المقالات

العراقيون ليسوا حشوداً من الناس 

2123 2018-06-11

 

أمل الياسري
أستأجر أحد العلماء حمالاً ليحمل بضاعته من السوق الى البيت، فكان يسمعه يردد كلمتين لا يزيد عليهما: (أحمده، وأستغفره) فلما وصل بيته وأعطاه أجره، سأله عن ذلك فأجابه: أنا بحياتي كلها مع ربي بين أمرين: نعمة لله علي تستحق مني الحمد، وتقصير في حق الرب يستحق الإستغفار، فضرب العالم كفاً بكف وقال: حمالٌ أفقه مني!
العراقيون حشود من الناس جمعتهم الظروف، قد تكون ثورة بنفسجية في (12/5/2018)، أو تفجير في قطاع (10) لتدمر أكثر من عشرة منازل بساكنيها الأبرياء (8/6/2018)، أو حريق في مخازن وزارة التجارة مستأجرة لصالح مفوضية الإنتخابات (10/6/2018)، وبالتالي فالمصائب تحتاج منا قولاً وفعلاً: الحمد لله وأستغفر الله، لكن ليس لأننا حشود جمعتنا الظروف بل لأننا عراقيون.
العراقيون منذ عشرات السنين، حملوا على أعواد المشانق أحمالاً تنأى منها بقية شعوب الأرض، لأن بضاعتهم ليس لها مثيل، إنها قضية الحسين (عليه السلام) والثأر له على يد المهدي المنتظر (عج)، وهي قضية ليست بالسهولة التي قد يتوقعها بعض السذج، فهي ملف إلهي عالمي، تقودنا الى أن ما يمر به العراقيون هو ليس مجرد ظروف.
مقارعة الطواغيت، ومقاومة الطغيان، والقمع، والفساد، وتعميق ثورة الحرية والكرامة، وإسترجاع الحقوق، مفاهيم تربى عليها العراقيون في مدرسة الإباء والصمود، الواقعة في وادي طفوف كربلاء، التي تأسست سنة (60 ) للهجرة، وكادرها الأسطوري المكون من (73) معلماً مجاهداً، بضمنهم الطفل والمرأة، والشاب والشيخ، والعربي، والأعجمي، والتركي، وهؤلاء عراقيون جمعتهم قضية كربلاء، فإمتدت حتى وقتنا الحاضر.
عام (2003) سقط الصنم الطاغية فمرَّ العراق بمرحلة تأريخية خطيرة، وهذه المرة جمعت العراقيين بظروف في غاية التعقيد، فمن ملفات الإرهاب والفساد، والتخبط الأمني والإقتصادي، الى التزوير والتلاعب في نتائج الإنتخابات، وما يرافقها بكل مرة من تداعيات ومناشدات، ترتفع من قبل الأبواق المأجورة للنيل من العملية السياسية برمتها، بغية إستنزاف ثروات البلد وعدم الإلتفات لبنائه. 
أيها العراقيون: هناك حروب يشنها الأعداء عليكم بمختلف مسمياتهم وبأقذر الوسائل، كحروب الإرهاب والفساد والمياه، فباتت أحمالكم تنوء منها الجبال، فيجب أن تعلنوها مدوية: هيهات منا الذلة، نعم لقد قلتموها في الدفاع عن الأرض، والعرض، والمقدسات، ويجب أن تدونوها على سواتر البناء، ولا تسمحوا للساسة الطارئين، أن يسلبوكم سفينتكم التي جمعت عراقيتكم وليست فقط ظروفكم. 
العراقيون أفقه حملاً من معظم ساستهم وأحزابهم، وإن كانوا يرددون الحمد لله فهو يستحق الحمد، أن نصرهم على كل طاغية عصر وقائد ضرورة، وحرروا أرضهم من دولة الخرافة، وأما إستغفارهم فقد رددوه، لأن ساستهم الذين إنتخبوهم لم يكونوا بمستوى حجم الألم العراقي وتضحياتهم، وعليه فالعراقيون اليوم ليسوا حشوداً من الناس، بل هم الحامدون المستغفرون وبإمتياز.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك