( بقلم : عبد السلام الخالدي )
يحلو للبعض إستبدال حرف الألف بحرف الياء، لتتحول العبارة من صيغة الفرد الأنا إلى صيغة الجماعة النحن، لم تكن هذه الجمل والعبارات وليدة اللحظة، بل عشنا وتعايشنا معها أيام الحكم الدكتاتوري البغيض، ولتحول الغالبية العظمى من رموز الطاغية المقبور غلى الحالة الجديدة ودخولهم ضمن معترك الحياة السياسية بعد السقوط، وتحولهم بقدرة قادر من طغاة إلى مظلومين، إنظموا للعملية السياسية، وجلسوا تحت قبة البرلمان، تغيرت جلودهم ولم تتغير وجوههم القبيحة ولغة خطاباتهم البعثية، يتحدثون ويصرحون بصيغة الجمع ونيابة عن جميع طوائف الشعب، وتناسوا أن العراق الجديد ودستوره الدائم يبيح للعراقيين أن يعبروا عن رأيهم الشخصي ومايدور بخواطرهم،
يستنكر أو يرفض سيادة النائب في البرلمان قراراً أو قانوناً ربما هو في مصلحة الغالبية العظمى من الشعب، وعلى العكس، هذه الثقافة التي ورثوها عن ثقافة سيدهم الذي ولّى وبلا رجعة، حينما كانوا يخاطبونه، سيدي نحن العراقيين وعوائلنا وأرواحنا فداك، نحن جميعاً تحت رحمتك، انت ولي نعمتنا، ويضرب عرض الحائط مشاعر وأحاسيس الملايين، لازالت هذه الثقافة منتشرة لدى البعض من سياسينا فيتحدثون نيابة عن الشعب وكأنهم الأوصياء على مقدراتهم، حتى باتت الحياة اليومية الشخصية رهينة بأياديهم الملطخة بدماء العراقيين.
ارفضوا ووافقوا على مايطيب ويحلوا لكم ولا تتكلموا نيابة عن الشعب العراقي، فكل عراقي أدرى بمصلحته، ويستطيع التحدث عن نفسه، أما أنتم فمصيركم كمصير قائدكم الملهم الضرورة، مزبلة التأريخ، وجهنم وبئس المصير.
https://telegram.me/buratha