المقالات

متاهات علمانية


 

بتر النصوص والتلاعب بتفسير النصوص هي سمة العلمانيين والمتحذلقين في الدين وفق غايات رسموها يريدون تطويع النصوص لاثبات غاياتهم . 

هنالك بعض الاسئلة الخاصة بالاذكياء مثلا كيفية تغيير معنى جملة حكم الحاكم بتغيير مكان فارزة فقط مثلا حكم الحاكم (العفو مستحيل ، يعدم المتهم) تم وضع الفارزة بعد كلمة العفو لينقلب المعنى راسا على عقب فاصبحت ( العفو، مستحيل يعدم المتهم) 

ساستشهد ببعض المتاهات التي يختلقها فلاسفة العلمانية ويقحمون انفسهم في غير مجالاتهم العلمية بل وحتى بعض ممن يدعون الاصلاح الديني وللاسف الشديد هنالك بعض العقول هي اصلا ضعيفة الايمان فتكون هذه المفاهيم مخرج عقلي لهم لاثبات منزلقهم الفكري . 

حقيقة لم ار اغرب من متاهات الدكتور محمد شحرور في تفسيره للمفاهيم الاسلامية ( قرانية واحاديث نبوية) ففي اغلب اطروحاته في تفسيره للقران وكانه يفسر حدث سياسي في مقهى . 

الامر المهم جدا ان العلماني ينتقد التعبد بالنص ومن خلال قراءة كتبهم وارائهم وجدتهم يتعبدون بالنص الديني اكثر من الديني ويسطر رايه الناقد للاسلام وفق نص لا يعلم هل هو منسوخ؟ ماهي الظروف التي صدر النص فيها؟ ، ما قوة النص من حيث المصداقية؟ وماهي المعاني اللغوية للكلمات؟، فهل يعلمون هنالك فرق بين الاطلاق والعموم؟ 

مثلا عبارة فصل الدين عن الدولة ، من خلال تعريفهما لانجد اي ربط بينهما فالدولة عند الفقيه الفرنسي كاري دي مالبيرج بأنها " مجموعة من الأفراد تستقر على إقليم معين تحت تنظيم خاص ، يعطي جماعة معينة فيه سلطة عليها تتمتع بالأمر والإكراه " 

بينما الدين فهو "جملة المبادئ التي تدين بها أمّةٌ من الأُمم اعتقادًا أو عملًا، السؤال ما العلاقة بينهما؟ انا ارى العلاقة بينهما كعالم الحيوان بسوق الاوراق المالية 

اما الدكتور مصطفى ملكيان يذكر بعض الروايات التي فيها مدح للنساء، منها كلّما ازداد إيمان الرجل ازداد حباً للنساء، ويعود ليذكر رواية اخرى نقيض هذه الرواية وهي وإنما يعصى الله بست خصال: حبّ الدنيا، وحب الرئاسة، وحب الطعام، وحب النساء 

ويعقب بان هذا تناقض ، بينما لو قرا النصوص بتمعن ومتعلقاتها لوجد انها تتفق بعضها مع البعض ففي الروايات الاولى هي الاصل في التعامل مع المراة المؤمنة، وفي الثانية يذكر المعصوم عند الافراط في حب هذه الامور يؤدي الى عصيان الله عز وجل والشواهد كثيرة على من افرط في حب النساء اين وصل به الحال والعكس ايضا موجود فهنالك من النساء منهن افضل من الرجال في تفكيرهن . 

اما المدعين للاصلاح الديني فعجبا عليهم في بتر النصوص ومحاولة اثبات ما يدعونه ومنهم مثلا مختار الاسدي في ازمة العقل الشيعي ص /110 يستشهد بحديث للامام الباقر ان لله حجتين ظاهرة وباطنة ، الظاهرة الرسل والانبياء والائمة والباطنة العقل، وينقض الحديث بحديث للامام الصادق عليه السلام مفاده ان الدين لا يصاب بالعقول . 

لااعلم كيف بتر الاحاديث ففي الحديث الاول والذي هو للامام الكاظم عليه السلام يقول الباطنة هي العقول الناقصة ، هذا اولا وثانيا عندما تكون هنالك رسل وانبياء فالعقول التي تفكر صحيح وتقتنع بالحجة الظاهرة تصبح حجة باطنة في اثبات الرسل والانبياء لمن لا تكون الرسل والانبياء حجة ظاهرة لهم ، واما قول الامام الصادق عليه السلام بان الدين لا يصاب بالعقول وهو القياس الذي كان عليه احد فقهاء العامة في مناظرته للامام الصادق عليه السلام فالعقل لوحده دون الاستدلال بالحجج يكون ناقص الحجة . 

وهنالك من يكرر دائما حديث للامام علي عليه السلام لتحقيق السلم وهو (فواللـه لأُسالمن ما سلمت أمور المسلمين)، ولكنه لا يكمل الحديث معتقدا ان الامام علي عليه السلام مقتنع بحق غيره فيترك الشطر الثاني من الحديث وهو ( ولم يكن جور إلاّ عليَّ خاصة) 

والجاهل الذي يعاتب الامام السجاد عليه السلام بتركه الجهاد والاعتكاف على الحج واستشهاده باية مبتورة فقد لقي عباد البصري علي بن الحسين (عليه السلام) في طريق مكة فقال له يا علي تركت الجهاد وصعوبته وأقبلت على الحج ولينه وقد قال الله عز وجل: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم) فقال له علي بن الحسين أتم الآية فقال( التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين) فقال علي ين الحسين (عليه السلام) إذا رأيت هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحج 

هذا الاسلوب هو بعينه يستخدمه المتحذلقون في نشر افكارهم واوهامهم في الوسط الاسلامي وقد لفت انتباهي فضائية الحرة بدات تغرد من على التويتر لكتاب علمانيين والترويج لافكارهم . 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك