المقالات

المجلس الأعلى الإسلامي وسياسة الانفتاح على الجميع


( بقلم : عمار العامري )

منذ اللحظات الأولى لتأسيسه أعلن وعلى لسان سماحة أية الله المجاهد شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم - قدس- عن الخطوط العامة لسياسة ابرز قوى المعارضة العراقية ضد النظام الديكتاتوري آنذاك وهو المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق والذي يعبر عن رأي العراقيين كافة معتمدا على رؤية المرجعية الدينية والذي أخذ على عاتقه في سنوات المعارضة توحيد كلمة العراقيين في اغلب المحافل من اجل بقاء الصوت العراقي المعارض مدوي لفضح سياسة البعث الهمجية ضد الشعب العراقي والشعوب المجاورة فكان دائما المجلس الأعلى البوتقة التي تقنن رأي فصائل المعارضة في المحافل الدولية والإقليمية وتجمع إطرافهم وتوحد كلمتهم وما نضج مؤتمر أو كان هناك توحيد للرؤى ألا وكان الموقف الموحد صادر من رجالاته ونابع من وجهة نظر شخصياته.

وما أن سقط الصنم ونتج التغيير الذي حصل على اثر ذلك ودخول سماحة شهيد المحراب لأرض الوطن نادى بحقوق العراقيين عامة بدون استثناء فكانت نداءاته للسنة قبل الشيعة ومستذكرا إياهم بالوقفات التي كانت للمجلس الأعلى مع أخوانه من السنة ضد الحكم ألصدامي داعيا القوى السنية للمشاركة الفعالة في بناء العراق الجديد والذي اتخذ من المنهج الاتحادي -الفدرالي - صيغة للحكم ومطالبا ومناديا بالنظام الديمقراطي المؤسساتي الذي يضمن المشاركة للجميع والمضمون بالدستور الدائم الذي يكفل حقوق الجميع كما أكد المجلس الأعلى على اعتماد العمل البرلماني كأساس للتمثيل الجماهيري العام لذلك بدأت المشاركة الحقيقية في عقد البيت الشيعي الذي كان للمجلس الأعلى الدور البارع في انجازه وهو "الائتلاف العراقي الموحد" الذي جمع تحت لواءه جُل القوى السياسية العراقية الوطنية برعاية المرجعية العليا متمثلة بسماحة الإمام السيد السيستاني - دام ظله- والتي كان اغلبها من الفصائل ذات الباع الطويل في الجهاد ضد الزمر الصدامية كما كان السباق في عقد التحالفات الإستراتيجية التي تضمن الحقوق الوطنية للشعب العراقي والذي عانه الويلات وكثرت الأزمات بسبب السلطات المركزية المقيتة والتي جرت البلاد للدمار والخراب ومعاداة الجيران من الدول الإقليمية فكانت باكورة التحالفات مع التحالف الكردستاني والمتمثل في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني واللذان يعتبران الممثلين للأغلبية الكردية في العراق وهذا التحالف كان المحور الفعال والذي قد لا يشعر فيه الآخرين لما فيه من قوى خفية نهضت بالعراق الجديد وأرست دعائمه وواجهت كل الزلزال والأعاصير وكابحة الصعاب التي تبعض من دول الجوار على جميع المستويات "الإرهابية والقتالية بالأحزمة والعبوات والأجساد العفنة" أو من خلال "السيناريوهات الخرافية التي تنتج في الغرف المظلمة" من اجل قلب نظام الحكم الجديد في العراق والتي وقف إمامها المجلس الأعلى كالسد المنيع باعتباره كيان سياسي عراقي وطني أو زعامة للائتلاف العراقي الموحد وعكر نسيج خيال منتجيها من خلال زيارة سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم للولايات المتحدة وبريطانيا عقب لقاء عمان سيئ الصيت موضحا لساستها ومٌنظريها والداعمين للحركات المشبوه فيها أن حقيقة هذه المؤامرات لا تصب في مصلحة العالم عامة والعراق الجديد خاصة أنما قد لا يجنى منها إلا الاقتتال والحروب فكان هذا انفتاح غير مسبوق من أي شخصية عراقية حاملة هموم شعب بأجمعه فجاءت فكرة التحالف الرباعي للقوى الوطنية الفاعلة في العراق وهي المجلس الأعلى وحزب الدعوة والاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي والداعم أساسا لحكومة الوحدة الوطنية في بغداد وإبقاء الباب مفتوح لكل من يؤمن بواقعية النظام القائم في العراق.

ولم تقف مساعي المجلس الأعلى موقف الناظر أو المحايد ولا العامل في الخفاء بدون اطلاع الجميع على تحركاته فسعى من اجل رجوع كل القوى التي انسحبت من الائتلاف العراقي لأسباب تخصها للهدف الذي جمع الائتلاف الموحد أساس وهو توحيد الرأي العام الشيعي وجعل الكتلة الائتلافية موحدة دائما فتوج ذلك بالاتفاق الذي ابرم بين سماحة السيد الحكيم والسيد مقتدى والذي تعهدا فيه على حفظ الدم العراقي فيما شهدت ليالي شهر رمضان المبارك لهذا العام اللقاءات والأمسيات اليومية لكل شرائح المجتمع العراقي في المكتب الخاص بسماحة السيد الحكيم في بغداد وبرعاية سماحة السيد عمار الحكيم وبدون استثناء للسياسيين على مختلف التوجهات والبرلمانيين من جميع الكتل والوزراء والمدراء العامين في الحكومة وسفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية في العراق والقضاة والعسكريين والجامعيين والأطباء والمهندسين والرياضيين والإعلاميين والتجار ورجال الأعمال وشيوخ العشائر والناشطين في المجتمع المدني وأهالي بغداد وغيرهم وكانت هذه الأمسيات خير مفتاح لمعرفة أراء الجميع بالرؤى والتطلعات التي يتبناها المجلس الأعلى وتأكيد الجميع على أن المجلس الأعلى لم يكن لشريحة دون أخرى إنما للعراقيين كافة.

أما تأكيد سماحة السيد عمار الحكيم على أقامة "إقليم جنوب بغداد" والذي فسر بآراء مختلفة لا اعتقد أن المصلحة من وراءه تصب في خانة المصالح الفئوية ولم يكن طائفي أو تحزبي كما أراد البعض تصنيفه إنما هو مكون أنساني وطابع جغرافي وامتداد تاريخي وبُعد ثقافي يستمد قوته من مآثر"كالكامش وسومر وبابل" ومن بطولات"الشعيبة والرميثة والرارنجية" ذات المفاخر العظيمة لأهله فيما أتت زيارة وفد المجلس الأعلى الإسلامي العراقي للمنطقة الغربية والتي تكللت بزيارة تاريخية تعد الأولى من نوعها لسماحة السيد عمار الحكيم والوفد المرافق له لمدينة الرمادي والتي باتت ضحية الإرهاب وجماعاته الوحشية في الفترة الماضية فكانت بادرة أمل تبث الروح في الجسد العراقي الذي أكلت فيه مخالب القوى الإقليمية والتي لا تريد لأهله أن ينعموا بحياة كريمة مستهدفة من وراء ذلك القضاء على منجزات العراق الفدرالي الديمقراطي الموحد.

وبعد النجاحات الأمنية في إعادة الأمن والقانون للمناطق التي استفحل فيها الإرهاب خاصة في بغداد نجد أن لزيارة السيد رئيس المجلس الأعلى وزعيم الائتلاف العراقي الموحد السيد الحكيم لمحافظات جنوب بغداد الأثر الواضح في التعبير النابع عن الاستماع لقضايا الأمة وجه لوجه كذلك زيارات نائب رئيس الجمهورية الدكتور عادل عبد المهدي إلى الدول العربية والإقليمية والتي أفادت بأنها توضيح لحقيقة قبول المتغيرات في الوضع السياسي العراقي وقناعة هذه الدول لطبيعة التغيير وتفهمها للانسجام معه والتعامل مع حيثياته باعتباره واقع لا مفر منه وأيضا زياراته لمحافظات الجنوب والتي لم تكن مسبوقة للمدارس ومزارع الفلاحين ألا أنها تعبير عن المشاركة الحقيقية للمواطن في همومه ومتطلبات حياته اليومية.

كل هذا لم يكن محسوب لولا شعور المواطن العراقي بمصداقية انفتاح المجلس الأعلى على الجميع واعتبارها سياسة لا يمكن نهجها من كان يكمن في إعشاءه الحسابات دون الحسابات لذلك ما قدمه المجلس الأعلى من قيادات قربان لهذا الانفتاح وما جاءت تلك الشهادات "لأبي احمد الرميثي وأبو باقر الكرعاوي" إلا رد فعل خسيس من قبل "الجماعات المسلحة والعصابات البعث المقنعة" والتي لم يروق لها هذا الانفتاح حيث أنها أرادة إبقاء العراق يغرق في بحور الدم البريئة لأبنائه من اجل إرجاعه للحكم الفردي والقروي المحكوم من قبل المخابرات الإقليمية والدولية التي تعيث فسادا في ارض العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك