المقالات

مجالس الصحوة .. الانتهازية والحلول

1541 17:11:00 2007-12-26

( بقلم : محمد الوادي )

في العراق هكذا دائما هو الوضع السياسي ما ان تخرج من مشكلة حتى تجد مشاكل اخرى في نفس جوهر الحل الذي اخرجك من المشكلة الاولى . وهذا الوصف ينطبق تماما على " مجالس الصحوة " التي استجابت لنداء الانسانية و الوطنية العراقية , بعد ان دخلت هذه المجاميع قبل ذلك في سبات طويل ادى الى استيطان ارهابي القاعدة في مناطقهم وذبح وقتل الكثير من ابناء بلدهم من مذاهب وقوميات اخرى . وقد تكون الجرائم البشعه التي تم ارتكابها على الطريق الدولي المؤدي الى سوريا والاردن . شاهد حي على بشاعة هذه الجرائم وعلى حجم الكارثة التي ارتكبها البعض في سكوته وفي توفير قواعد احتضان لهولاء الاوباش المجرمين . ناهيك عن جرائمهم في بغداد وايضا في التجاوز على العتبات المقدسة وحتى الكنائس لم تسلم من ارهابهم . بل ان اوباش الارهاب لم يسلم من شرهم حتى اهالي المناطق التي اتخذوها ملجأ لهم .

ان الحزب الاسلامي برئاسة طارق الهاشمي وهيئة علماء السنة برئاسة حارث الضاري هم اول من وقف بوجه مجالس الصحوة الوطنية والتي قادها بطل المقاومة الحقيقي ضد الارهاب " الشهيد ابو ريشة " . ووصل التمادي الى حد وصف ابطال تلك الصحوة في الرمادي بانهم " مجرد قطاع طرق ولصوص " !! وحقيقة الامر ان هولاء وغيرهم شعروا بان البساط تم سحبه من تحت اقدامهم المتحركة اصلا . وان ابطال الصحوة الاولى في الرمادي كشفوا زيف وطنية الكثيرين من اصحاب الابواق وتجار دماء الابرياء . ولم ينتهي رد فعلهم عند هذا الحد بل تلقفوا العملية من جانب اخر وذلك عندما قام طارق الهاشمي وهو يشغل منصب " النائب الثاني لرئيس الجمهورية " بتأسيس مجالس صحوة وسط بغداد العاصمة تتكون من اعضاء الحزب الاسلامي اضافة الى جهات اخرى معروفة التوجه والنهج من قبل كل العراقيين . وفعلا تم ذلك في مناطق مثل الاعظمية وجزء من الغزالية وايضا العامرية . وتشكلت افواج تعمل بامرة الهاشمي في سابقة " رسمية " خطيرة اذا جاز التعبير . فالنائب الثاني لرئيس الجمهورية يقود افواج مسلحة خاصة به !! وفي اكثر مناطق العراق حساسية في العاصمة بغداد . حيث تجمع كل الطوائف والقوميات العراقية بشكل مختلط وايضا بنسب معروفة جيدا من قبل الهاشمي نفسه قبل غيره . وقد تكون الانتخابات الاخيرة وقبلها التصويت على الدستور شاهد حي وناطق على ذلك . والمنطق ان تكون هذه الشواهد رداعا لكل من يحاول الالتفاف على الواقع . طالما قد تخلى عن الدافع والحس الوطني والعراقي في تعامله مع الامور الصعبة في عراق اليوم .

 من يسمع اليوم بعض الحناجر التي تطالب بضم " الصحوات الخاصة بالحزب الاسلامي خاصة في بغداد " الى اجهزة الشرطة والجيش , ترجع به الذاكرة الى ايام قليلة مضت حينما كان نفس هولاء ونفس هذه الحناجر ترفض ضم منظمات مسلحة الى وزارتي الدفاع والداخلية رغم ان انها قاتلت نظام الصنم السابق اكثر من عشرين عام !! وهنا يبرز حجم الانتهازية الكبيرة التي يتم فيها استغلال " بعض " الجهود الوطنية لابناء مجالس الصحوة لتسخيرها من جوانب اخرى تخدم اجندة شخصية وحزبية وطائفية ضيقة . سوف لم ولن تنجح وايضا سوف لم ولن تساعد في بناء عراق دستوري جديد يتساوى فيه الجميع حسب المواطنة العراقية وليس حسب العنصرية والحزبية والمحسوبية و الطائفية المقيته التي مورست في العراق خلال اكثر من ثمانية عقود و اوصلت البلد الى الكوارث .

من جانب اخر يبدو ان الدور او الخطط الرسمية غائبة لحد الان وغير واضحة المعالم بخصوص هذه المشكلة الخطيرة والتي تعتبر بحق قنبلة مؤقته اخرى في عراق اليوم , اذا لم يحسن ويحسم التعامل معها فانها ستقود الى مواجهات واستفزازات كثيرة بين فئات الشعب العراقي المختلفة خاصة اذا علمنا ان في بغداد وحدها اكثر من 75000 الف مسلح ينتمي الى هذه المجالس التي اصبحت ليس لها اول او اخر , بل كأنها سلسلة تحيط بالعراقيين والعاصمة بغداد ولايعرف احد التوجه الحقيقي لدوافع جميع هولاء الاشخاص . ورغم اشارة وزير الدفاع العراقي قبل ايام و الذي رفض تكوين مقرات الى هذه المجالس . لكن حتى هذا التصريح يفتقد الى الكثير من الوضوح والحسم . لذلك على الحكومة العراقية ان تكون واضحة في التعامل مع هكذا مجاميع مسلحة خارج سلطة الدولة . واكثرهم وخاصة في بغداد يتعامل وياخذ اوامره من الجانب الامريكي " الذي كان يسميه حتى الامس القريب بالمحتل "!! وهذه مفارقة اخرى تضاف الى مفارقات هذه المجاميع .

 ان بعض مجالس الصحوة مشكوك في ولائها وتوجهاتها , بل ان الكثير من المجرمين بحق الشعب العراقي هم قادة او اعضاء في بعض هذه المجالس المشبوهه خاصة في العاصمة بغداد . وفي كل الاحوال يجب على الحكومة العراقية ان تاخذ دورها في فرز مثل هولاء كما عليها ان تضع برامج معينة للاستفادة من بعض الذين تحتاجهم في وزارتي الدفاع والداخلية وتوفير فرص عمل مدنية للباقين منهم . اما الاستمرار بهذا الشكل الغريب والغير مناسب فانه سيقود البلد الى كارثه ليس بعيدة . خاصة مع ارتفاع اصوات المزايدات الفارغة حول مجالس الصحوة والتي بدانا نسمعها هذه الايام من هذا الشخص او ذاك من الذين كانوا انفسهم يصفون هذه المجالس " بالحرامية وقطاع الطرق " لان بعض مجالس الصحوة الوطنية مثل الرمادي خارج حدود سيطرتهم الطائفية المقيته . لكن الان وبعد تأسيس مجالسهم الخاصة بهم خاصة في بعض احياء بغداد اصبحوا هولاء " التوابع " ابطالا شجعان ورموز للوطنية والقومية العراقية الباسلة !! وهذه هي بعض من الشعارات العنترية الكاذبه التي سلمت بغداد الى القوات الاجنبية ودخلت الحفر الحقيرة . وايضا هذه هي الانتهازية التاريخية في العراق والتي حكمت البلد ظلما وزورآ طيلة عقود طويلة من الاقصاء والتفرد والبطش بالاخر . وكل هذه الاسباب المهمة وغيرها يجب ان تكون حافز قوي للحكومة العراقية لسحب البساط من تحت اقدام هولاء الانتهازيين وايضا حافز كبير للبحث عن حلول سريعة وعاجلة لهذه المشاكل الحقيقية قبل ان تستفحل اكثر وتاخذ مديات اخرى . لااحد يعلم بحجم وقوة ردود الافعال حولها .

محمد الوادي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الياسرى
2007-12-28
رحمك الله ايها الشهيد البطل يا من فجرت ثورة الغضب ضد اعداء الانسانيه كنت شجاعا غيورا صادقا في وطنيتك عندما ضربت هامات البعث التكفيريوهابي العالمي ياابوريشه وانت في جنان ربك العاليا ت تترحم عليك الارامل واليتامى والامهات الثكالى وهاؤلاء يتطلعون الى من ورث راية الصحوة الشريفة هذه با ن لاتدنس من قبل الانتهازيين وفاءا لروح مؤسسها الطاهره وهذه مسؤلية كبرى امام الله ودماء الشهداء بان لاتسلمواجهودكم الى تجار السياسه واعدء الامس الذين وصفوكم بقطاع الطرق كالدليمي والهشمي
غريب ومتغرب وعجيب ولا اصدق
2007-12-27
هل هذا صحيح مايذكر على الاتاوات يامسؤلون الخطة الامنية لماذا وجودكم هناك اذن
عقيل النصار
2007-12-26
يا بؤسا وتعسا لها من أمة لاتلد الا دكتاتور أو ارهابي ليس أمام رجال العراق غير الصمود في خنادقهم والا ستكون كارثة يتحدث عنها القاصي قبل الداني اللهم عجل لوليك الفرج
مريوش
2007-12-26
صحوة الفضل اللوري ب 75000 دينار والكية ب1000 دينار والتكسي ب500 دينار هده الاتاوة لدخول منطقة الشورجة او الرصافي والي ما يصدك يروح يشوف والي يعترض اله الله لان هم بالاساس عصابة والاغلب مكبسلين والجيش لمادا انسحب من هده المناطق نرجوا الجواب من قادة الاجهزة الامنية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك