منذ بضع سنوات انتشرت حالات الطلاق في مجتمعنا بشكل كبير وكانت المشكلة مخفية حتى أصبحت ظاهرة مخيفة.
ومن المهم أن نبين ما هو دور الرجل والمرأة في هذه الظاهرة فكل ظاهرة لها أسباب قد يكون الرجل صاحب الدور الأكبر وقد تكون المرأة.
أما المرأة فقد يعتقد البعض أنها ليست ذات دور كبير في هذه القضية الاجتماعية لكن الحقيقة أنها صاحبة دور كبير حالها كحال الرجل.
ومن الأمور التي يتهم الإنسان بها في هذا الزمن هو عدم اهتمامه بمخاطر التواصل مع الآخرين وهذا الأمر ليس خاصا بالرجل أو المرأة لكن المرأة عندما تصاب به فإنها من الصعب أن تخرج سليمة من مخالب المجتمع التي لا ترحم.
فالمرأة إذا كانت تعتقد ببعض الحقوق التي ليست ثابتة لها بسبب هذا الانفتاح على ثقافة الشعوب الأخرى من حيث الملبس وغيره من الأمور التي أصبحت المرأة تعتقد بحقها فيها وأخذت تعمل بشكل كبير للمطالبة بهذه الحقوق الوهمية.
أولا : الملبس أخذت المرأة تتأثر باللباس الذي تعتقد انه شرعي وهو ليس كذلك فأخذت المحجبة تريد من الآخرين أن ينظروا إلى حجابها مع أن الحجاب كان حصنا للمرأة فجعلته مطمعا للرجال فبعد أن كان الرجل يشعر بان حجاب المرأة يعني أنها ترفض أن تكون رخيصة في نظر الرجال ولا تسمح لأحد بالاقتراب منها لتحصنها بثوبها الشرعي وإذا بها تلبس حجابا لا يشبه الحجاب فبعد أن كان الثوب فضفاضا وواسعا لا يحكي شيئا من مفاتنها وإذا به ضيقا يشهد على مفاتنها وألوانه براقة بعد أن كانت ألوانه تشهد بالسمو والرفعة وإذا به أصبح مزركشا وفي كل مفاصله شاهد على أن من تلبسه ليس لديها مانع في التواصل لكنها مضطرة للبس الحجاب وهو مجد قطعة قماش لا تغني ولا تسمن.
أما بقية الملبوس فاللون هو اللون فالساعة لونها بلون الحجاب والحقيبة التي كانت تحت العباءة ثم خرجت بنفس اللون والنظارة لابد أن يكون لون الإطار بنفس لون الحجاب وهكذا الحذاء لا بد أن يكون متناسقا مع لون البقية وإلا كانت أناقة المرأة غير كاملة.
فإذا كانت المرأة تعيش حياتها بحجاب مزيف وفي نفس الوقت تريد أن تستمر في حياتها الزوجية مع أنها جعلت من نفسها هدفا من أهداف الرجال لأنها جعلت الحجاب مصيدة لعيون الرجال وكل امرأة قد تشعر بالرغبة في أن تكون مرغوبة وظاهرة للعيان لكن هذا الحق من المعلوم انه ليس حقا مطلقا فان هناك حق لها بإظهار مفاتنها فذلك الحق مكفول لشخص واحد وهو زوجها فان كل جانب في حياة الإنسان له دور محدد وليس بالضرورة أن ينفع في كل المجالات.
فإذا استخدمت المرأة هذا النوع من اللباس في زمن التواصل وظهر على صفحتها وصفحات أصحابها فقد بدأت مرحلة التفكك الأسري بينها وبين زوجها إذ انه استبدا بتلقي كلمات المدح على مستوى الشارع وعلى مستوى اللقاء المباشر ثم على مستوى التواصل الاجتماعي.
وعندما تبدأ مرحلة التلقي لاعجابات الآخرين عبر التواصل فقد فتحت الطريق أمام التافهين من الرجال للولوج إلى حياتها وتقضية بعض الوقت للإيقاع بينها وبين زوجها فان كانت الزوجة تعمل على تقويض العلاقة الزوجية من خلال التجاوز على حقوق الزوج قبل حقوق المجتمع وضياع المرأة في وسط هذه الأفكار المستوردة جعل العلاقة الزوجية في مهب الريح ذلك أن الضياع سيضيع كل الروابط الأسرية.
فلا احد يستطيع أن يقلل من دور المرأة في هذا الجانب كما لا يستطيع أن يقلل من دور الرجل، وبالتالي فان المشكلة لها أسباب مشتركة ولكل طرف من الطرفين دور خاص به فالمشاكل الاجتماعية لا تظهر بالاتفاق والصدفة والتأكيد على دور طرف دون آخر مجانبة للحقيقة وإخفاء للأسباب التي تقف وراء الظاهرة.
وهذا التشخيص الخاطيء ربما يؤثر في عملية التصحيح والمعالجة في المستقبل والمرأة تبقى الجهة التي تعمل أحيانا بدون أن توضع تحت النظر فيضيع علينا طريق الرجوع لأننا نجعل من المسؤولية ملقاة على جهة واحدة فنحل المشكلة بشكل متجزيء وتبقى المشكلة مستمرة لأننا أضعنا التشخيص الصحيح لصاحب الدور في بروز الظاهرة الاجتماعية وحملنا جهة واحدة تمام المشكلة وهو جزء من السبب وليس هو كل السبب.
وهذا الكلام ليس تبرئة للرجل بل الرجل هو صاحب الدور الأكبر في الظاهرة لكننا يجب أن نعرف أطراف المعادلة الاجتماعية حتى لا نبقى نراوح في مكان واحد ونحن نعتقد أننا نتقدم.
https://telegram.me/buratha