المقالات

حكومة انقاذ وطني

1335 2018-08-06

 فؤاد الطيب

تعالت الأصوات مؤخرا للمطالبة بحكومة إنقاذ وطني في بالعراق , في ظل موجة من الصيحات ضد نتائج الانتخابات البرلمانية النيابية الأنفة , وتأخر تشكيل الحكومة الجديدة , التي رافقها منغصات إعادة الفرز والعد اليدوي , وتعرض صناديق الاقتراع للحرق والتدمير فضلا عن تحطم أجهزة العد الالكترونية بحادثة غريبة تملاها الشكوك , وانهيار المنظومة الخدمية للوزارات في عموم المحافظات بصورة غير مسبوقة , لكنها ليست جديدة على المشهد العراقي , وانتهاء بموجة التظاهرات التي وضعت بصمتها في جبين المسئولين العراقيين مؤكدة حالة الترهل الخدمي الممقوت .

من خلال هذا المشهد العام والذي يتزامن مع انتهاء عمر البرلمان الحالي وتحول الحكومة الحالية من الدورة الماضية إلى حكومة تصريف أعمال , وبصريح العبارة , إن مفهوم حكومة تصريف الأعمال عندنا في العراق يعني انه لا حكومة لدينا ولا وزارات ولا دوائر خدمية , وليس هناك من يستطيع أن يصدر قرارا واحدا يخدم الشعب العراقي , وبالتالي تحولت جميع القرارات والقوانين المؤجلة والمشاريع المعطلة والخبرات النائمة تلقائيا إلى الدورة البرلمانية الجديدة , والتي ترتبط بانعقاد أول جلسة للبرلمان الجديد .

وفي ظل هذا تطفو على السطح بوادر لنشوب معركة الوصاية على العراق , وتعالي الأصوات هنا وهناك للمطالبة بتشكيل حكومة إنقاذ وطني , ومن الجدير بالذكر أن غالبية المطالبين بالوصاية الدولية أو الإنقاذ الوطني هم من الأخسرين في الانتخابات البرلمانية , وبوضوح أكثر من الذين هزموا بنتائجها , إضافة إلى من تمكن من الفوز دون إمكانية الحفاظ على منصبه في وزارة ما أو في منصب رفيع آخر , ولم يكن همهم الوقوف عند مصلحة الشعب العراقي الذي عانى الأمرين خلال الدورات السابقة .

ويرى بعض المراقبين أن العراق لا تنطبق عليه أسباب تشكيل حكومة الإنقاذ الوطني المزعومة , لأنه يمتلك برلمان ولديه دستور , أما البعض الآخر يرى أن العراق دولة غير مستقرة , يعاني من الاضطرابات المستمرة وهو بحاجة لحكومة إنقاذ وطني , بمعنى القيام بانقلاب وطني داخلي وإلغاء نتائج الانتخابات وعدم الاعتراف بنصوص الدستور , وبالتالي سوف تتحقق فرصة الوصاية الدولية , والتدخل السافر دون خجل من المحيط الدولي العربي للعراق وغير العربي , لتكتمل صورة المشهد المخطط له منذ سنوات السقوط الأولى .

والسؤال هنا , هو من يمتلك الحق بتشكيل حكومة إنقاذ وطني ؟ ومن الذي سيتولى إدارتها والاهتمام بمصالح البلد والشعب كما يدعي ؟ فالأمر لا يتم إلا عن طريق ميثاق الأمم المتحدة , حيث يرى البعض أن هناك نص يتضمنه ميثاق الأمم المتحدة , يجيز لها فرض الوصاية على الدول التي تعاني من الاضطرابات المزمنة , وهنا سنعود إلى مبدأ الوصاية الدولية على العراق , وهو ما موجود تحديدا في الفصل السابع والذي كان العراق إبان النظام الشمولي السابق تحت وصاية الأمم المتحدة .

وأقول أن الأمر ليس في هذا أو ذاك , بل هو طرح لأجندات معروفة بصماتها وطالما تم الإشارة لها بالبنان مع شخوصها ومن يقف وراءها , فالقضية لا تتعدى أكثر من مساعي مستمرة لأقطاب من الداخل لها أقدام في المحيط العربي , لا تريد للعراق أن ينجح أو يستمر في تحقيق ولو بعضا من الاستقرار لأنهم يعيشون على الأزمات ولا يستطيعون البقاء في العراق من دونها .

بالمقابل هناك جهود مخلصة وكبيرة بالمساندة إلى دور المرجعية العليا بالنجف الاشرف , تعمل على إسقاط هذا المشروع وإفشاله والخروج بسفينة العراق إلى بر الأمان .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك