بين مشروعين عراقي ..امريكي؟
سجاد العسكري
منذ القدم عندما تسنم الشرفاء لمقاليد الحكم في العراق , والعراق ينزف ويستنزف خيرة ابناءه !! يمر عبر ازمات تعصف به الى يومنا هذا ,لم يرى العراقي الابي , والعراق الراحة والرخاء , بينما لديه امكانيات وموارد تستطيع اشراك اخرين للعيش في ظله . احداث , ازمات يعجز الجميع عن حلها بالاساليب الدبلوماسية , بل حلها الوحيد اسلوب المواجهة العسكرية , واستنزاف للموارد و الطاقات !! قد يسأل العراقي اسئلة بريئة , لماذا لا نعيش كباقي البلدان ؟!! وقد عرف عن العراقي حتى في افراحه يحزن ويبكي؟! الوضع العراقي وتحليل واقعه مظلم معقد صعب جدا , لأننا لا نعلم مايدور خلف الكواليس , وما يصنع من كوابيس , من خارج اسوار العراق بمعية لصوص الداخل المنغمسين بالفساد , واثارة الازمات لضمان بقائهم فيما يسرقون, و رضا من يعبدونه لبقائهم ؛ نعم هنالك متغيرات سريعة الاحداث , قوية المحاور , بحاجة الى قيادة محنكة بعمق المرجعية العليا ؟!! الوحيدة التي تمتلك مفاتيح اللعبة التي لم تصنع بعد للعب ؟!!! لأسباب لأ احد يعرف حلاوتها الا من ذاق طعمها وترسخت فيه حكمتها ؛ وقد حوربت من قبل خفافيش الظلام , وقوى الخارج البائس السلبي في التعامل ؛ نعم بتنا لا نرى اي مشروع عراقي حقيقي من ساسة البلد واصحاب النفوذ والسلطة , قديما كان او حديثا مابعد 2003م . فقديما حقبة البعث الاجرامي تسلق للوصول الى السلطة عبر وسائل غير مشروعة مع الواسطة الخارجية لمساعدته للتخلص من حكم عبد الكريم قاسم , تهديد مصالح البعض من خارج اسوار البلاد وهذا القائد واقعا احبه شعبه؛ صنع البعث وصدام بماركة خارجية عالمية (صنع في الشركة الام), للتخلص من قاسم بخطوات مدروسة تكتيكية تظهر انها عفوية ؟!! بل ذهب الى ابعد من هذا , تشكيل شبكة لأغتيال و تصفية الخصوم , مناؤين , منافسين , من داخل البعث او خارجه من وطنيين او مفكرين رجال دين ,...وعلى راس هذا الجهاز قائد الضرورة , سياسة متبعة تعمل بصمت وخفاء , ومن ثم الوصول لسدة الحكم؛ مع تغطية دولية واعلام مظلل لما يدور من احداث في العراق قبل 2003م , من ظلم , اعدامات , مقابر جماعية , ذل , اغتيالات , عوز , وحرمان...نعم هذا المشروع القديم , مع دفع الكابونات النفطية للشركة المصنعة(الشركة الام) ؛ تجدد نفس المشروع ونفس الشركة المصنعة ؛ولكن بشخصيات لديها شراهة باعتلاء سدة الحكم الى الابد!! ليبداء المشروع الامريكي في العراق يهدف الى عراق ضعيف , ويستند عبر صراع داخلي وخارجي , فالصراعات الداخلية لم تنفك منذ 2003م ( طائفية وحزبية وقومية.. ), والخارجية اختلفت مسمياتها والهدف نفسه ثوار العشائر , القاعدة , داعش والايام المقبلة ستلد ارهاب من صنع الشركة الام , مع تدخلات اخرى خارجية منها السلبية في الغالب , والايجابية وهي احادية الطرف عادة , فالارهاب + الفساد +السرقة + تخريب الاقتصاد سياسات واضحة المعالم , مخلفات المشروع الامريكي في العراق , والان نعيش نتاج مشروع الشركة المصنعة مع حصص واسهم داخلية لدعم القطاع المختلط (الام + العملاء الخانعين).
اما المشروع العراقي ومما لا شك فيه ولا ريب , هو مجرد تنظير فارغ, لا توجد له ملامح واضحة , و اغلب الساسة المتصدين , منقادين مع المشروع الامريكي ومنتفعين منه , وينفذوه بحذافيره لا بل اكثر من ذلك قد يضيفوا لمسات فنان لم يخطر على بال احد لتشكرهم امريكا!! المشروع العراقي الحقيقي ممثل بما ترشد , وتوجه , وتعالج المرجعية العليا منذ 2003م والى يومنا هذا, لأنها صاحبة رؤيا ومشروع حقيقي لتخليص العراقيين من القيود المفروضة عليه , وبايادي عراقية خالصة ,فمنذ اللحظات الاولى كانت ارادة امريكا حكومة هي تختارها باعتبارها محررة !! لانها تؤمن بالحرية والديمقراطية كما يزعمون , لتتفاجيء بانبثاق صوت المرجعية , والمطالبة بالانتخابات , لتكون صدمة بما يزعمون, هذا ما احست به امريكا وبعض الاحزاب من تهديد للمشروع الامريكي , وتهديد البقاء في السلطة من الاحزاب, التي كانت وما زالت تمسك زمام الامور عبر ثلاث حكومات , احسوا بخطر المرجعية على مصالحهم الضيقة والشخصية , فما كان منهم الا بذل الجهود والامكانيات من اجل تسقيط القائد , ورجل الدين بنظر عامة الناس , وهي مقدمة لتسقيط المرجعية عبر دعم رجال مدعين للتمرجع كونها عراقية عربية, وحركات ضالة تدعي المهدوية , بالاضافة تكريس انقسامات الاحزاب بدء من الشيعية ومن ثم السنية , وذلك لضمان بقائهم في سدة الحكم ؛لكن هيهات هيهات لهم ومايعبدون؟!! فما بين المشروعين العراقي والامريكي فرق شاسع فالمشروع الامريكي يسعى لعراق ضعيف منهار تتحكم به فئة قليلة باهوائها ومنافعها والانقياد لرؤيتها , اما المشروع العراقي من يصنع عراق قوي ويتخلص من الانهيار الى التقدم عبر ابنائه المخلصين , فما علينا الا ان نميز ونتمسك بالمشروع الحقيقي و القائد الواقعي , والابتعاد عن الاحلام وكوابيس القيود الامريكية.
https://telegram.me/buratha