( بقلم : عمار العامري )
يسعد الإنسان عندما يكون قريب من أهله وذويه ويشم رائحة الأرض الذي ولد فيها وقد لا يعوضه عنها شئ عندما يهجرها أو يتركها رغما وإجبارا ولكن يبقى الحنين إليها معتوقا بشيم الرجال رغم كل ما قد ينعم فيه ويشتد الحنين إليها كلما تضيق فيه وسعة البلدان والتي كانت وما زالت تتحدث بالإخوة وطالب بالحقوق لأهل هذا البلد ولكن كيف هو الحال عندما يهجرها مجبرا وعلى مضض تاركنا خلف ذكريات عمره ولعب أطفاله وساعات مع الجيران والأحبة غيبتها العصابات الإرهابية والزمر الصدامية والجماعات المسلحة وترك كل ما يملك من دون أن يعرف مصيره الذي شعر بأنه مجهول ولكن بهمة من انتخى من اجل الوطن ودموع الأمهات التي ثكلت بأبنائها والآباء الذين فقدوا أفلاذ أكبادهم أولادهم والعشرات إنما المئات من الأيتام والأرامل
فان الشعور يتوهج باتجاه الخبر المفرح والنبأ الصادق عندما يذاع عن الاستقرار في الوضع الأمني عندما يعلن من خلال الفضائيات فبعد التفجيرات والعبوات والأحزمة الناسفة التي لم ترحم الكبير والصغير والعدو والصديق والدمار الذي حل بأرض الرافدين والعصابات الطائفية والجماعات الخارجة عن القانون التي نفذت أبشع صور الوحشية بحق العراقيون وأباحت كل ما حرم الله وأحالت بغداد السلام إلى ارض أشباح لا ينتفع فيها سوى من أهدافه القتل وسفك الدماء ومصادرة حقوق الآخرين وبهذه الأيام المربية والتي ألقت بظلالها على كل العراق في غضون أشهر بات العراقي مهجر داخل وطنه مسبة في خيم عارية لم تؤويه من حير الصيف الماضي ولا تشبع أطفال تلك عوائل من جوع الأيام القاسية التي مرة عليهم ناهيك عن ألآلاف العوائل التي راحت ضحية هذه الأعمال الهمجية فتركت أوطانها ورحت حيث لا تعلم أين المستقر فضاقت فيها ذرعا دول الجوار وعانت من ويلات العوز والبؤس
لذلك كم فرح المواطن وقبله الذي هجر من وطنه عندما نجحت خطة فرض القانون والتي عادة الحياة إلى دار السلام ليعود السلام والأمان إلى بغداد فقد لاقت خطوات القوى الأمنية الترحيب من كل الجهات الرسمية والشعبية في داخل العراق وخارجه لجعل مرحلة إعادة المهجرين إلى ديارهم الخطوة الأولى مباشرة فيما بعد الاستقرار الأمني وفعلا حدث ما لم يتوقعه الإرهابيين وعصاباتهم القذرة لتكن إعادة أهل بغداد إلى أوطانهم مرافقة لخطوة الأعمار وتوفير الخدمات لجميع أحياء العاصمة مما كان من الضروري على الحكومة العراقية والجهات التنفيذية والتشريعية وضع أحوال أهالي بغداد وخاصة العوائل المهجرة في الحسبان من قبيل توفير كافة المستلزمات الضرورية للمواطن وخاصة ونحن على بواب فصل الشتاء الذي قد يحتم على العوائل الكثير من الاهتمام وكل ذلك يجب أن يكون أمر ضروري لا مفر منه وعلى الجهات الحكومية عقد عزم في تنفيذ عهودها خاصة في فرض القانون فأنها عازمة على توفير كافة الخدمات المهمة للمواطنين الذين عانوا ماعونه خلال السنتين الماضيتين من تهجير وتدمير لمنازلهم ونهب لممتلكات عدد ليس بقليل منهم
فمع استتباب الوضع الأمني وإعادة الأمان والدعوات لإعادة المهجرين إلى ديارهم على الجميع الوقوف وقفة واحدة إمام عودة الزمر الإرهابية والعصابات غير المنضبطة إلى الشارع البغدادي والعبث بأفراح العراقيين وخاصة بعد فتح كل المرافق الحيوية أمام أهلها ورفع الاختناقات المرورية أمام المارة وبقاء المحلات والشوارع إلى ساعات من الليل والذي حرموا منهم لفترات طويلة فالفرحة من المؤكد هي عودة الأهل إلى ديارهم والتي نعتصر الم عندما نشاهد الأوضاع المزرية الذي عاشها العراقي مهجرا في الداخل والخارج لا يمتلك قوته ولا مسكن يلوذ فيه فجاءت الساعة التي يسعد الجميع فيها
https://telegram.me/buratha