المقالات

العراق .. ومرض المالكي والاعلام

1583 20:02:00 2008-01-04

( بقلم : محمد الوادي )

مثل ماهي اخبار العراق الغير ساره دائما لايمش لها اكثر الاعلام العربي والعراقي مشيا بل يركض لها بطرق تكون اعجازية مقارنة مع عظائم الاخبار والمصائب العربية الاخرى . وها هو خبر مرض السيد المالكي رئيس حكومة العراق وسفره الى لندن لاجراء الفحوصات لاياخذ حيز كبير في الاعلام فحسب بل ايضا ياخذ الخبر حجم كبير من الاشاعات والتخمينات والتصورات " الخصبة جدا " . مع العلم الرجل خرج على قناة العراقية وهو يمشي على قدميه نحو الطائرة وادلى بتصريح عن حالته الصحية , لكن مع ذلك من يراقب حالة قناة الشرقية مثلا يشعر بنوع من خفة الدم المسخ التي مارستها من خلال خبر " عاجل " ولعدة مرات متغيرة بعد دقيقة واخرى بدات " بوعكة صحية مفاجاءة للمالكي " ثم بعد ثوان " حالة المالكي ساءت وتشاور الاطباء مع افراد عائلته وقرروا ارساله فورا مستعجل الى لندن " وعاجل جديد بعد دقيقة فقط يقول "المالكي كان يعاني من ضغط الدم والسكري " . وحقيقة الامر ان مرض مثل ضغط الدم والسكري , هي بصمة عراقية صنعتها ظروف القهر والظلم الطويل . ومع ذلك متابعة للشرقية توقعت في اي لحظة يخرج علينا بيان رقم واحد يؤكد دخول قوات الجيش " المغوار " واحتلاله الصالحية والقصر الجمهوري وقيامه بانقلاب عسكري على يد ابناء القرى النائية التي جلبت لنا الكوارث والتخلف . ولو استمرت الشرقية بنفس خطها لتوقعنا مثلا بعد دقيقة اخرى خبر عاجل يقول " المالكي طلب اللجؤ في لندن " .

المالكي . اذا مرض او لم يصيبه المرض فهذا شأن شخصي , لايسعنا الا ان نتمنى له الشفاء العاجل . واذا لاسامح الله وحدث الاسؤ فهذه امانة مستردة لرب الجلالة والمالكي ليس عنده استثناء من هذه النهاية المحتومة لكل البشر . ثم الرجل لايحمل القاب مثل " بطل التحرير القومي او ابو الليثين او القائد الضرورة او القائد المجاهد او خليفة نبو خذ نصر او عبد الله المؤمن او حامي الحمى ولا هو اخو هدله ولا حتى بطل الحفرة " وطالما هو لايحمل اي من هذه الالقاب ال "99" فليس هناك مشكلة في العراق . لانه ايضا لم ياتي على دبابة في غفلة من تاريخ العراق وفي ليلة ظلماء من التاريخ العراقي . الذي جاء بالمالكي مازال موجود " حي يرزق " وهو صندوق الانتخابات . فالرجل ينتمي الى حزب الدعوة الذي اعطى الكثير والكبير من التضحيات العظام اثناء مقارعة نظام الصنم الساقط , واذا كان من ملاحظات و جدال على الاداء الوزاري لحكومة المالكي فانه لاجدال على تاريخ هذا الحزب العراقي الاصيل وتضحياته . رغم ان نفس هذا الحزب عندما وصل للحكم وبالطرق الديمقراطية لم يعطي الاهتمام الواجب لعوائل شهداء العراق وفي مقدمتهم عوائل شهداء حزب الدعوة نفسه . وهذه صفة اشتركت بها بلا منازع كل الاحزاب الشيعية على وجوه الخصوص . فظل الايتام والارامل والثكالى ومعهم الفقراء يعانون شظف العيش والعوز . بنفس الوقت اخذ " ابطال برلمان الحج " حقوق دماء وتضحيات ابناء واحفاد العراقيين وضيوف المقابر الجماعية لاجيال قادمة بدون ادنى من خجل او ذرة من حلم .

عمل المالكي الكثير من الايجابيات هذه يجب ان تذكر وبجانبها ايضا من السلبيات الكثيرة . لكن لايمكن ان تحسب سلبيات الحكومة فقط على رئيسها بل يتحمل ذلك جميع الاحزاب والجهات المشتركة في هذه الحكومة التي تحولت مع الاسف الشديد الى " جمعية خيرية " لايستطيع فيها رئيس الوزراء نفسه تغير او اقالة وزير مقصر في عمله او حتى وزير ارهابي قاتل مثل وزير الثقافة " اسعد الهاشمي " الذي مازال النائب الثاني لرئيس الجمهورية طارق الهاشمي يوفر له ملاذا في منزله !! بذات الوقت الذي من الممكن ان ترى حسره والم عظيم بعيون السيد مثال الالوسي وهو يرى النائب الثاني لرئيس الجمهورية يتستر على قاتل ولديه " رحمهم الله " . على الاقل هذا ماشعرت به شخصيا وانا التقي السيد الالوسي قبل حوالي شهر ونصف في بغداد .

ان المالكي حقيقة الامر ليس رئيس لحكومة متجانسة , بل رئيس لمجموعة حزبية وطائفية وقومية مختلفة احدهم لايشبه الاخر , و لاتجمعهم اي اهتمامات او اهداف مشتركة , بل مجموعة مصالح شخصية وفئوية وطائفية . وهذا هو سر كل مشاكل العراق .

لكن للتاريخ ستبقى العلامة الفارقة والكبير في تاريخ العراق والمالكي انه الرجل الذي وقع واصر على تنفيذ حكم الاعدام بصنم العراق الساقط . بنفس الوقت الذي هرب من بغداد اكثر مسؤولي الحكومة والدولة العراقية الى المحافظات او الى دول الجوار !! بل ان بعضهم قفل حتى خط تلفونه ولم يجب على هاتفه !! هولاء جميعا خافوا نعم انه نوع من الجبن ان يتحملون مسؤوليتهم القانونية والتاريخية بتنفيذ حكم القانون وحكم الشعب بالصنم الساقط . المالكي الوحيد الذي تصدى لهذه المهمة القانونية والدستورية والانسانية . وها نحن ندخل عام جديد بلا " القائد الضرروة جدا" . فادخل الفرح الى قلوب عوائل الشهداء وابناء المقابر الجماعية و لملايين الثكالى والايتام . وايضا وهذه ايجابية كبرى ان ادخل الحزن الى عبدة الصنم الساقط . العراق رغم كل المأسي والاحزان وكل السلبيات لكنه يسير بالطريق الصحيح حيث لاعبادة للصنم وحيث المعاول المتحفزة لتهديم بقايا الصنم الساقط او حتى مشاريع الاصنام الجدد . العراق بخير لان صناديق الانتخابات موجودة وفي الدورة القادمة والتي بعدها سيكون للناس رأيهم واختيارهم المستقر بعيدا عن التحفيز الطائفي والقومي . والعراق بخير كبير لانه لايمرض اذا مرض المالكي او غيره . فالعراق اكبر من الجميع , وهو الذي يحتضن الجميع , وليس هناك الان " كفوك ابو الليثين " لتفيض خير على العراق كما كان يقال حينها لان هذه الكفوك السوداء و رموزها اخذت مكانها الطبيعي والحقيقي في الحفرة التاريخية الحقيرة . العراق سيفيض خير على جميع العراقيين دون استثناء . طالما غير مرتبط بشخص معين فالعراق اكبر من كل الاشخاص وبكثير .

محمد الوادي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عولمة الاعلام
2008-01-05
الشر قية تحتاج الى دعوة قضائية لان التشهير بالاخبار الكاذبة ايضا يعافب عليها القانون لذلك اطلب من الحكومة العراقية اقامة دعوة على هذة القناة كذلك اتمنى من محافضة البصرة اغلاق مكتبها هناك انا مع حرية الاعلام التي حرمها منا جرذ الحفر اليوم هي صناديق الانتخابات هي الحكم ذهب الجرذ الى مزابل التاريخ مع شلتة العفنة والى الابداء انتهينا من القائد الاوحد ابو الكمل
امين التميمي
2008-01-05
الشر _ قية تنبح والقافلة تسير فلا تتاثروا بكلام هؤلاء الحاقدين فمصيبة المالكي عند الشرقية وكثير غيرها هو انه شيعي فقط ولا غير
hadi mutoori
2008-01-05
thank you very much son let the rotten saddam loyalist know that we have 1000 Maliki in Iraq
ابو حسين الشوجة
2008-01-05
لاغرابة من الشرقية واسلوبها البعثي وكما ذكر الاخ الوادي بارك الله به في مقاله . العراق بخير لان صناديق الانتخابات موجودة وفي الدورة القادمة والتي بعدها سيكون للناس رأيهم واختيارهم المستقر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك