المقالات

حول ما طرحته النائبة جميلة العبيدي


منذ سنوات والعراق يعيش حالة من التهريج الاعلامي إما بتصريحات نارية إنفجارية لا تتلائم وحال الشعب أو تعليقات إستخفافية من قبل المتلقي (الإعلام ) يضيع الطرح فيما لو كان منطقيا ً ويتلاشى وسط التهريج جمال التحليل الذي يرتجى منه التطور .

جاء التصريح الاخير للنائبة والذي لا تشوبه شائبة شرعية ولا يتوقع من طرحه الا الحرص على حال البلد بشكل عام وعلى حال المرأة بشكل خاص ولكن في نفس الوقت هناك مؤاخذات على طرح المشكلة , فبحسب مقطع الفيديو الذي تم بثه يلاحظ ما يلي :

1- إعتماد النظرة الجزئية للموضوع فالنائبة لو أحاطت بجملة من الحلول ويكون الحل الذي قدمته أحدها لكان بلا شك النتيجة أفضل .

2- عدم التمكن اللغوي والقراءة المرتبكة من الاوراق لا تتناسب وحجم الطرح وهنا يؤاخذ على النائبة عدم الإعداد المتقن .

3- مثل هذه المشاكل الاجتماعية تترك للرأي العام وطرحها يكون إعلامي تدريجي في برامج تعد لذلك تؤخذ فيها أراء رجال دين وطبقات المجتمع وتبين فيها السلبيات والإيجابيات .

إن المؤلم في الموضوع خروج نساء بشكل تظاهرات تأيدية وهنا اشعر أن الطرح لم يؤتي أكله بل أهان كيان المرأة وجعلها تجاهر بلا حياء وهو الأمر الذي يخالف وطبيعة المرأة التي تتنتظر بعز ان تطلب لبناء أسرة .

إن الفطرة السليمة تقود الإنسان للعيش بشكل جماعات فالمجتمع مكون من نواة الاسرة والاسرة نواتها رجل وامرأة وعندما جاء الاسلام على يد الرسول الأكرم (ص) حث على الزواج ولكل ليس بشكل عشوائي فجعل له شروط وسبقها بالقدرة قال الرسول ( ص ) : " من إستطاع الباءة منكم فليتزوج " والمعنى من أقتدر على الزواج فليفعل لما فيه خير له ولم يترك من لا قدرة له دون حل فقد وجه الشباب الى غض البصر والى الصيام وغيرها حفاظا ً على عفتهم حتى تتيسر أمورهم ويقدموا على الزواج وكذلك ساير الأسلام الأجواء العامة للعرب حينها وهو تمكنهم من التعدد اللاشرعي للنساء ناهيك عن الجواري منهن , فقدم الأسلام لهم حد أعلى يتوقف عند أربع نساء وأشار الى ان شرط التعدد هو العدالة وقبلها القدرة التي هي شرط كل زواج قال تعالى : ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ) النساء 3

وبين الله عز وجل في كتابه سلبيات الامر بكلمة ولن تعدلوا ! (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم....) النساء 129.

ولأن الاسلام هو دين كل الازمان تجد دائرة الحلول لديه واسعة ولبعض طرق الحل أفضلية وللانسان حق الاختيار .

بعيداً عن التعاطف وبشكل عقلائي أجد طرح موضوع تعدد الزواجات بشكل مطلق كحل لمشاكل مجتمعنا العراقي حل لا يخلو من امكانية تضاعف المشاكل لذا أقترح تفعيل عدة محاور لانقاذ المجتمع من أفات الفساد .

1- العمل على دعم المرأة معنويا ً وتخليصها من هاجس كلمة ( عانس ) فإن لم يكتب الله للمرأة أن تكون زوجة فممكن أن تكون عمة وخالة وكافلة يتيم ناجحة تعين اخوها وذويها ويكون لها مكانة في المجتمع وهنا يلعب الإعلام دورا ً في ذلك .

2- حينما تشعر المرأة وبالضخ الاعلامي أن المشكلة هي عامة سيدعمها ذلك معنوياً خاصة لو تمت التعبئة له دينيا ً فزينب عليها السلام عرفت عمة أكثر من كونها أم .

3- إن كان للحكومة دور وشعرت فعلا ً بالمشكلة فالواجب توفير ورشات عمل للنساء ودعم المنتج الوطني بدل إغراق السوق بالبضائع وبالتالي اغراق النساء بإوقات الفراغ التي يحسن الشيطان استغلالها .

4- التأكيد على مبدأ (نحن) وليس( أنا) يقلل من دائرة ال( أنا) فلا مجال لانكار مصيبة يعيشها المجتمع وهي عملية خطف الازواج من أسرهم واغرائهم بالمال فهي تدخل الاسرة بعنوان هادمة وليس بعنوان شريكة كما تتوقع النائبة ! فعدد

لايستهان به من النساء تطلب من الشخص هدم أسرته وبناء بيت جديد على انقاض ذلك وهنا نستشعر بعد الواعز الانساني والديني لأمثال تلك النسوة منعدم .

5- وضع الوظيفة في المجتمع العراقي بحاجة لاعادة نظر فالموظفة تعلم كل تفاصيل حياة زميلها وما يحب وما يكره بل وتطبخ له ما يشتهي فأين العفة من كل ذلك !! فهل العفة محاطة بمتر قماش يوضع على الرأس بسمة حجاب !!.

6- إن سلامة المجتمع من الفساد هو رهن بيد المرأة لذا لابد من اعدادها اعداد جيد وان تكون في دائرة ضوء خطب الجمعة والمحاضرات وخاصة في التجمعات النسوية والحمد لله نلحظ تقدما في هذا المجال لكنه منحصر في المدن الدينية .

7- الرجل المتعدد الزوجات له صفاته وهي قليلة التواجد لذا لا يتلائم طرح موضوع تعدد الزوجات والاطلاق .

8- مشاكل الطلاق بحاجة للعمل على تقليلها وشرح سلبيات الطلاق للطرفين قبل اخذ القرار الذي يجب ان يكون الخطوة الاخيرة لا الاولى.

9- في الزمن الماضي كان الرجل اذا ترملت زوجة أخيه أو احدى قريباته يرتبط بها غيرة وحماية وحفاظا ً على اولاد اخيه وذويه وهذا النوع من الارتباط اجده هو الاجدر للترويج وللتقبل من قبل الزوجة الاولى .

حفظ الله العراق والعراقيين وحفظ المجتمع من أفة الفساد وحفظ الله نسائنا من الابتذال الذي يروج له الاعلام المعادي ولتبقى العفة والحياء شعار كل امرأة .

وكل عام والمراة بالف خير بمناسبة عيدها وعيد الام الذي يوافق ذكرى ولادة سيدة نساء العالمين عليها السلام القدوة والاسوة للمؤمنات .

كما لاننسى تنهئة الوكالة بمرور الذكرى الحادية عشر على انبثاقها نتمنى لكل اعضائها التوفيق لنيل رضا الله واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سامي جواد كاظم
2017-03-27
هل نحن الغائبون ام انتم لكم كل الموفقية فيما تكتبون
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك