المقالات

حاميها حراميها

2236 2018-01-29

يحكى أن لصوصا قاموا بالسطو على مصرف، وسرقة ما فيه من أموال بعملية ناجحة، وأخفوا ما حصلوا عليه بإنتظار أن تهدأ الأوضاع، ويتقاسمون حصصهم من هذه الغنيمة ليحصل كل منهم على نصيبه. 

في اليوم التالي ذكرت وكالات الأخبار، أن لصوصا سطوا على مصرف وقاموا بسرقة مبلغ قدره عشرة مليون دولار، فرح اللصوص بهذا المبلغ الكبير وسارعوا الى مقرهم، لعد نقودهم وتوزيع حصصهم، لكنهم وجدوا أن ما قاموا بسرقته، لا يتعدى اثنين مليون دولار !. 

أدرك اللصوص أن مدير المصرف قام باقتناص الفرصة، وإختلس أضعاف ما سرقوا دون أن تتسخ ملابسه أو يجذب الشبهات نحوه، فهو الأمين المؤتمن على أموال الناس وحقوقهم، صاحب الكلام الجميل والابتسامة العريضة، الساعي الى الخير ومساعدة المحتاجين. 

انتخب العراقيون ممثليهم في البرلمان العراقي منذ اربع سنين، ليكونوا سلطة تشريعية رقابية تحرص على مراقبة عمل الحكومة، وتشريع القوانين التي تخدم الوطن وتراعي مصالح الشعب والجماهير، التي جاءت بهم وأوصلتهم للجلوس على كرسي أعلى سلطة تشريعية في البلاد. 

على ما يبدو أن هؤلاء لم يهن عليهم ترك هذا الكرسي والتفريط فيه، بعد أن شارفت مدتهم الدستورية على النهاية، واقترب موعد الانتخابات النيابية، وهم في حرج وذل من الذهاب الى الجماهير التي انتخبتهم، وإستجداء أصواتها مرة أخرى بعد خذلانهم إياها، وشعروا أن رياح التغيير ستعصف بهم لا محالة. 

فاجتمع من إئتمنهم الشعب على حقوقه وصيانة الدستور في سقيفتهم، ليشرعنوا لأنفسهم البقاء مدة من الزمن وكل يضع له عذرا، ويجمعون الأصوات ويكيدوا المؤامرات من اجل إجراء اقتراع سري، يصوتون فيه من اجل تمديد بقائهم في البرلمان، لا يهمهم قانون أو دستور وكأن العراق ضيعة لهم. 

ما يؤسف له أن من اختارهم الشعب فضلوا مصالحهم الشخصية، وراحوا يراهنون بمستقبل العراق كله، والانجازات التي تحققت فيه بعد الانتصار على داعش، وحجم الدماء والتضحيات التي بذلت من اجل أن يبقى العراق قويا موحدا تسير الحياة فيه بشكل طبيعي، وليس من اجل أن يتربع هؤلاء على السلطة، التي يفترض أنهم أقسموا اليمن على صيانة دستور الوطن والدفاع عنه. 

يبدو إن الانتهازيين كانت سمتهم هذه طوال الفترة الماضية، لكنهم لما حشروا في زاوية ضيقة، أرادوا أن يسرقوا الوطن ويخونوا الأمانة، ولكن خاب سعيهم وفشلت مكيدتهم، فللعراق رجال شرفاء يدافعون عنه. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك