المقالات

دور المراة في تزييف الحجاب الشرعي


منذ بضع سنوات انتشرت حالات الطلاق في مجتمعنا بشكل كبير وكانت المشكلة مخفية حتى أصبحت ظاهرة مخيفة. 

ومن المهم أن نبين ما هو دور الرجل والمرأة في هذه الظاهرة فكل ظاهرة لها أسباب قد يكون الرجل صاحب الدور الأكبر وقد تكون المرأة. 

أما المرأة فقد يعتقد البعض أنها ليست ذات دور كبير في هذه القضية الاجتماعية لكن الحقيقة أنها صاحبة دور كبير حالها كحال الرجل. 

ومن الأمور التي يتهم الإنسان بها في هذا الزمن هو عدم اهتمامه بمخاطر التواصل مع الآخرين وهذا الأمر ليس خاصا بالرجل أو المرأة لكن المرأة عندما تصاب به فإنها من الصعب أن تخرج سليمة من مخالب المجتمع التي لا ترحم. 

فالمرأة إذا كانت تعتقد ببعض الحقوق التي ليست ثابتة لها بسبب هذا الانفتاح على ثقافة الشعوب الأخرى من حيث الملبس وغيره من الأمور التي أصبحت المرأة تعتقد بحقها فيها وأخذت تعمل بشكل كبير للمطالبة بهذه الحقوق الوهمية. 

أولا : الملبس أخذت المرأة تتأثر باللباس الذي تعتقد انه شرعي وهو ليس كذلك فأخذت المحجبة تريد من الآخرين أن ينظروا إلى حجابها مع أن الحجاب كان حصنا للمرأة فجعلته مطمعا للرجال فبعد أن كان الرجل يشعر بان حجاب المرأة يعني أنها ترفض أن تكون رخيصة في نظر الرجال ولا تسمح لأحد بالاقتراب منها لتحصنها بثوبها الشرعي وإذا بها تلبس حجابا لا يشبه الحجاب فبعد أن كان الثوب فضفاضا وواسعا لا يحكي شيئا من مفاتنها وإذا به ضيقا يشهد على مفاتنها وألوانه براقة بعد أن كانت ألوانه تشهد بالسمو والرفعة وإذا به أصبح مزركشا وفي كل مفاصله شاهد على أن من تلبسه ليس لديها مانع في التواصل لكنها مضطرة للبس الحجاب وهو مجد قطعة قماش لا تغني ولا تسمن. 

أما بقية الملبوس فاللون هو اللون فالساعة لونها بلون الحجاب والحقيبة التي كانت تحت العباءة ثم خرجت بنفس اللون والنظارة لابد أن يكون لون الإطار بنفس لون الحجاب وهكذا الحذاء لا بد أن يكون متناسقا مع لون البقية وإلا كانت أناقة المرأة غير كاملة. 

فإذا كانت المرأة تعيش حياتها بحجاب مزيف وفي نفس الوقت تريد أن تستمر في حياتها الزوجية مع أنها جعلت من نفسها هدفا من أهداف الرجال لأنها جعلت الحجاب مصيدة لعيون الرجال وكل امرأة قد تشعر بالرغبة في أن تكون مرغوبة وظاهرة للعيان لكن هذا الحق من المعلوم انه ليس حقا مطلقا فان هناك حق لها بإظهار مفاتنها فذلك الحق مكفول لشخص واحد وهو زوجها فان كل جانب في حياة الإنسان له دور محدد وليس بالضرورة أن ينفع في كل المجالات. 

فإذا استخدمت المرأة هذا النوع من اللباس في زمن التواصل وظهر على صفحتها وصفحات أصحابها فقد بدأت مرحلة التفكك الأسري بينها وبين زوجها إذ انه استبدا بتلقي كلمات المدح على مستوى الشارع وعلى مستوى اللقاء المباشر ثم على مستوى التواصل الاجتماعي. 

وعندما تبدأ مرحلة التلقي لاعجابات الآخرين عبر التواصل فقد فتحت الطريق أمام التافهين من الرجال للولوج إلى حياتها وتقضية بعض الوقت للإيقاع بينها وبين زوجها فان كانت الزوجة تعمل على تقويض العلاقة الزوجية من خلال التجاوز على حقوق الزوج قبل حقوق المجتمع وضياع المرأة في وسط هذه الأفكار المستوردة جعل العلاقة الزوجية في مهب الريح ذلك أن الضياع سيضيع كل الروابط الأسرية. 

فلا احد يستطيع أن يقلل من دور المرأة في هذا الجانب كما لا يستطيع أن يقلل من دور الرجل، وبالتالي فان المشكلة لها أسباب مشتركة ولكل طرف من الطرفين دور خاص به فالمشاكل الاجتماعية لا تظهر بالاتفاق والصدفة والتأكيد على دور طرف دون آخر مجانبة للحقيقة وإخفاء للأسباب التي تقف وراء الظاهرة. 

وهذا التشخيص الخاطيء ربما يؤثر في عملية التصحيح والمعالجة في المستقبل والمرأة تبقى الجهة التي تعمل أحيانا بدون أن توضع تحت النظر فيضيع علينا طريق الرجوع لأننا نجعل من المسؤولية ملقاة على جهة واحدة فنحل المشكلة بشكل متجزيء وتبقى المشكلة مستمرة لأننا أضعنا التشخيص الصحيح لصاحب الدور في بروز الظاهرة الاجتماعية وحملنا جهة واحدة تمام المشكلة وهو جزء من السبب وليس هو كل السبب. 

وهذا الكلام ليس تبرئة للرجل بل الرجل هو صاحب الدور الأكبر في الظاهرة لكننا يجب أن نعرف أطراف المعادلة الاجتماعية حتى لا نبقى نراوح في مكان واحد ونحن نعتقد أننا نتقدم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبد الله
2020-08-01
مع الاسف يا شيخ حينما قرأت بداية المقال لفت نظري جراتك على قول كلمة الحق بوجه المرأة (المقدسة)!!- كما سمعت احد رجال الدين يصفها- وكان جميع النساء مقدسات كهند ومرجانة وجعدة وو الخ..لكن مع الوصول الى الخاتمة احبطت بوصفك الرجل بانه صاحب الدور الاكبر في ظاهرة الطلاق ... لماذا نرى رجال الدين ياخذون غالبا موقع المدافع تجاه ما يتعرض له ديننا من تهمة عدم انصاف المراة فنراهم في كثير من الأحيان يلمون الرجل بحق اوبغير حق فقط ليثبتوا للاخرين اننا لسنا ضد المراة ... علما بان منطقك -بحسب اطلاعي- افضل بكثير من منطق بعض رجال الدين الاخرين الذين يحرصون ايما حرص على ارضاء النساء بحق او بباطل والله احق ان يرضوه..
سيد حميد النجفي
2017-08-27
السلام عليكم ..احسنتم يا شيخ مقال في الصميم وهذا المشكل الذي يعانيه مجتمعنا الاسلامي اليوم ..اضف الى ذلك وكأن قطعة القماش التي تغطي شعر رأس المرأه اختزلت الحجاب الذي امر به الشارع المقدس وكأن قطعة القماش هذه هي الحجاب بذاته وسمته وعنوانه فيكفي انها ترتدي هذه القطعه من القماش وتغطي شعرها وترتدي ما يحلو لها من بنطلون وغيره تاركه لمفاتنها لمن هب ودب وهذا هو اقل ما يكون انتهاك لحقوق الزوج وحصر ملكية هذه المفاتن له وحده ..للاسف يا شيخ لو طرحنا ملكية الحقوق في استنساخ ( كتاب ما واعادة طبعه تحت اسم مؤلف آخر) على بناتنا اليوم في مواقع التواصل الاجتماعي لتهافتن بأن ذلك انتهاك لحقوق الملكيه الفرديه لمؤلف الكتاب ...اذن طرح السؤال التالي عليهن ما مقدار حقوق الزوج وملكيته بمفاتن زوجته ؟ للاسف يا عزيزي ..رياح الثقافه الغربيه تهب كعواصف علينا وعلى مجتمعاتنا والله خير حافظا ...تحياتي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك