المقالات

أيهما أحق بالتعويض .. من أكل النخالة, أم عذب في السجون وهاجر؟


في كل دول العالم, وبعد أن تزال حكومات الطغاة, تمر فترة عدالة إنتقالية, تنتهي خلال بضعة سنوات, وخلالها يعوض كل من تضرر, ولو بأذي نفسي, ويحاسب من أعان الطاغية ولو بكلمة, من خلال محاكمة عادلة, أو أي ألية أخرى . 

أنفرد نظام صدام, بكثرة من تعرضوا لظلمه وتعذيبه, حتى يكاد القول بانه شمل الغالبية, كلاما مقبولا ومقاربا للواقع.. فمن العوائل العلمائية والأدبية, وطلبة العلوم الدينية, إلى معارضيه السياسيين, ومن هجرهم وسحب جنسيتهم من الكرد الفيلية, ومن هرب بجلده خارج العراق. 

لم يسلم بقية الشعب, من أذى حكم البعث وصدام, فبين خوف وإعتقالات وإعدامات دون تهمة, وجوع وخوف, وفقدان لأبسط مقومات الحياة, ناهيك عن الحقوق الإنسانية والخدمات, وعوز مادي, دفع الناس لبيع أثاثهم, بل وحتى شبابيك وأبواب بيوتهم.. وكل من كانت تظهر عليه أي علامات تدين, بل وحتى من كان يتهمه أي بعثي, بأصغر تهمة ولو كذبا! 

ما تم سنه من قوانين, لتحقيق العدالة " الإنتقالية" كانت عرجاء ومشوهة, فرغم أنها جاءت لتعوض من تضرر ولن تفعل.. فأي مال أو عقار, يمكن أن يعوض أبوين عن أبنهما؟! أو زوجة شابة فقدت زوجها, وتعرضت لشتى المساومات.. بل وأي شيء في الدنيا كلها, يعادل لحظة رعب عاشها أي عراقي؟! فكيف بأطفالهم؟! 

لن ينسى العراقيون, خصوصا من بقي ولم يهاجر, وعاش حكم صدام كاملا, سنوات أكل النخالة ونوى التمر المطحون, المخلوط بالرماد والرمل.. ولن ينسى لحظات الرعب, بين قواطع الجيش الشعبي, ومضايقات البعثيين, وإبتزازاتهم وتهديداتهم.. كما لن ينسى من هجر, ما عاشوه من سنوات عذاب, في خيام الصحارى, أو الذلة في مخيمات اللاجئين, أو الأهوال التي عاشوها, وهم يركبون البحار, ويفرون بين الغابات. هربا من بطش صدام وبعثه اللعين.. فهل يمكننا تقدير, أي فئة تعذبت اكثر من غيرها؟! 

هل كل من ذكرناهم, احق بالتكريم و تعذب أكثر, أم من قدم ولده شهيدا في تحرير الموصل؟ أم من أعدمه صدام هو الأحق؟ 

ولكن لنسأل.. لما يجب المفاضلة بينهم؟! أولا يستحقون كلهم التكريم؟ حتى من بقي هنا وذاق الويل وعذاب حكم الطاغية, وباع أثاث بيته.. ولم يداهن النظام, ولا لبس الزيتوني؟ 

سن قوانين لتعويض كل هؤلاء, من المظلومين, هو أقل ما يجب تقديمه لهم.. لكن أن تكون تلك القوانين, مبالغا فيها وغير منطقية.. ويتناسى الأخرون, فهذا امر غير مقبول. 

كل العراقيين يستحقون التعويض والرعاية, عدا من أيد النظام ولو بكلمة.. ولكن بشرطها وشروطها. 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك