المقالات

الفلسطينيون لن يحرروا فلسطين حتى يجدوا الطريق المؤدي الى ذلك

2944 2017-12-26

 

القضية الفلسطينية تأكل نفسها نتيجة اعتمادها على الحكومات التي تريد القضاء عليها والتخلص منها ، فلم يبقى من القضية الفلسطينية إلا مادة إعلامية تطرحها وسائل الإعلام لكي تمتص بما يسمى غضب الشارع ، وحتى هذا الغضب لم يكن بمستوى قضية القدس بل كان هزيل في خروجه وضعيف في هتافاته ، وكأنه رفع راية الاستسلام ورضخ لمؤامرات الحكومات العربية وإعلامها المدمر للقضية الفلسطينية ، والشارع العربي لا يُلام على موقفه وهو يتابع أغلب التنظيمات الفلسطينية ومنها حماس لم تغير من استراتيجيتها في مقاومة العدو الصهيوني ، بل بقت هذه التنظيمات على علاقات وطيدة مع الدول العربية التي تمتلك علاقات سرية وعلنية مع الكيان الصهيوني ، وهذا البقاء قد يكون بدافع مادي أو يكون بدافع طائفي وكلا السببين لن يقدما شيء للقضية الفلسطينية بل اضعفاها وجعلاها قضية تتجه الى نقطة النهاية ، فمحمود عباس لا يتحرك أو يتخذ اي موقف الا بموافقة السعودية ومصر وكذلك حماس وهاتين الدولتين يصرحا ليل نهار بالمصالح المشتركة مع الكيان الصهيوني ويجب المحافظة عليها بل يجب مقاتلة كل من يهددها ، وحتى قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة الأخير حبر على ورق إلا إذا أستغله الفلسطينيون في رفع القضايا في المحافل الدولية ضد الكيان الصهيوني ، وهذا لا يتم لان الداعمين الرئيسيين للتنظيمات الفلسطينية لن يوافقا على أي تحرك ضد الكيان الصهيوني ، وبذلك فأن القضية الفلسطينية سوف تسلك طريق النهاية الذي رسمه الأمريكان لها إلا إذا غيرت التنظيمات الفلسطينية إستراتيجيتها وسحبت نفسها من التبعية المادية والطائفية ، وجعلت هدفها ومن يدعمها في تحقيقه أولا بدون النظر للمنافع الشخصية والحزبية أو الدوافع الطائفية ، أي ترك الطريق الذي عبَّدَه الأمريكان والكيان الصهيوني والدول العربية الذي يؤدي الى بناء دولة يهودية بكل للمعنى من كلمة مع قطع من الأراضي الصغيرة المتقطعة يسكنها الفلسطينيون تحت مظلة الحكم الذاتي ، واختيار الطريق الذي عبَّدَه خط المقاومة المتمثلة بحزب الله وسوريا وإيران بالإضافة الى بعض التنظيمات العراقية الذي يؤدي الى تحرير فلسطين كاملة ، فالطريق الأول وجد لإنهاء القضية الفلسطينية والقضاء عليها والطريق الثاني ولد لينهي الكيان الصهيوني ويرجع القدس الى قداستها ومكانتها المتميزة لدى جميع الأديان ، والفلسطينيون لن يحققوا أهدافهم حتى يختاروا الطريق الذي يؤدي الى تحقيق ذلك الهدف . 

خضير العواد 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك