المقالات

تحذير أرعب الفاسدين

1002 2018-08-08

سلام محمد العامري

نُسِبَ للمفكر العالم محمد الغزالي الطوسي, أنه قال: " إن كان تغيير ألمكروه في مقدورك, فالصبر عليه بلادة, و الرضا به حمق". 

يجب الابتعاد عن ألمكروه, والعمل على تغييره الى النقيض, بإيجاد علاج مُناسِبٍ له, فيكون عملاً مرغوباً به, من أغلبية المجتمع, إن لم يكن بالإمكان الحصول, على موافقةٍ تامة. 

جرت العادة منذ تشكيل الحكومات العراقية, بعد سقوط نظام الطاغية صدام, أن تكون حكومة توافقية, يشارك بها كافة الأحزاب, المنضوية تحت قبة البرلمان العراقي, وتكون رئاسة مجلس الوزراء, للكتلة البرلمانية الأكبر, مع أنَّ ذلك يُعتبر التفافاً, على ما جاء في الدستور, من قيام الأغلبية البرلمانية بتشكيل الحقيبة الوزارية, وأن تكون بقية الأحزاب معارضة, تراقب الأداء الحكومي. 

خلال الدورات السابقة ظهرت ركاكة القوانين, التي تخدم المواطن, واستفحال فسادٍ مالي وإداري, إضافة لفقدان التخطيط المستقبلي, والرقي بالاقتصاد العراقي, في كافة النواحي زراعية كانت أو صناعية, عدا النفط الذي كان سعره عالياً, ويغطي احتياجات العراق, إلا أن ظهور مافيات وحيتان الفساد, كما وصِفَ من بعض الساسة, حال دون استكمال المشاريع, التي رُصدت لها مبالغ طائلة, ومنها تطوير الكهرباء وتأهيل المصانع, ودعم الزراعة ومشاريع الري. 

صبر المواطن العراقي, على رداءة الخدمات الأساسية, إلى أن بلغ السيل الزُبى, فالتظاهرات والاِعتصامات السابقة, خلال الأعوام السابقة لم تُجدي نفعاً, مع أن المُتظاهرين اقتحموا, المنطقة الخضراء وبناية البرلمان, ومكاتب رئاسة الوزراء, ما جعل أعضاء البرلمان, يخرجون هاربين خوفاً, من ان تطالهم أيدي المتظاهرين, ألذين ظهروا بحالة من الهيجان, لا يمكن ضبطها لا سيما وأن مطالبهم مشروعة. 

وصلنا لعام 2018 أي اِنقضى عقد ونصف؛ من الفشل في الأداء الحكومي والبرلماني, حيث لا خدمات وتزايدٍ بمعدل البطالة, سد أليسا التركي الذي افتتح, لتجف الأهوار ويشح الماء, الذي يعتمد عليه المزارعون, وينقطع ماء الشرب الصالح, لتظهر أزمة زيادة الملوحة, في ماء البصرة والناصرية وباقي محافظات الجنوب, لتعصف بالعراق تظاهراتٍ, طالت بعض المنشآت والشركات النفطية, ووصلت للمنافذ الحدودية والموانئ والمطارات. 

المرجعية الدينية في النجف, تكلمت مع بدايات ظهور الفشل, الأمر الذي وصل بها, إغلاق بابها بوجه كل مسؤول حكومي, لتتجه إلى المواطن ناصحة, أن ينتخب القائمة التي تمتلك برنامجاً واضحاً؛ لبناء دولة لا لتكوين حكومة فقط, وذكرت أن يُنتخب المرشح الصالح, ولكن لم يأخذ المواطن, بما أوصت به المرجعية, وبعد استنجاد المتظاهرين مؤخراً, كان ما لم يكن بحسبان الساسة. 

قَدَّمت المرجعية من خلال, خطبة الجمعة ليوم 27/7/2018, طالبة من الساسة تقديم رئيس مجلس للوزراء, يتصف بالنزاهة والقوة والحزم, لتجاوز الأزمة الخانقة, وحذرت من تطور أساليب المتظاهرين, لحالة لا تُحمد عقباها, فتقديم الخدمات وتحسين الحالة المعاشية للمواطن, هي من الحقوق الذي توفيرها, قبل أن يفلت زمام الأمن في البلد, لا سيما أن داعش لازالت موجودة, بخلاياها النائمة. 

هل سيصحى ساسة العراق؟ الذي كان جل تفكير أغلبهم, بما سيحصلون عليه من غنائم, وكأنهم بحالة حرب, ضد مصالح المواطن العراقي, متناسين بعد الإنتخابات, أنهم لم يجلسوا على مقاعدهم, لولا خروج المواطن يوم الاِقتراع, وهل سيعملون لتسريع خطواتهم, لتكوين الحكومة الجديدة؟ 

يتصور بعض الساسة والمسؤولين أن هامَةَ المواطن؛ يجب أن تبقى منحنية تحت تَسلطهم, متناسين أن العراق بنظام ديموقراطي, وليس دكتاتوري سلطوي, فهل سيحكمون عقولهم, والرجوع للدستور الدائم؟ 

 

قال الفيلسوف والشخصية الرئيسية لمذهب العقلانية, الفرنسي رينيه ديكارت: يكون حكم الدولة أفضل إن كان عندها القليل من القوانين، وهذه القوانين مرعية بصرامة. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك