سجاد العسكري
من الطبيعي اذا مرت الازمات واجتاحت المجتمع , سيصاب المجتمع بالامراض المتنوعة , والكوارث المفجعة , وبالنتيجة فقدان الثابت الوحيد (الاطمئنان والاستقرار ), رغم التغير الحاصل في حركة المجتمع , وحركة الاقتصاد وعالم التكنلوجيا , بالاضافة الى التغير الذي يتحكم في باقي هذه المتغيرات وهو عالم السياسة , والشريك الاساسي فيها الاحزاب الحاكمة ,او الحزب الحاكم ؛ لقد مرت بنا كوارث حبلى منها: الكارثة الامنية ومازالت مستمرة واعتقد ستبقى لانها نفس المنظومة الفكرية , الكارثة الاقتصادية هي الاخرى بيد المنظرين المتملقين, المتشدقين ,الكارثة الاجتماعية التي باتت تحرق النسيج المجتمعي تحت اشعة الشمس المحرقة , وغيرها من كوارث الهلع والاحتضار ؟!! نعم ثلاث حكومات متتالية بنسق واحد , ومن حزب واحد , وسلطة تنفيذية من الحزب نفسه , وتدوير الشخصيات لاستلام المناصب , تنازلات ؛جرت الويلات من اجل البقاء في سدة الحكم , وملاحظ ؛الثابت الوحيد الحزب الفريد , ومخالفة للمقولة الثابت الوحيد هو التغيير, لكن اسوء مافيها هو التنظير؟!! وهي كارثة اخرى اسميتها (كارثة التنظير) , التي ابتلينا فيها من شخصيات عرفت بالحكة عفوا بالحنكة لتجاوز الازمات , ليطل علينا صاحب الخبرة والحنكة لانه (خدم !!)في ثلاثة حكومات فولدت عنده 500 الف ميكاواط من الخبرة لينفعنا بها وتكفي العراق بمرة ونصف! هذه هي حال الكثير ممن ينظر بالتفاهات , الكثير من المنظرين يطل علينا ليتكلم حول معاناة ونقص في الخدمات , متناسي انه احد الاسباب , لصنمية معبوده , وهو يتمتع بجواز سفر دبلوماسي ,ومنصب مرموق , ولا يرى الشمس لانه تحت اشعة التبريد , هذا حال من خدم العراق في ثلاثة حكومات ؟!! واخر يقول سنصدر الكهرباء خلال الاعوام القادمة (عالم متهتك!), ونموذج اخر سوف تتحسن البطاقة التموينية التي بدا عليها الشحوب هي الاخرى من جراء الظروف الصعبة للبلد, وما هي الا فترة ويهرب لقضايا فساد , وتدفع له الكفالة , ليقضي محكوميته في الخارج اوربا (الغربة صعبة)؟! واخر شراء قنوات فضائية وقت الانتخابات , واخر سندات بقطع اراضي انتخبوني , واخر ترويج لمشاريع وهمية على الورق ومنها ماسرقت اموالها بلا رقيب او حساب لتبقى كالاثار التاريخية ويتناولها العامة كانت هنا مستشفى ! والانكا من هذا كله يخرج البعض باسم مفكر ليتكلم عن مشروع اسقاط المرجعية ؟!! والكارثة الاقوى عند خروج كبيرهم وهو يقول نحن بحاجة الى دورة حكم اخرى لأكمال مابدائناه؟!! النتيجة لكل هذا التنظير هو كارثة انسانية منها : سوء الخدمات ومعاناة الناس , وما المظاهرات والاحتجاجات الى فوران شعبي للظروف القاسية التي يعيشها عامة الناس , وخصوصا في الجنوب ,والوسط وهم اصحاب النصر الحقيقي لما تعرض له بلدنا من ارهاب , واعطوا الغالي , والنفيس لحفظ النفس والعرض والاموال والمقدسات , وهل جزاء الاحسان الا الاحسان , اهكذا تجازون مناطق المحررين ؟ هكذا تجازون عوائل الشهداء ؟ ان تعاقب الحكومات الثلاثة , وبنفس المنظومة التنظيرية لم يحرز اي تقدم في الواقع العراقي, وفي تحسين الواقع الخدمي , مع اخفاقات داخلية وخارجية لأدارة الازمات , وتراجع واضح في كل المجالات, وسرقات بلا حساب , وميزانيات انفجارية , وترف انغماس في الشهوات من مال الحقوق العامة , والسبب والمشكلة الحقيقية هي ليست مع اشخاص بل تكمن في المنظومة الفكرية السياسية التي افرزت شخصيات ترتبط بالسلطة ونهايتها بعدم تسلم السلطة .
https://telegram.me/buratha