشيوخ المسيطرة على المشهد السياسي عالميا , ويصل هذا الصراع الى حد لا يقبل كلا بالاخر, فالشيوخ ومن خلال تجاربهم والخبرة المتراكمة , والتي يشوبها الحذر والخوف , لا يرغبون بتكرار اخطاء الماضي - كما يظنون- في افكار الشباب الجديدة , اما الشباب تمتاز افكارهم بالتجديد , ومع توفر مقومات وظروف ما, يكتب لها النجاح, فتكون نقلة مهمة ؛وحتى على مستوى العلاقات هنالك اختلاف بين نظرة الشيوخ والشباب, وتتسم علاقة الشيوخ قد توصف بالحكمة ؛ وانا اقول ليس في كل الاوقات , بل تتصف بالمصحلة او لا تخلوا منها, اما علاقات الشاب فتتسم بالشفافية والمرونة والوفاء والصداقة .., ولتقليل هذا الصراع فنحن بحاجة الى دمج مابين المسارين قاعدة من الخبرة والتجارب + اندفاع وابداع الشباب ؛ ليكون السير وفق المسار صحيح . فنحن بحاجة الى الحوار بدل الجدال, والى السلام بدل السلاح؟!! والشباب هم اكثر من يستطيع صنع الحوار والسلام العالمي , وكيف لا ؟ وهم يمثلون اكثر من نصف سكان العالم !! فرغم التقدم والتطور العلمي والتقني ؛ لكن مازلنا نسمع الدول التي تدعوا الى الحرية , وهي تتكلم بطائفية او عنصرية اللون القومية .. , فمن اين ياتي السلام ؟!! وهي تنمي هذا الخطاب , او تصدر احكام , او عقوبات , حصار.. على شعوب رفضت قرار ما , او رغبتها في امتلاك تقنية علمية ,او مشاريع تنموية اقتصادية , لتجابه بمواجهة عنيفة , واتهامات تصب في سلبها حقها في تطوير , واستثمار طاقتها وفق القانون دولي ؛ ولعلها من اهم مايكرس سياسة الحرب , والسلاح والكراهية بين الحكومات او الشعوب , والتاثير على الراي العام , وبالتالي على الشباب , وايهام الشباب والناس بخلق عدو وهمي يحاول الوصول لهم وقتل مستقبلهم , كما تفعل الدول الكبرى اليوم من تصريحات , وتقوم باعمال تزيد التشنجات, والكراهية لمقاصدهم , ومصالحهم السياسية الضيقة !! فالطبقة الشبابية قادرة على اذابة هذه المخلفات التي يروج لها الاعلام العالمي المزيف؛ ليخدع الشعوب البعيدة عن الاحداث , ويكتفي بما ينقل من فضائيات مدفوعة الثمن . فاول الخطوات لأخذ الشباب دورهم في السلام العالمي واذابة مخلفات السياسة العوراء هي:
• انشاء امم متحدة للشباب ممثلة لجميع دول العالم , وبشكل متكافاء وسعي لاعمام السلام بين الدول والشعوب , والاخذ بقرارته .
• عقد المؤتمرات للشباب من مختلف الدول لتقريب وجهات النظر, وسد الفجوة الوهمية للسياسين .
• التركيز في اشراك الشباب في المراكز الحساسة , والعمل السياسي الهادف لنبذ السلاح والحرب وابدالها بالسلام والحوار العادل.
• رفض السياسات العدوانية ضد الشعوب لغرض مصالح بعض الدول ؛ لكونه يكرس الكراهية , وتعطيل عجلة التقدم والتطور , واقتصارها على البعض دون البعض الاخر.
• انشاء مراكز دراسات , ومنظمات مجتمع مدني, واعلام هادف, خاصة بالشباب , لنشر الحوار والسلام ونبذ الجدال والسلاح , والمطالبة بغلق شركات صنع السلاح ,والتي اسميها شركات (قتل الانسانية).
• العمل على انشاء مجاميع من الشباب في مختلف الدول للاعمال الصالحة والسلام , ونشر فكرالتعايش السلمي في المجتمعات .
• التقريب بين ثقافات الشباب عبر تبادل الزيارات والمعايشة للتعرف على الثقافة الاخرى والاستفادة منها , وتقوية العلاقات عن طريق الانشطة والبرامج الشبابية المشتركة.
كل ماذكرناه يبنى على اساس صنع سلام عالمي بين الشعوب والدول , والذي ينعكس ايجابيا على العلاقات المستقبلية بين الدول بعيدا عن التكبر والتمايز , وينعم بنو البشر بالموارد التي انعم بها , فبعض الشعوب ترمي الفائض من محصول الحنطة او البيض في البحار للحفاظ على اسعاره , وبعض الشعوب تتضور جوعا , وهي تبحث عن فتات بقاية طعام في حاوية النفايات ,او تنتظر موتها ببطء , فاين السبب؟!! الا يمكن الاخذ من البعض الفائض , للبعض الجائع لتحقيق مسمى (الانسانية )؟!! فمن اين ياتي السلام ؟ وشعوب جائعة محاصرة , وقتل فيما بينها , وصناع السلاح تصنع الرصاصة لقتل الانسانية , وتروج للكراهية والعنصرية , ورفع السلاح بدل غصن السلام , والغرض لتبقى تنتج الاسلحة من هذا الترويج ؛ لكسب الاموال من دماء الابرياء , فمتى ما تم هدم شركات السلاح سيعم السلام؟!! والجهود اتركوها على الشباب ؛ لأنهم الامل والطموح والمستقبل والسلام .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك